قراءتي الثالثة لرواية أسرى غُرف الضباب
بقلم : مقداد الحمزاوي
يالغرابة هذه الرواية قد قرأتها للمرة الثانية والثالثة ولازلت أقرأها لأستشعر فلسفة معانيها، وكلما غصت في أعماقها أجد أنني أعيش الاحداث لحظة بلحظة وكأنني أحد شخوصها وكأنها مسلسلا درامياً سينمائياً أخرج حلقاته واجزاءه الكاتب والروائي المصري محمد اسماعيل وكان فرقد الأغا المفكر العراقي بطله وانا من يحمل على كتفيه كاميرا التصوير لأوثق كل تلك المشاهد العظيمة ذات المعاني السامية.
لقد قرأت بين طياتها أشياء عجيبة وأمور غريبة جعلتني بين الانبهار والاندهاش، كنت أقف أكثر من نصف ساعة لأتأمل مواقف من الصعب أن يتقبلها العقل لأن فيها مزيج من الجنونية والمغامرة المرعبة ومنها أن بطلها فرقد الأغا أقتحم أرض الضباب والموت وكأنها بلد السلام ليس فيها موت أو عصابات مسلحة أو طائفية أو أقتتال مرير مغامرة تحبس الأنفاس مرعبة جمعت بين قمة الجنون والعقلانية والحكمة، رأيته من بين السطور مندفعا ومتحديا كل الصعوبات والأخطار فقط ليصل الى غايته ومرامه وقد فعلها بعد أن كابد الويلات.
في نهاية المطاف أنتصر وكان انتصاره حساماً مسلط على عنق الطائفية والعنصرية لم يأت هذا النصر من ترف وجلوس خلف شاشات الهواتف بل جاء من الأصرار والعزيمة والتفاني وأيمان عالي بالله عز وجل ومحبة للانسانية والانتصار لها .
وجاءت رواية أسرى غرف الضباب درسا بليغا في التضحية والإصرار والإرادة الفولاذية لصناعة المستحيل وعدم الخضوع والرضوخ للواقع المزري القبيح الذي أوصلنا الهوان .
أسأل الله الموفقية والنجاح الدائم للكاتب والروائي المصري الاستاذ محمد اسماعيل أنار الله قلبك .
والموفقية والنجاح لمفكرنا العراقي الاستاذ فرقد الأغا لما بذله من جهد في نصرة الاسلام والامة والشعوب المظلومة والإنسانية جمعاء، ولا يسعني ألا أن اقول لكم .زادكم الله علما وحكمة وأراني قد ملأت حروف هذه الرواية العالم .