رواية “أحبها بلا ذاكرة”للروائي الأمين السعيدي
الفصل الرابع:خريف عدنان
أنت حذو الجبل في بهو القصر،اين تصدر القرارات وتنفذ الأحكام في الليل على شعب غارق في الهتاف دون علمه بمصدر الخراب،هذه حكومتك من الان وهذا وطنك،اما المنتشرون في المدن والقرى فهم شعبك،لقد وقف الرئيس عاجزا واظنك مخلصه.قف،لا تسقط،فان حلمك بين يديك،وان الكثير من الشعب ابناؤك.اجعلها حكومة العائلة ولا تنسى المخنثة،اني أعلم البواطن واني من دمك،غير ان الطبيعة لم تنصف هذا الجسد،حين يميل الى الذكورة بين الرجال والانوثة بين النساء.قف فانك مجد سيحرر الارض وحلم سينتج الورد.اعرف انك ترفض السير في الشوارع بين الحمقى وتجوب القرية ليلا فتنشر النور،وان دار الدولة هي مسكن الروح،وتلك البئر العجيبة هي مصدر شكك وحيرتك.القرية كالمدينة يا عدنان يصارع النور الظلام في الشوارع،اين تتجمع الناس كما يحاول الماء جاهدا أن يغمر القرية،غير ان الجفاف اقدم عهد منه،يعرف المسالك ويأبى الخروج !
تضع المخنثة بطرف اصبعها الخضر في فمه،يأكل متمسكا بالحياة وجسده يرتعش لما يسكنه من حيرة واضطراب،وهاهو يتماسك مع دخول عفاف الى القصر،تقترب منه:عدنان في قصر الحكومة والرئيس!
لماذا الغياب وأنا لا اجيد التنفس الا في حضنك،عهدتك تكفر بالنظام وقسوته وبمجد حلمت به المعارضة وترفضه طلبا للعدل.لا يهمني كلما يحدث يا عدنان،المهم اني أراك قبل موتي واظن الرحيل قريب،منذ قدم الحراس الى ان وضعت قدمي الاولى في القصر،رايت الموت قريبا من الغيمة على جبل الصوان وانت الذي اخبرتني أنها لن تمطر…
– أحبها بلا ذاكرة
– ص: 143-144
– الفصل الرابع
طبعة: دار عليسة