فى مثل هذا اليوم 24مارس809م..
أبو عبد الله محمد الأمين يتولى الخلافة بعد وفاة والده الخليفة هارون الرشيد.
تمر، اليوم، الذكرى الـ1215 على تولى أبو عبد الله محمد الأمين الخلافة بعد وفاة والده الخليفة هارون الرشيد، وذلك فى 24 مارس عام 809م، وهو سادس الخلفاء العباسيين، وتولى الخلافة بين عامى 809 – 813 م.
ودامت فترة حكم الأمين خمس سنوات تقريبا، وأهم ما ميز عهده هو النزاع الذى قام بينه وبين أخيه المأمون، كان هذا النزاع استمرارًا للصراع القائم بين العرب والعجم داخل الدولة العباسية.
ولد محمد الأمين بن هارون الرشيد سنة (170 هـ – 786م)، وهى السنة نفسها التى استُخلف فيها أبوه الرشيد، وكان مولده عقب مولد أخيه المأمون بنحو ستة أشهر، وكان المأمون قد ولد فى الليلة التى استُخلف فيها الرشيد.
وأم الأمين هى “زبيدة بنت جعفر بن المنصور”، بينما كانت أم أخيه المأمون جارية فارسية تُدعى “مراجل”، ما لبثت أن تُوفيت بعد أيام من ولادته متأثرة بحُمّى النفاس، نشأ الأمين فى ظلال بيت ترف عليه بهاء الخلافة وجلالها، يرفل في النعيم والسعادة، وينعم بطفولة مرحة سعيدة، ويتمتع برعاية أمه زبيدة، وقد اجتمع له ما لا يجتمع لأحد من أبناء الخلفاء، فقد كان هاشمي الأبوين، كما جمع بين سلطان أبيه، وجاه أخواله، وثراء أمه.
وعرف الأمين منذ حداثة سنه بتوقد الذهن وفصاحة اللسان، وخفة الروح، وكان سريع البديهة، حاضر الجواب، ظريف النكتة، حلو التندر، لطيف الدعابة، كما كان سخيا، بل يصفه الكثيرون بأنه كان مسرفًا في السخاء، غير أنه كان يميل إلى العبث والاستهتار، وقد ذكر الطبري وغيره أخبارًا ترميه بالسفه والجهل والإهمال، وهو ما لا يقبله العقل، ولا يتفق مع ما عرف به الرشيد من الحكمة والحزم حتى يجعل أمر المسلمين من بعده لسفيه أو أحمق.
وبالرغم من أن الرشيد كان يتوسم النجابة والرجاحة في “عبد الله المأمون”، ويقول: “إن فيه حزم المنصور، ونسك المهدي، وعزة الهادي، ولو شئت أن أقول الرابعة مني لقلت”- فإنه قدَّم محمدا بن زبيدة على أخيه الأكبر المأمون، مع علمه أن متبع هواه. ولعل رغبة أمراء البيت لعباسي واجتماعهم على تولية الأمين كانت وراء نزول الرشيد على رأيهم، وتحقيق تلك الرغبة التي اجتمعوا عليها.
عندما استلمَ الأمين خلافة المسلمين بناءً على ذلك، وكان المفترض أن يصبح أخيه المأمون هو ولى العهد، لكن الأمين قام بتعيين ابنه موسى وليًا للعهد، وأثار هذا الفعل غضب المأمون الذى كان فى هذه الأثناء فى خراسان، فأخذ البيعة من أهل خراسان وجمَع حوله جيشًا عظيمًا، وسار به إلى بغداد فقصفها بالمنجنيقات وخاض معارك شرسة مع أخيه الأمين، وبعد أربع سنوات من الحرب انتصر المأمون على أخيه وقُتلَ الأمين فى هذه الحروب واستلم المأمون خلافة المسلمين وأصبح المشرق والمغرب بين يدى المأمون.
يذكر أنَ أهل خراسان كانوا المؤيدين الأساسيين للمأمون فى حربه ضد الأمين حتى وصل إلى الخلافة، وكان الفرس يرغبون أن يبقى المأمون فى خراسان فى مدينة مرو حتى تصبح مرو مركز الخلافة العباسية، لكن أهل بغداد بدأوا بإشعال الثورات ضد المأمون فاضطر المأمون إلى الرجوع إلى بغداد لإخماد هذه الثورات، التى انتهت على يد المأمون.!!