فى مثل هذا اليوم 27مارس1958م..
نيكيتا خروتشوف يخلف نيكولاي بولجانين في زعامة الاتحاد السوفيتي.
نيكيتا سيرغيفيتش خروتشوف(15 أبريل 1894 – 11 سبتمبر 1971) زعيم شيوعي ورجل دولة سوفييتي، حكم الاتحاد السوفييتي من 1953 إلى 1964 وتميز حكمه بالمعاداة الشديدة للستالينية وبإرساء الدعائم الأولى لسياسة الانفراج الدولي والتعايش السلمي.
ولد نيكيتا خروتشوف في كالينكوفا بمقاطعة كورسك الواقعة على الحدود الفاصلة بين روسيا وأوكرانيا، من عائلة يعمل أفرادها في المناجم. عمل في البداية راعياً ثم عاملاً في مصانع الحديد والصلب، وانتسب إلى الحزب الشيوعي عام 1918 وحارب إلى جانب الحرس الأحمر أثناء الحرب الأهلية، وبعد أن استتب السلام بانتصار الثورة، اشتغل كعامل مناجم وانتسب إلى الجامعة العمالية عام 1922 حيث أصبح أمين سر خلية شيوعية فيها، وبعد أن أنهى دراسته في الجامعة العمالية تفرغ للعمل السياسي في الحزب الشيوعي الأوكراني.
في عام 1929 أوُفد إلى موسكو للدراسة في أكاديميتها الصناعية، وبقي فيها حتى عام 1931 حين عاد إلى أوكرانيا وأخذ يتسلق فيها بسرعة أعلى المناصب الحزبية؛ فعمل سكرتيراً لعدة لجان حزبية 1931، ثم انتخب عضواً في اللجنة المركزية 1932، فعضواً في مجلس السوفييت الأعلى 1937، فسكرتيراً أولاً للحزب الشيوعي الأوكراني، وعضواً مرشحاً للمكتب السياسي 1939 وهو منصب رفيع يعتبر شاغله من قادة الاتحاد السوفييتي الفعليين.
وفي الحرب العالمية الثانية تولى خروتشوف نقل الصناعات السوفييتية من أوكرانيا نحو الشرق إنقاذاً لها من الاجتياح الألماني. ثم عمل في المجالس الحربية في الجبهتين الغربية والجنوبية الغربية، وشارك في تنظيم حرب الأنصار خلف الخطوط الألمانية، وساهم كمفوض سياسي في الجيش للدفاع عن ستالينجراد.
وفي عام 1943 مُنح رتبة فريق، وعندما حرر السوفييت كييف في نوفمبر 1943 عاد إلى العمل كسكرتير أول للحزب الشيوعي الأوكراني.
وفي ديسمبر 1949 انتقل خروتشوف إلى موسكو حيث أصبح أحد سكرتيري اللجنة المركزية للحزب، واكتسب سمعة طيبة في مجال السياسة الزراعية. وفي أكتوبر 1952 وفي المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفييتي، انتُخب عضواً في المجلس الرئاسي للجنة المركزية ولأمانة سر اللجان.
بعد وفاة ستالين عام 1953، قرر أعضاء اللجنة المركزية السبعة المجتمعون أن يتولى السلطة ثلاثة منهم هم : مولوتوف ومالينكوف ولافرينتي بريا، إلا أن لافرينتي بريا طمع في الانفراد بالحكم فأعُتقل وأعُدم، واستفاد خروتشوف من تصفية بيريا فأزاح مالينكوف بسهولة وأحل بولغانين مكانه. وفي الوقت نفسه تصدى لحل مشاكل كانت مفتاح شعبيته (كتحسين الأوضاع المادية، الإفراج عن المعتقلين السياسين، التقارب مع تيتو، تطوير الاقتصاد الزراعي). غير أن ضربته الكبرى أتت في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعى السوفييتي الذي أعلن فيه الحرب على الستالينية.
