( قراءة وصفية في أسرى غرف الضباب )
بقلم : رعد الأغا
هي رواية وثائقية ذات أحداث واقعية دوَّنها الروائي المصري محمد إسماعيل عن لسان حال بطلها المفكر العراقي فرقد الأغا وهي مجموعة قصص وأحداث في قصة ملأى بالمغامرات التي إنسلَّ منها العاشق بسلام بعد إن نال مبتغاه، وقد إكتنزت دفتيها بعناصر التشويق، الحوار، السرد، والحبكة.. كان السرد اللساني بين البطل والراوي يجيء عبر الأثير من العراق الى مصر إلّا إن الروائي كان مبصراً من خلف الستار فبرغم زخم الأحداث التي لم يشهدها إلّا إن فراسته وثقافته ووعيه نقلنه من وراء الوقائع الى التموضع في كبد الحقيقة وإتخاذ العناصر البنيوية والقراءة الممعنة لدخائل شخوص الرواية والأبعاد النفسية لهم كمسبار لغور الأعماق والأبعاد.. وبرغم قولبة النصوص المنقولة وجهوزيتها كونها وثائقية تراه لم يتقيد بالتوصيف الجاهز فقد عمد على توسعة أفقه وخياله فكان هو الراوي الغائب الحاضر الذي خلصها من اللبس والخلط ولم يقتصر عليها كعملية سردية وحسب .
ولتمكنه من أدواته فقد وظفها توظيفا رائعا بلون سردي متفرد عابر للأنموذج الكلاسيكي، عاكف على أساليب الروي الحديثة غير مقتصر على الإنشاء والإستطراد وهذا ما يتلمسه القارئ.. حتى في موضوع الصراعات السياسية والإديولوجيات التي يصعب تضمينها في أدب الروايات لما لها من نغمة نشاز خارجة عن اللحن وإثارة للنفرة لكن صاحبنا بفطنته وإبداعه قد سخرها وصيَّرها متناً لتشغيل أدواته ومزجها مع النصوص الأخرى مع مراجعاته لصور الرواية، وتنقلاته بين الأزمنة والأمكنة حتى إنثالت كلماته بإسلوب سلس وجاءت سطوره وجمله بنسق تركيبي بديع ذو طابع موضوعي للإسقاط السياسي والأيديولوجي، فكان موفقاً في وظائف الرواية ومعرفة الأنظمة الإجتماعية في العملية التعبيرية حيث لم يخرج من عقال النظام المجتمعي وتقاليده وآدابه لأنه إرتكن للواقعية والإنضباط والخيال والإلتزام بدقة النقل السمعي والحوارات والوقائع لذا فقد حظي بجودة في الإستهلال والختام.
وإني أرى إنها ستكون الرواية الأسرع في التداول والإنتشار