أحبها بلا ذاكرة للروائي التونسي الأمين السعيدي
من الفصل الثالث: من القصر الى القرية.
عدنان: أيها النادل الجميل انك معتز بالارض والمجد القادم واني أرى فيك الخير بين مجتمع إنتشر فيه الشر والتوحش.سأترك وصيتي لأمي والشعب والأجيال القادمة عندك،اعمل بها وانشرها بين الناس، قل لهم: اني ولدت لأحيا واني احاول وشرف الإنسان في الاجتهاد.ان العقل وسيلة الاذكياء والجسد حجة الأقوياء.ان النساء لا يعمرن الأرض حين يلدن وان الفلاسفة لا يحررن الاوطان بالفكر والادباء لا نشرون الجمال بالكتب.قل للاجيال القادمة ،ان النجار حين يستسلم للنوم يبني اوطانا من الخشب وحين يصحو في النهار يحطمها.ان بائع الورد لا يمكنه السير في الشوارع الا بالقمح.
لا أعرف عدد ابنائي غير ان الحب يغمرني فأحتضن الشعب.
المرأة التي تجوب الشوارع،تعرض جسدها لا تطلب اللذة وانما تسكنها هواجس اخرى.ان الشيوخ مصدر الحكمة وان قل علمهم والأرض مصدر السعادة حتى في مواسم الجفاف.
ان المهم عرض الحياة يا معتز فطولها يفسد المجد وينهك القلب…
أسراب العصافير حين تتجمع في السماء تبني وطن السلام مغردا. ان الصياد لا يقتلها حين يصوب سلاحه ويطلق ناره ولا حتى أثناء تقطيعها وطبخها،انه يقتلها حين يتربص بها لترويضها وهي تأمنه.
أخبرهم ان عدنان فاشل في فهم الحياة وانه لم يكن مناضلا فالرئيس هو الذي تحدى المدعين الناشرين بين الناس وهم وطنيتهم ونضالهم ومجدهم،قل لهم: ان القصور لا تعني حياة السعادة والمجد والأكواخ يسكنها الحلم دائما…
– أحبها بلا ذاكرة
– ص: 118-119
– الفصل الثالث:من القصر الى القرية
– ط:دار عليسة 2024