- قراءة على نقد النقد:شكلا ومضمونا
ناقد النقد:الاستاذ كمال الدريديKamel Dridi
القارئة لنقد النقد:جليلة المازني
القراءة على نقد النقد:
1- التثمين:
أثمّن مجهودك الكبير- أستاذي كمال الدريدي- الذي بذلته في نقد النقد فكل مجهود بشري لا بدّ ان يثمّن.
2- القراءة على نقد النقد شكلا ومضمونا:
أ- على مستوى الشكل:
– التثمين:
انطلق ناقد النقد(الاستاذ كمال الدريدي) مباشرة في ذكر المآخذ دون البدء بتثمين مجهود الناقد(الدكتور حمد حاجي)
قلت: “كان على صديقي الاستاذ حمد حاجي ان يشرح لنا كلمة” ميتا”
فالتثمين له مرجعيته الاندراغوجية ( بيداغوجية الكهول) في شدّ انتباه المتقبل …انك ثمّنت مجهود الناقد لكن بصفة مبعثرة في دراستك ولم يكن منذ البداية ولم يكن ممنهجا ليستفيد منه القارئ.
– تبويب المآخذ وتصنيفها شكلا ومضمونا حتى لاتشتت انتباه القارئ وحتى تكسب دراستك منهجية البحث.
فمآخذك وردت بصفة خطية كما وردت في دراسة الناقد.
– المعجمية اللغوية :
لقد استخدمت معجمية قد لاتتماشى والموضوعية والحيادية النقدية من ذلك:
*عبارة “في اعتقادي” التي وردت عدّة مرات في نقدك على النقد فالاعتقاد هو من العقيدة التي لا يخامرها شكّ والنقد أساسه التأويل وما في التأويل من نسبية وما فيه من اثارة للمتلقي.
ان عبارة “في اعتقادي” تحيلنا على ما يصطلح عليه” بالنقد الاعتقادي” وهو أشدّ انواع النقد تعرّضا للتجريح.
عبارة”في اعتقادي”قد يجعل رأيك النقدي ينحو نحو الحقيقة التي لا تناقش والنقد ان لم يكن فيه جانب النسبية لما كان نقدك على النقد ولما كان حق الردّ مضمونا.
يمكن ان تستبدل عبارة “في اعتقادي” مثلا:قد أذهب الى../ لعلني أذهب الى../ كأنني أراك….
*فعل” ابتدع” .. الميتا ترسل (فهو مصطلح على الارجح ابتدعه صديقنا كمدخل لقراءته) وابتدع حسب معجم المعاني الجامع ايجاد شيء غير مسبوق اي ابتكره واستحدثه وانشأه من غير مثال سابق.
فهل توظيف فعل ابتدع يقصد به البدعة ام الابداع؟:
– ان كان من البدعة فهو مشحون بالسلبية.
– اذا كان من الابداع فهو مشحون بالتجديد ونحن نعلم كم هو الدكتور الحاجي مسكون بالتجديد خاصة اننا نعرف الميتاسرد والميتاشعر والميتا مسرح والميتالغة فالحديث وارد عن الميتا ترسل.
وهنا لست أدري ان كان الاستاذ الدريدي قداستعمله بمعنى البدعة ام الابداع؟ وقد يكون استخدمه بمعنى البدعة.
– يتطاول (لست ممن يتطاول على أساتذته..) ان هذا الفعل لايخفي معنى التعالي حتى وان نفيت عن نفسك فعل التطاول
لان ما سبق من نقدك جعلك توهم القارئ انك لا تتطاول وفي الحقيقة انك تشعر بنشوة نقدك مما جعلك تقول ذلك…انه التعالى في اللهجة الذي يتنافى والتواضع العلمي للناقد.
– المراجع:
لا بد من ذكر المراجع المعتمدة في نقدك للنقد لاكساب نقدك المصداقية والنزاهة العلمية:
مثال: عند شرحك لمصطلح “ميتا” لابدّ من ذكر المرجع الذي استندت اليه في الشرح .
ب- على مستوى المضمون:
*- في معنى الرسالة( التبليغ):
ذكرت الآية دون ذكر عددها والسورة:
“يا أيها الرسول بلغ ما أنزل عليك من ربك”..لابد من ذكر سورة المائدة والآية (67)
– في معنى الرسالة(الارسال):
“اذهب بكتابي هذ فالقه اليهم ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون” لا بدّ من ذكر سورة النمل- (28)
“واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون ” لابد من ذكر السورة والآية:سورة النمل (35)
“وتحسبهم أيقاظا وهم رقود وتقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد…”لابد من ذكر سورة الكهف(18)
ان ذكر السورة وعدد الأية يضفي المصداقية على الآية المذكورة.
*- الناقد والمتلقي:
لقد ذكرت أستاذنا كمال الدريدي قائلا:
“..فعلى القارئ الناقد ان يجعل قراءته قريبة للمتلقي يستسيغها..ويهضم محتواها والا فانها ستكون حكرا على طبقة ارستقراطية من المهتمّين بالشأن الادبي ويحرم منها السواد الأعظم من القراء.”
انك أستاذنا على حق نسبيّا بتعاطفك مع المتلقي ولكن وانت تعلم ان النقد أنواع:
تقول الدكتورة الناقدة الاردنية مريم جبر ب”اذاعة تونس الثقافية”:
النقد ثلاثة أنواع:
1- النقد العابر: وهو من شأن الاعلام
2- النقد التذوقي: وتكون فيه للناقد رؤيا معينة.
3- النقد الأكاديمي: وله خصائصه.
ان بعد اطلاعي على ما كتبه الدكتور حمد حاجي من نقد لرواية “غالية”
لهند الزيادي(بصحيفة الرواد نيوز) لا يمكن ان يكون نقدا عابرا ولا نقدا تذوّقيّا لان ما زخر به من عناوين ومصطلحات ومنهجية وتحليلا وتدليلا يرتقي بنقده الى النقد الاكاديمي.
ان تعاطفك مع القارئ أستاذنا هو تعاطف القارئ الواحد لكن القارئ قارئان ايضا فهناك القارئ النموذجي مثلك وهناك القارئ العادي.
وبالتالي فلا عيب على الناقد ان كانت كفاءته تسمح له بان يكون نقده موجّها للقارئ النموذجي.
وأختم بشكري الكبير لكما(أستاذي كمال الدريدي واستاذي حمد حاجي)
لأنكما منحتماني فرصة الاستمتاع بقراءة النقد على النقد.
بتاريخ:28/03/2024