رمضان كريم ..
كروش في زمن الازمة !!
حسين الذكر
برغم كل التشويه الذي حاول البعض الصاقه بسماحة ديننا الحنيف الذي استغله بعض المتنفذين لسلطانهم على حساب امة محمد ص .. ان الاستغلال ملف رائج منذ قرون مضت حيث كان الأمير : ( يهب ما لا يملك .. ويتحكم برقاب وحال الناس بادعائه .. المال مال الله وهو ولي خزائن الله ) .. وحاشا الله وتقدس اسمه عما فيه يوغلون ويدنسون .. إنّ الإسلامّ منظومة أخلاقيّة متكاملة تهدف إلى ترسيخ أواصر المحبّة والتعاون وتجسيد روح التّكافل والتكامل بينهم وبسط الأمن ونشر الاستقرار في ربوع المجتمع كما انه ينبذ أشكال الإساءة والاستغلال الذي يعتبر جريمة تلحق الضرر بالصالح العام لحساب أصحاب النفوس الضعيفة ممن لا دين ولا ضمير ولا مباديء لهم سوى ما يتقنون من سيطرة شهوات الفرج ونهم البطن طوال تاريخهم الذي غدى اضحوكة على طول الزمان والمكان – فالخطا خطا وان أيده مليون – كما يقول الفلاسفة – .
أن الإسلام يعتمد في بناء المجتمع على جُملة من المبادئ الصالحة .. التي فرض فيها على الأغنياء حق في مالهم للمحتاج اذ انهم شركاء فيه ولا يمكن ان يخزنوه ويتحكموا فيه كما يشاؤا بل ينبغي ان تسير الأمور وفقا لمشيئة وشرعة الله التي وضعت حقا للسائل والمحروم وابن السبيل … وغيرهم وما اكثرهم في بلدان امة العرب والمسلمين المبتلية بالفاسدين والطغاة ممن اتخمت كنوزهم حتى اسودت وجوههم … برغم ما يدعون وينسبون انفسهم الى مقامات بريئة عنهم ويلبسون قداسات لا صلة لهم بها .. الله اعرف بهم وبدسائسهم وهو يمهل ولا يهمل وان طال امد الجاحدين ..
ان الاستغلال يعد من ابشع الجرائم التي تلحق الضرر بالصالح العام وتعد أرضية خصبة لكل أنواع الفساد والاوبئة سيما الاجتماعية منها .. مما جعل الشرع والحكومات تتخذ جملة من الاجراءات التي تحرم وتمنع الاستغلال سيما في المحن والحروب والأزمات …. التي تضرب الامة ويغدو فيها فقرائها ومحتاجيها ومعوزيها الشريحة الأكثر تضررا من أولئك المنتفخين كل حين .. وقد جاء في القرآن: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ وقد اتفق علماء الإسلام على حرمة ما يسمى ببيع المضطر وبينوا ان ما يقوم به البعض ليس شطارة انما هو مرض نفسي واجتماعي ومخالفة دينية مكشوفة تستحق الوقوف بوجهها فالمستغل شخص منبوذ اجتماعيّاً مهما ملك وتحكم وصفق له البعض من سدنة عروش الطغاة ..
فيما تنبئنا تجارب اخرين ممن تضرب بها امثال التكاتف عند اشتداد المحن .. نرى ان البعض يستغل كل شيء ويستخدم اقبح الأساليب من اجل اغتناء وزيادة أمواله على حساب الشعوب المظلومة .. فما ان يسمعوا أولئك الجاحدين بتداعيات وإجراءات ازمة ما او مناسبة ما حتى وان كانت مقدسة وشريعة تمس مصالح افراد الامة حتى يستغلوا الناس بابسط مقتنياتهم ووسائلهم .. حتى في شهر الله الفضيل ترتفع أسعار بعض الحاجات والمقتنيات التي صنفت جزء من مائدة الإفطار والاسحار .. وغير ذلك الكثير من ملفات ينبغي ان تنتبه لها الجهات المعنية سيما تلك التي صنعت او جعلت نفسها حامية لشرع الله ووصية على الناس .. وان تتخذ ابسط إجراءاتها عبر توزيع بعض الاحتياجات المطلوبة ولو عبر نظام الحصة التموينية بشكل عاجل يتناسب مع سرعة الزمن وحاجة الناس وزمن العولمة رغم انف المتضاربين وضرب اجندة المتربصين ..