وكان المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي 1956 أول مؤتمر ينعقد بعد وفاة ستالين، وخضع فيه الخط الجديد للمناقشة قبل أن يُقر ويُطبق بعد ذلك على كافة الأصعدة (الإيديولوجية والاقتصادية والعلاقات بين الدول ذات الأنظمة المختلفة). وأعدت هذا المؤتمر لجنة تحضيرية مؤلفة من خروتشوف (رئيساً) وشبيلوف،كاغانوفيتش، ميكوبان، سوسلوف وفورشيلوف. ولم يكن من المقرر البحث في أعمال ستالين.
وفي فبراير 1956 افتتح خروتشوف المؤتمر العشرين وتلا فيه على مدى ثمان ساعات تقريره الذي يقع في مائة صفحة، وبعد أن عرض الوضع الدولي للاتحاد السوفييتي، والحالة الداخلية ونتائج الخطة الخمسية للصناعة ونمو الإنتاج الزراعي، ورفع المستوى الثقافي للشعب وتقدم الديموقراطية وتقوية الشرعية في النظام السوفييتي، انتقل خروتشوف إلى مشاكل الحزب الداخلية مستشهداً بلينين ومندداً ببيريا مشيراً إلى وفاة ستالين، إلا أن أحداً من الخطباء لم يُشر ولو بإشارة عابرة إلى ستالين.
وأقر المؤتمر الخطوط الكبرى لتقرير خروتشوف ثم دعُى المندوبون إلى جلسة خاصة مفاجئة، حُدد يوم 24 فبراير 1956 موعداً لها حيث استمعوا إلى تقرير خروتشوف عن عبادة الفرد ونتائجها ومساوئها مع بحث حول القيادة الجماعية وفوائدها، وندد بجرائم ستالين وغروره وبمساوئ بوليسه السري وبأخطائه يوم شن الألمان هجومهم على الاتحاد السوفييتي وديكتاتوريته بعد الحرب العالمية الثانية في الداخل والخارج، وقد أحدث التقرير ضجة في العالم الشيوعي. ومع أن النص الكامل للتقرير ظل سراً، إلا أن ملخصه كان في متناول قادة الحزب الشيوعي وبعض قادة بلدان المعسكر الاشتراكي حتى أصبح السر معلوماً، وانتشرت روح التنديد بستالين والإشادة بخروتشوف في عدة بلدان اشتراكية مسببة العديد من التصفيات والخلافات الحزبية وممهدة الطريق أمام انقسام الحركة الشيوعية بين موسكو وبكين.
وفي السنوات التي تولى خروتشوف فيها زعامة الحزب والحكومة تفاقم النزاع السوفييتي – الصيني في جوانبه الإقليمية والقومية والإيديولوجية والاقتصادية وإن لم يشهد تفاقماً عسكرياً، وكان خروتشوف صاحب قرار سحب الخبراء والفنيين السوفييت من الصين ووقف المساعدات الاقتصادية والفنية عنها عام 1961.
أما معركته في مواجهة الولايات المتحدة فيما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية 1962 فإنها اتخذت طابعاً يهدد بنشوب حرب عالمية لأنها أوصلت البلدين إلى حافة الحرب إلا أن خروتشوف تراجع وسحب الصواريخ السوفييتة من كوبا مقابل تعهد الولايات المتحدة بعدم غزو الجزيرة.
انتهج خروتشوف إزاء بلدان العالم الثالث، وبخاصة الدول العربية، سياسة انفتاح وتفهم وتأييد، فاتخذ موقفاً حاسماً من العدوان الثلاثي على مصر، وقدم المساعدات لبناء السد العالي فضلاً عن مئات المشروعات الصناعية، وكسر احتكار صناعة السلاح في المنطقة العربية (سوريا ومصر)، وعمل على مد الجسور إلى الشيوعية اليوغوسلافية (اتفاقية التقارب بين الحزبين والدولتين في عام 1955).
نيكولاي ألكسندروفيتش بولجانين سياسي روسي بارز ورئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي وشغل منصب وزير الدفاع لقد عاصر فترة حكم ستالين واعتبر من أبرز أتباعه ولد في مدينة نيجني نوفغورود الروسية في مارس 1885 وتوفي في موسكو في فبراير 1975 عن العمر ( 79 ).
