الفنانون يكشفون عن شخصياتهم في فيلم المزرعة والجمهور يعلق
من إعداد وحوار وتحرير: راما آغا
افتتحت السينما سيتي في سورية بمحافظة دمشق منذ عدة أيام عرض فيلم “المزرعة “السينمائي الذي تحدثَ عن قضية إنسانية تتعلق بالشعب السوري واللبناني معاً و قصة النزوح التي عانت منها معظم العائلات السورية مع وجود مشاعر متعددة في هذا الفيلم منها شعور الحب والانسانية في شخصية “وسام” الذي جسدها الفنان “وسام حنا” بالإضافة للحزن والقوة والصبر في شخصية “أم عبود” التي لعبتها الفنانة “عهد ديب”
والاستفزاز في شخصية “ليزا” التي أدتها الفنانة “ميرفا القاضي”.
“الشخصيات”
كشف مجموعة من الفنانين للصحفية راما آغا عن الشخصيات التي جسدوها في فيلم المزرعة السينمائي
حيث أنَّ الفنان “وسام حنا” لعبَ شخصية “وسام” الذي يتحول من شخصية متطرفة ومتعصبة إلى شخصية منفتحة تتقبل الآخرين بسبب ذلك الطفل الصغير اللاجئ من سورية إلى لبنان الذي يدعى “عبود”
و صرحت الفنانة “ميرفا القاضي” عن شخصية “ليزا” التي أدتها بالعمل وجمعتها بثنائية مع الفنان “وسام”
وبينت أنَّ “ليزا” هي شخصية سيئة لردود أفعالها ووجود الفوقية والعنصرية لديها
اضافت على ذلك حول هذا الكركتر من الدور المسند لها لايمثل شخصيتها الحقيقية على أرض الواقع على صعيد التفكير والمبادئ مؤكدةً “ميرفا” تناقض شخصية “ليزا”مع شخصية “وسام” الذي جسدها الفنان “وسام حنا” من حيث كمية مشاعر الحنية والإحساس ومواقفه وتعاطفه مع الطفل “عبود”
وأشارت الفنانة”رولا شامية” عن شخصية “جيهان” التي قدمتها وجمعتها بعلاقة صداقة هي وزوجها مع “وسام وليزا” وتابعت بالحوار عن أحداث شخصيتها بالعمل عندما بدأ “وسام وليزا “بالتفكير في بيع المزرعة اتخذت “جيهان وزوجها” بقرار شراء المزرعة منهما واضافت تفاصيل أخرى بعدم اكتمال عملية شراء المزرعة لوجود تفاصيل تؤدي لتراجع “وسام” عن قراره المتخذ مسبقاً مع “ليزا” بالبيع.
بينما الفنانة “عهد ديب” كشفت عن شخصيتها “أم عبود” التي تمثل المرأة السورية المنهكة والتي تعرضت للنزوح من موطنها السوري الأصلي إلى لبنان لحماية أبنائها والمحافظة على عائلتها مضيفةً على ذلك بأنَ”أم عبود” حافظت على قوتها أمام أبنائها كي تمدهم بالقوة والأمل والحياة رغماً عن كل الصعوبات التي تعرضت لها منها وفاة والدها في سورية وعدم قدرتها على العودة لوداع مثواه الأخير
وأكدت “عهد” أن “أم عبود” تمثل شريحة كبيرة من الأشخاص الذين نزحوا وغادروا منازلهم وحياتهم وجميع مذكراتهم منطلقين نحو حياة جديدة كانت أكثر صعوبة لكن في الوقت نفسه كان هناك أمل دائم للحياة والنجاح والاستمرارية تحديداً من أجل الأطفال.
“أسباب المشاركة”
انطلقت مشاعر الفنانين جميعاً بالتعبير عن الأسباب التي دفعتهم للمشاركة في هذا الفيلم الفنان “وسام حنا” قائلا :الإنسانية أولاً وثانياً بسبب رؤيته لوجود مشاعر ضئيلة غير محبذة بين الناس في الفترات الأخيرة وطرح فكرة هذا الفيلم للسعي بمحاولة تغيير رؤية بعض وجوه النظر
أما الفنانة “ميرفا القاضي” سبب المشاركة لما حملته رسالة الفيلم من جمال والأهم من ذلك هو التعاطف الإنساني
وعن الفنانة “رولا شامية” مشاركتها ايضاً كانت بهدف الإنسانية ولأن الفيلم يتحدث عن مأساة عائلة ومأساة شعب بأكمله ولمحبة ورغبة الجميع دوماً بالمشاركة في الأعمال التي تحمل الرسالة الإنسانية.
