____رؤيتي في قصيدة (في انتظار عودتي)
للدكتور الشاعرHamed Hadji
———
بوقت الفراغ
ألاعبُها وأمازحها…
هكذا الحب هزل وجدُّ..
وشاء،
سرقتُ لها قطعة وغلَبتُ…!
فهاجت وماجت فجزر ومدُّ…
وتُهوي بقبقابها
وتقول: يَاْ مشؤوم جاك..!
فيرعف أنف وخدُّ….
وفكرتُ أهجرها…
وتركتُ لها البيت…
أين أسير ؟ و أين أجدُّ؟..
فيا ويحتي…!
عاد كلّ المصلين و الحيُّ أقفرٓ…
وما جاء يعزمني للفطور عزيمٌ.. وما في المدائنِ فردُ..!
———-
من {لا شيء يحدث، لا أحد يأتي}
أنطلق
إذا تسرب الملل إلى العلاقات الإنسانية وعلاقة الحب بين قلبين
فان الارض تتوقف عن الدوران لوقت قد يطول وقد يقصرويقفر الكون يشح المطر تنطفئ النجوم
ينشق القمر تجف البحار وتتهاوى الجبال ،تتجمد الحركة وينغمس القلب في الحزن ويغلّق أبوابه وتعم العتمة ويكون الصعود إلى الهاوية
عندها فقط(لا شيء يحدث ولا أحد يأتي )ولا شيء يتغير أيضاً إنه الارتطام بفوضى العدم
والشاعر أخذ بايدينا وادخلنا هذه اللحظة الفارقة لحظة الشعور القاتل
بأن الإنسان نسي منسي
وأنه وارد جدا أن يلقَى به في سلة النسيان أو جب الخذلان دون ان يرف جفن للفاعل وكأن شيئا لم يكن ويتنكر للحب الكبير
رجل طيب ضعيف الشخصية يلاعب
امرأة الشطرنج وبين هزل وجد يختلس منها قطعة وتتفطن إلى الأمر
امراة متقلبة المزاج فتعاقبه وتخرجه من جنتها في يوم رمضاني والناس صيام فأين يولّي وجهه
ولمن يشكو بثه ومصيبته
وغضب حواء مسلط على آدم وتفاح الغواية مفقود
فيهيم على وجهه ولا أحد يهتم لحاله ولا حتى يدعوه من باب الإحسان لطعام الافطار فأين يمضي وهو الجاني على نفسه حيث أخطأ أولا بسرقة(القطعة)وثانيا بترك المنزل
فكرتُ أهجرها…
وتركتُ لها البيت…
أين أسير ؟ و أين أجدُّ؟
وهذا جزاء المتبطّر على النعمة…
وكما كل رمضانية يضعنا الشاعر أمام العتيق من الأواني واللباس والحلي
ومع (القبقاب) نقف اليوم
والقبقاب هو حذاء تقليدي يُلبس في البيوت والمساجد عند الوضوء تجنبا للانزلاق
والقبقاب في تونس له تاريخ وباع
ويوجد حتى من تغنى به :
يا لابسه القباب طقه طقهْ
كان على الزليز ندفع حقهْ
—-
وكما للقبقاب موسيقى ورنات
له ضربات موجعة قد تشج الرأس
وتكسر الضلوع لانه مصنوع من الخشب الصلب كما انه سلاح تم استخدامه في القتل بعدما قتلت به (شجرة الدر) على يد جواري(أم علي) زوجة السلطان عزالدين أيبك الأولى
لان حينها كان الحذاء الأكثر شيوعا
ولم يعد ارتداء القبقاب متواجدا في تونس كما في مصر وسوريا مهد جذوره حيث كانت له سوق خاصة به تسمّى بسوق (القباقبية)
وموقعها وراء الجدار القبلي من الجامع الأموي لذا تعد دمشق
من أشهر المدن العربية التي عرفت صناعة القبقاب وطورتها
اما في مصر فظهر القبقاب واكتسب شهرة مع الفاطميين ،نرى الشاعر في رمضانيته هذه أخرج لنا(القبقاب)من غياهب النسيان ونفخ فيه من شاعريته ليبعث ويطفو على الساحة هذا الحذاء التقليدي الذي ابتكر منذ الأزل ،والقبقاب مرتبط بالثقافة الشعبية،وهو في طريق الانقراض ولكن ما زال بعض الحرفيين في تونس يقاومون من أجل الحفاظ على تواصل تواجده في السوق ويزدهر تسويقه في المناسبات السارة كالاعراس مثلا
حيث تلبسه العروسة وصويْحباتها يوم(خلوية الحمام)أو أيام الحنة لتبرز
نقوش حنة ساقيْها،وفي المناسبات الدينية حيث يقوم البعض بالتبرع بكميات منها للمساجد-
إفادة
يقول الباحث سنان غانم سآتيك
(والقبقاب لم يأت اسمه اعتباطًا؛ إنما سمي بذلك لقوته وهدره بالصوت والطقطقة اللذين يصدران عنه أثناء السير به. لو تأملنا قليلًا في البناء اللغوي لكلمة القبقاب، المؤلفة من تراتبية تكرارية بين حرفي القاف والباء؛ لوصلنا إلى لب الحقيقة؛ لأن حرف القاف، صوتيًا وبنائيًا، يحمل القوة في طياته وثناياه، ووجوده في الكلمة يمنحها قوة مادية محسوسة، والباء حرف شديد مجهور انفجاري، يتفجر من الطقطقة الحاصلة نتيجة اصطدام أسفل القبقاب بالأرض، وهذا التناوب بين الحرفين أضفى على الكلمة إيقاعًا موسيقيًا، أعطاها تميزًا لدى المستمع الذي يستحسنها ويستلطفها)
فائزه بنمسعود