ولد بولجانين في مدينة نيجي نوفرغوردود الروسية وهو ابن لرجل يعمل كعامل مكتب انضم للقيادات البلشفية والحزب البلشفي في عام 1917 وفي عام 1918 تم تجنيده في الشرطة السياسية للنظام البلشفي في شيكا في خدم في الجيش حتى عام 1922 بعد الحرب الاهلية الروسية، عمل بعدها كمدير صناعي وعمل أيضاً في إدارة الكهرباء حتى عام 1927 ومديراً لامدادات كهرباء موسكو بين اعوام 1927 – 1931 وكان رئيساً للجنة التنفيذية لمدينة موسكو وفي عام 1934 في إبان المؤتمر السابع للالحزب الشيوعي السوفيتي انتخب مرشحاً للجنة المركزية للحزب وفي ظل عملية التطهير الكبرى التي أودت بحياة الكثير من القادة السوفيت ويعتبر نيكولاي يجوف مسؤلاً عن العملية تم تعيينه رئيس وزراء جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية واصبح عضواً في اللجنة المركزية وفي سبتمبر 1938 أصبح نائب رئيس الوزراء السوفيتي جوزيف ستالين وأيضًَا رئيس بنك أو مصرف الدولة السوفيتية.
الحرب العالمية الثانية
لعب بولجانين دوراً قيادياً خلال الحرب العالمية الثانية من خلال رتبته العسكرية (جنرال) في الجيش الأحمر وعضويته في لجنة الدولة للدفاع على الرغم بانه لم يكن قائد خط المواجهة وفي عام 1944 تم تعيينه نائب المفوض لشؤون الدفاع في عهد ستالين وكان بمثابة الرئيسي في القيادة العليا للجيش الأحمر وفي عام 1946 تم تعيينه قائد القوات المسلحة وتمت ترقيته لرتبة مرشال في الاتحاد السوفيتي واصبح أيضاً عضواً مرشحاً للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي.
رئاسة الوزراء
وبعد وفاة ستالين عام 1953 تم تعيينه وزير الدفاع وكان حليفاً للأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي نيكيتا خروتشوف الذي خلف ستالين في قيادة الحزب في أثناء فترة صراعه على السلطة مع جورجي مالينكوف. وفي فبراير 1955 أصبح رئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي في عهد خروتشوف وكان يعتبر من مؤيدي إصلاحات خروتشوف وسافرا معاً إلى الهند ويوغسلافيا وخلال ازمة السويس بعث رسائل إلى كل من حكومات بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وهدد بضرب باريس ولندن وتل أبيب بالصواريخ إذا لم تسحب قواتهم من مصر مع ذلك كان هذا مجرد خدعة فقد كتب خروتشوف في مذكراته بان الاتحاد السوفيتي كان يمتلك عدداً قليلاً من الصواريخ العابرة للقارات وأن الاتحاد السوفيتي لا يستطيع خوض حرب مع بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956 واكتشفت الاستخبارات الأمريكية ان الترناسة النووية السوفيتة كانت اصغر بكثير مما يعتقد الغرب عام 1959 وبالتالي فان السوفيت لم يكن لديهم بما يكفي من الصواريخ لإطلاقها إلى ثلاث اتجاهات مختلفة ومن المفارقات ان رسائل التهديد ساعدت في الواقع بريطانيا وفرنسا في الامم المتحدة وضمنت بان حلف الشمال الأطلسي بما في ذلك الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن بريطانيا وفرنسا ضد الهجوم السوفيتي، تبادلت الشكوك بين بولجانين وخروتشوف وبحلول عام 1957 قامت جماعة رفضت إصلاحات خروتشوف سميت بجماعة مناهظة الحزب بقيادة فياتشيسلاف مولوتوف وفي حزيران حاول المحافظين الإطاحة بخروتشوف وعزله من السلطة في اجتماع المكتب السياسي واضطر خروتشوف للاستقالة عن منصبه كأمين عام للحزب وبعد الإطاحة بخروتشوف تمت ازالة بولكانين من اللجنة المركزية وحرم من لقب المرشال وفي عام 1960 أصبح متقاعداً.!!