حول الشيء الذي دفعَ الفنانة “عهد ديب” للمشاركة في الفيلم هو توصيل رسالتها الفنية من منطلق الواجب على الفنانين بتقديم رسالتهم الإنسانية عن بلدهم والحديث عن حقيقة الشعب الذي تعرض للحرب والدمار لتؤكد بعد ذلك بقاء الشعب السوري صامداً وقوياً وجباراً رغماً عن كل ما حصل في السابق ووصفته بالشعب المحب للحياة والمحافظ على استمراريتها وكذلك
الشعب المكافح و استمرارية الحياة لدى هذا الشعب بصناعة الأمل.
“رسالة الشخصية”
تحدث الفنان وسام عن رسالته التي يريد توصيلها من خلال شخصيته التي جسدها هي نبذ الكره والتعصب بين الشعوب.
” رسالة الفنانين”
وجهَ الفنان “حنا” رسالته للبلدين الشقيقين سورية ولبنان “ضلوا أخوة”.
أما “ميرفا القاضي” رسالتها للشعبين الشقيقين كانت نحن شعب واحد وعايشين مع بعض.
وكذلك الفنانة “عهد”وجهت رسالتها للشعب السوري واللبناني معاً بأنها تعتبرهم شعب واحد في كل شيء من حيث الأمس والمستقبل بالإضافة إلى أن المعاناة واحدة.
“الصعوبات”
أما الصعوبات التي تعرضت لها “عهد ديب” ذكرت منها اللهجة والظروف المناخية والتضاريسية حتى على صعيد سيناريو الفيلم ايضاً لوجود مشاهد إنسانية ومشاعر قوية كما أنها عبرت ايضاً عن الحزن الذي اصابها من خلال البكاء بعد التصوير
لكن عند مشاهدتها للنتيجة النهائية للفيلم لقد حصلت”ديب”على جرعة إنسانية كبيرة ، والفرح لوصول صوت الشعب السوري بمعاناته وصموده وذكرت “عهد” أن القضية السورية هي “إنسانية”.
“الرؤية”
وعن تفاعل الجمهور مع الفيلم أكدت “عهد” أن الفيلم حازَ على صدى واسع في مختلف البلدان من سورية ودبي ولبنان بسبب ابتعاده عن أراء ومحاور السياسة وقصة الفيلم سارت على الصعيد الإنساني
ونضيف على ذلك ملامسته لجميع مشاعر وضمائر البشر التي تجعلهم أكثر تعاطفاً مع الحالة الإنسانية بعيداً عن الجنسية والمذهب و الإنتماء وكل الأطر السياسية
وتابعت “ديب” بالحوار بأن الإنسان يبقى بضميره ومشاعره حتى في حقوق الإنسان والطفل ومن منطلق كل ماذكر مسبقاً أخذ الفيلم هذا التفاعل الكبير ثم وجهت بعدها رسالة شكر للجمهور السوري على الحضور والتشجيع والتفاعل.
