قراءة نقدية:اليومية بين الهدم والبناء
اليومية 16:( الميتاسردية و اليوميات نموذجا)
الشاعر:حمد حاجي(تونس)
الناقدة: جليلة المازني(تونس)
القراءة النقدية: اليومية بين الهدم والبناء
المقدمة: يستانف الشاعر يومياته الرمضانية وها هو في اليوم السادس عشر من رمضان الموافق ل:26/03/2024
ترى ماذا تحمل هذه اليومية من جديد بين الزوجين؟
بعد ما جد بين الزوجين من خصام ونزاع وصل حد العنف المعنوي هاهما يعودان لبعضهما اثر مهاتفة تلقاها الزوج من زوجته فيعودان كان شيئا لم يكن فتعود البسمة الى البيت الذي كان مظلما في غياب الزوج وغمرهما الحنان واستمتعا بمشاعر الحنين والشوق الى دفء حضن الواحد منهما الى الآخر وبدأ البوح بمشاعر الحب روحا وجسدا.
لقد جعل الشاعر الزوجة تبادر بالاعتذار بمكالمتها لزوجها منتظرة عودته لأنها من جهة كانت ظالمة لزوجها عند سوء معاملتها لامٌه وعندما أخرجته دون رحمة من البيت عندما أسا ء اليها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقد يكون الشاعر من وجهة نظر حقوقية جعل ألمرأة تبادر بالاعتذار إيمانا بحقها في الحب وفي الدفاع عن حبها الذي يسكنها ويملأ كيانها ويستبد ٌ بمشاعر ها
وبالتالي فإن الشاعر أخرجها عن المرأة التقليدية
التي تنتظر دائما مبادرة الزوج في العودة اليها ..انها المرأة الفاعلة والمتسامحة مع من تحبٌ.
وهنا يترك الشاعر للقارئ من خلال تلك الفجوات النصية تقييم مبادرة الزوجة بالعودة الى زوجها حبيبها .
فالقارئ قد يبارك هذه العودة مرددا قول نزار قباني في بيت من أبيات إحدى قصائده:
” سامحته وسألت عن أخباره//
وبكيت ساعات على كتفيه//
وقد يستحضر القارئ الآية الكريمة”سو رة الروم 21 ليبارك هذه العودة الميمونة:” ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ..ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون “.
والشاعر جعل الزوج يعتذر عما بدر منه من عنف معنوي إزاء زوجته بكتابة هذه القصيدة إيمانا منه بان لاشيء يعترف به بغير المكتوب فيقول:
فأكتب هذي القصيدة، معتذرا، وتعود الى بيتنا البسمات..!
وكأن الزوج كان ينتظر هذه العودة المباركة اعتقادا منه انهما خلقا لبعض.
وقد يذكره القارئ وهو شاهد عيان على هذه القصيدة بقوله تعالى في سورة الاعراف189″ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها”
وبالتالي فإن الشاعر قدجعل هذه اليومية محكومة بثنائية الهدم والبناء :
_يهدم الشاعر مفهوما في العلاقة الزوجية قائما على الخصام والعنف المتبادل.
_يؤسس الشاعر لمفهوم جديد في العلاقة الزوجية قائم على التفاهم والتسامح والاعتذار والمبادرة والحب الكبير.
ومن ثمٌ اختار الشاعر عنوان يوميته” الميتاسردية
واليوميات”
وهنا قد يتفاعل القارئ مع الشاعر في بناء العلاقة الزوجية على الوصال والحب الكبير مرددا قوله في معارضة لابن زيدون:
أضحى التداني بديلا من تنائينا//
وناب لقيانا بديلا عن تجافينا//
الخاتمة:
ان الشاعر حمد حاجي من خلال يومية السادس عشر من رمضان التي اختار لها عنوان “الميتاسردية واليوميات” فهو يهدم مفهوما للعلاقة الزوجية قائما على الخصام والعنف ويبني مفهوما جديدا للعلاقة الزوجية قائما على الوصال والحب الكبير إيمانا منه بأن الحبٌ يعلو ولا يعلى عليه.
شكرا للشاعر حمد حاجي على جليل حرفه الحكيم.
بتاريخ 27/ 03 / 2024