فى مثل هذا اليوم 27مارس1979م..
اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية في بغداد وفيه تقرر مقاطعة مصر وتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية وقطع الخطوط الجوية مع القاهرة وذلك إحتجاجًا على معاهدة السلام التي وقعها الرئيس المصري محمد أنور السادات مع إسرائيل.
في 28 من سبتمبر عام 1970، استيقظت الأمة على خبر وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، كان وقع الخبر ثقيلًا على الشعوب العربية بعد أن أعلن نائب الرئيس آنذاك محمد أنور السادات خبر وفاة عبد الناصر الذي كان يمتلك شعبية جارفة في الداخل والخارج العربي لمواقفه التي وصفت بالبطولية، وللكاريزما التي كان يتحلى بها في حضوره وخطاباته ومعاداته لجيش الاحتلال الإسرائيلي وانتصاره للقضية الفلسطينية، ما جعله يتربع في قلوب الشعوب العربية، والتي أدت إلى تعقيد مهمة السادات الذي تسلم رئاسة مصر بعد وفاته.
أخذ السادات منحنى آخر بعيدًا عن جمال عبد الناصر، فأقام نظاما رأسماليا بدلا من الاشتراكي الذي سُحق في حرب الاستنزاف، وقضى على خصومه السياسيين فيما يعرف بثروة التصحيح، وعمل على استرجاع شبه جزيرة سيناء من قبضة إسرائيل بعد ثلاث سنوات من حكمه، بعد أن قاد السادات مصر لأول انتصار عسكري على المحتل الإسرائيلي ليتحول إلى بطل قومي آخر في تاريخ مصر.
لكن هذه البطولة سرعان ما تبددت بعدما اتخذ السادات قراره بزيارة القدس في 19 نوفمبر عام1977، ليدفع بعجلة السلام بين مصر وإسرائيل، وهو القرار الذي تسبب بضجة كبيرة في العالم العربي، ولكن السادات لم تثنيه ردود الفعل الغاضبة عن موقفه بعد أن سافر إلى الولايات المتحدة للتفاوض على شكل السلام والذي جاء باتفاقية «كامب ديفيد» بعد توقيعها من السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن في 17 سبتمبر عام 1978، وخطب السادات في الكنيست الإسرائيلي وبدأ كلمته قائلًا: «السلام لنا جميعا، على الأرض العربية وإسرائيل وفي كل مكان».
أحدثت اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل حالة صدمة عند قادة الدول العربية والشارع العربي، والتي اتخذت قرارا مثيرا بإعلان مقاطعة مصر التي عرفت بعروبتها أيام عبد الناصر، وتعليق عضويتها ونقل مقرها من القاهرة إلى تونس.
وعقدت الدول العربية مؤتمرا في بغداد عام 1978 وتحديدا في نوفمبر، بحضور 10 دول قررت رفض الاتفاقية ومقاطعة مصر، عدا عمان والصومال والسودان، وتم تشكيل ما يسمى بـ«جبهة الرفض» بزعامة العراق، وتم نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس.
وبعد أيام من مقاطعة مصر، عقدت قمة تونس، لتؤكد استمرار المقاطعة، وتعليق عضوية مصر بالجامعة العربية، وتعيين الشاذلي القليبي، كأول أمين عام غير مصري للجامعة.
وشملت المقاطعة المنتجات المصرية والشركات والأفراد المتعاملين مع «إسرائيل»، وتعليق الرحلات الجوية، ومنع المساعدات المالية المقررة لمصر بعد حرب 1973، ورفضت السعودية تمويل صفقة طائرات أمريكية لمصر، وتوقفت شراكة السعودية وقطر والإمارات بمشروع الهيئة العربية للتصنيع، الذي كان من المفترض أن يقام على أرض مصر.
ورغم كل الضغوطات الذي تعرض لها السادات، إلا أنه كان مصرا على السلام مع إسرائيل، والذي نتج عنه مقاطعة الدول العربية لمصر لعشر سنوات، وازدياد حالة الغضب تجاه سياساته والتي انتهت باغتياله في 6 أكتوبر عام 1981 في عرض عسكري على يد جماعة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام.
وانتهت المقاطعة العربية لمصر رسميا إثر مؤتمر الدار البيضاء الطارئ في مارس عام 1990 المنعقد بالمغرب، وعاد مقر الجامعة العربية إلى القاهرة، وتم تعيين وزير خارجية مصر آنذاك، عصمت عبد المجيد، أمينا عاما للجامعة.
عرف السادات بلقب «رجل الحرب والسلام» واستطاع خلال سنوات حكمه أن يسطر اسمه بجانب العظماء الذين حكموا مصر، وقال عن نفسه في كتابه «البحث عن الذات» الذي استعرض فيه مسيرة حياته، «أنا فلاح نشأ وتربى على ضفاف النيل حيث شهد الإنسان مولد الزمان.. إنها قصة حياتي التي هي في نفس الوقت قصة حياة مصر منذ 1918 هكذا شاء القدر».
وجدير بالذكر أن السادات ولد في محافظة المنوفية عام 1918 وتخرج من الأكاديمية العسكرية عام 1938 وحصل على جائزة نوبل عام 1978 مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن.
رغم كل الضغوطات الذي تعرض لها السادات، إلا أنه كان مصرا على السلام مع إسرائيل، والذي نتج عنه مقاطعة الدول العربية لمصر لعشر سنوات، وازدياد حالة الغضب تجاه سياساته والتي انتهت باغتياله في 6 أكتوبر عام 1981 في عرض عسكري على يد جماعة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام.
وانتهت المقاطعة العربية لمصر رسميا إثر مؤتمر الدار البيضاء الطارئ في مارس عام 1990 المنعقد بالمغرب، وعاد مقر الجامعة العربية إلى القاهرة، وتم تعيين وزير خارجية مصر آنذاك، عصمت عبد المجيد، أمينا عاما للجامعة.!!