“استطلاع الجمهور”
الشاب “محمد الحلو” مراسل وزارة الداخلية عبرَ عن إعجابه الشديد في شخصية “وسام” بفيلم المزرعة السينمائي الذي جسدها الفنان وسام حنا بسبب إظهاره لصورتين الأولى التي تمثلت بالحقيقة لفئة ضئيلة من الشعب اللبناني هي الفئة المسيئة مع الشعب السوري والصورة الثانية عندما تحولت شخصية “وسام” من الشر إلى الخير وهنا بدأت الشخصية تمثل حقيقة معظم فئات الشعب اللبناني من خلال فيلم “المزرعة” الذي بينَ فيها أيضاً حقيقة الشعب اللبناني وما يكنه من الداخل على صعيد الطيبة والمحبة والإنسانية
وأضافَ على ذلك أن شخصية “وسام” أبرزت الحالة الإنسانية لدى هذا الشعب من الداخل
وأشارَ “محمد” بالحديث عن فيلم المزرعة بوجود نقص من الوقائع لتعرض السوريين للعديد من المآسي عن طريق البحر والسفر معتقداً “الحلو” عدم اظهار هذا الجزء من المعاناة كان احتراماً لمشاعر الأخرين وعدم إثارة آلامهم ثم اختتمَ الحديث عن شخصية “وسام” باعتقاده الثاني عن محبة كادر العمل بتوصيل رسالة إنسانية تمثل حقيقة الفئة الأكبر من الشعب اللبناني بكيفية تعاملهم بمحبة مع السوريين
وكذلك تحدث أيضاً عن محبته لشخصية “أم عبود” التي لعبت دور “الأم” و جسدتها الفنانة عهد ديب معبراً “محمد” برأيه عن شخصية أم عبود بأنها استطاعت انجاز تمثيل حقيقة الأم الريفية السورية بخوفها ومحبتها وطيبتها مع أبنائها.
وتحدثت الشابة “رند محمد” ابنة الفنان “مالك محمد” عن اعجابها بجميع شخصيات الفيلم لإتقان الفنانين بالأدوار المسندة لهم ولحقيقة هذا الفيلم الذي عزز شعور المتعة لديها بسبب سلاسته
وانطلقت مشاعرها بالتعبير برسالة لوالدها الفنان “مالك محمد”
“أنا أحبك وفخورة بك جدا “.
“راما محمود” معبرة عن رأيها قائلة فيلم ” المزرعة” يحمل حقيقة معاناة الشعب السوري بأدق تفاصيلها من حيث السكن ضمن غرفة واحدة وقصص الأبناء وتعلق عبود بوسام وصبر أم عبود وحبها إلى عائلتها وخوف الأب وحبه لعائلته وطيبة المرأة السورية التي أدتها الفنانة عهد ديب في شخصية أم عبود ولم تنتهي جمالية الفيلم إلى هنا بينما برزت في شخصية وسام ايضاً الذي جسدها الفنان وسام حنا عندما جعل المبدأ الإنساني هو الحكم لكل شيء وايضاً شخصية الطفل عبود في الفيلم عندما بادر بالحب مع وسام وعلمنا عبود أن الشيء الذي نبدأ بمبادرته بمنطلق الحب سينتهي بالحب ايضاً
والفيلم بشكل عام علمنا أن الحب +انسانية=حياة أي لايمكن للضمير الإنساني أن يكون بالوجود دون الحب ولايمكن للحب بأن يتحرك إلا في الحث من خلال ضمائرنا التي تسكن الوجدان
وصبر أم عبود عنوان الفرج لكل عسر
وأحداث الفيلم لم تكن من خيال الكُاتَب إنها حقيقة نابعة من صلب أحداث جميع العائلات السوريين اللاجئين من داخل سورية أو خارجها بما فيهم عائلتي ….
كل الحب والاحترام لكادر العمل كاملاً من فنيين وفنانين لما قدموه بكل أمانة وبذلوه من مجهود ورسالتي الإعلامية الأخيرة أنَ أبرز مشاكل المجتمع العربي بحاجة للحب الكبير والإنسانية كي يتعافى ويتخلص من جميع الأزمات الداخلية والمؤامرات الخارجية”.
والجدير بالذكر عن عرض فيلم “المزرعة” تم بحضور العديد من الفنانين اللامعين منهم المنتج محمود شلش والفنان مازن عباس ومعن كوسا ويزن السيد وزوجته لمى ونضيف على ذلك رئيسة فرع نقابة الفنانين تماضر غانم و الفنانة سحر فوزي وغادة بشور بالإضافة لحضور وفد الفنانين اللبناني والسوري المشاركين ببطولة الفيلم منهم الفنان وسام حنا والفنانة ميرفا القاضي وعهد ديب ورولا شامية وسط حضور وفد شعبي وصحفي كبير ولم يكن افتتاح فيلم المزرعة هو الأول في سورية لانتشار صداه ووصول مشاهدته في سينما دبي ولبنان ايضاً.