هل فاتك قطع خطواتك اليوم؟ لا تزال على الطريق للتمتع بصحة جيدة
“من MSD”
لمن يرغبون في ممارسة النشاط الرياضي ولكن يشعرون أن الاشتراك في صالة ألعاب رياضية أو ممارسة التمارين الرياضية يوميًا يتجاوز قدراتهم، هناك دراسة ربما وجدت حلاً لتحقيق النتيجة المرغوبة: المشي.
بعد استعراض عادات المشي الخاصة بـ 3100 شخص بالغ مقابل عقد من جني النتائج الصحية، توصل الباحثون إلى أن هؤلاء من قطعوا 8000 خطوة في يوم واحد — حتى ولو يوم واحد أسبوعيًا — انخفض خطر تعرضهم للوفاة المبكرة.
الجولة المكونة من 8000 خطوة تعادل 4 أميال في اليوم. ولكن فريق الدراسة احتسب كل الخطوات التي يتم القيام بها— بما فيها تلك التي تتم أثناء الأعمال المنزلية أو التسوق لشراء مواد البقالة — وليس المرات المخصصة للمشي فقط. وفي نهاية الأمر، المشي لمسافة 4 أميال يوم أو يومين في الأسبوع قلل من خطر الوفاة المبكرة بمقدار 15% تقريبًا.
كما لوحظ وجود فائدة أكبر عادت على هؤلاء ممن مشوا 4 أميال ثلاثة أيام في الأسبوع. حيث نجحوا في تقليل الخطر الذي يتعرضون له بنسبة 17%، على الرغم من أن الفائدة زادت لأقصى حد عند المشي ثلاثة أيام في الأسبوع، وبالنسبة لمن مشوا 4 أميال لأربعة أيام أو أكثر لم يعود عليهم ذلك بحماية إضافية.
“النتائج التي توصلنا إلينا يجب ألا تثنيك عن المشي لأقصى عدد ممكن من الأيام” بحسب ما ذكره الدكتور كوسوكي إينو، وهو طبيب وعالم في قسم وبائيات الأمراض المزمنة بجامعة كيوتو في اليابان. “كلما زادت الأيام، كانت النتائج أفضل. ولكنه أشار إلى أنه بالنسبة للأفراد ممن يجدون صعوبة في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام — بسبب العمل و/أو الالتزامات الأسرية — فأن قطع الخطوات اليومية الموصى بها مرتين يوميًا في الأسبوع قد يعود بفوائد صحية كبيرة.”
ولتقييم الفوائد الوقائية للمشي، حلل إينو وزملاؤه البيانات التي جمعها المسح الوطني الأمريكي لفحوص الصحة والتغذية ما بين العامين 2005 و2006.
كان كل المشاركين يبلغون 20 عامًا وأكبر، مع متوسط أعمار 50 عامًا تقريبًا. وكان نصفهم تقريبًا من البيض، وكان 1 من كل 5 أسودًا وربعهم تقريبًا كانوا من أصل لاتيني.
وحين خضعوا للمسح، تم تزويد كل مشارك بمقياس للسرعة لمراقبة مقدار الخطوات اليومية التي قطعها كل منهم على مدار الأسبوع.
وانتهى الحال بـ 20% منهم لم يمشوا 4 أميال في أي يوم أثناء الأسبوع. و17% منهم تقريبًا قام بذلك مرة أو مرتين في الأسبوع، بينما قطع أكثر من 60% منهم 8000 خطوة ثلاثة إلى سبعة أيام، بحسب ما أظهرت الدراسة.
دوّن الفريق بعد ذلك عدد الرجال والنساء ممن وافتهم المنية أثناء العقد التالي للمسح. أصيب ما يقرب من 5% منهم بأمراض القلب، بينما توفى 14% منهم لعدد من الأسباب الأخرى.
وبعد مضاهاة بيانات الوفاة بعادات المشي، قرر الباحثون أن “المشي بكثافة” لمدة يوم، أو يومين، أو ثلاثة في الأسبوع — أي ما يعني 8000 خطوة — تُرجمت لخطر أقل للوفاة المبكرة.
الرسالة الموجهة “للأفراد الذين يواجهون صعوبات في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، اقترح البدء بالمشي، حتى ولو ليومين في الأسبوع، نظرًا لمساهمته المحتملة في تقليل مخاطر الوفاة” بحسب ما ذكره إينو.
نُشِرَ التقرير في 28 آذار 2023 إلكترونياً في مجلة JAMA Network Open.
شارك الدكتور جيمس سوالا غوسيه، وهو طبيب قلب في مستشفى ماساتشوستس العام ومدرس في الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، في تأليف افتتاحية رافقت الدراسة.
وأشار إلى أن الدراسة “تضع علامة تعجب على شيء نعرفه بالفعل: ممارسة القليل من التمارين الرياضية لها مردود كبير”.
والأهم بحسب ما أضاف غوسيه “وضحت إلى أي مدى يمثل الخمول عامل خطورة فيما يخص الوفاة المبكرة، وهو ما يجب أن يحفز الناس على المداومة على النشاط والحركة”.
الخمول يؤدي إلى ضمور قلوبنا، وعضلاتنا، وأذهاننا وهو بذلك يضر بصحتنا” بحسب ما أوضح.
وعلى النقيض، يقول غوسيه “يبدو أن علماء التطور يتفقون معنا على أننا تطورنا بحيث نتحمل مقادير عالية من النشاط البدني، وخاصة المشي” والذي يعتقد بعض الباحثين أنه :ينشط آليات الإصلاح المفيدة عبر أجسامنا.”
والتردد على صالة الألعاب الرياضية ليس هو الوسيلة الوحيدة لجني هذه الفوائد، لأن “صالات الألعاب الرياضية في الأساس هي اختراع بشري ضروري جزئيًا لمكافحة وباء الخمول. لذا إذا كانت صالة الألعاب الرياضية هي ليست المكان المناسب لك، فلا بأس” كما ذكر غوسيه. “امشي خطواتك”
ومع ذلك، قطع ما يكفي من خطوات يومية لإحداث فارق حقيقي يستلزم بعض الجهد” بحسب ما أقرت به لونا ساندون، مديرة برنامج قسم التغذية السريرية في جامعة جنوب غرب تكساس الطبية في دالاس.
“إن قطع 8000 خطوة ليس بالمهمة الهينة للكثير منا” بحسب ما حذرت منه، مشيرة إلى أن “المشي لمدة 30 دقيقة مع قطع 4 أميال في الساعة لميلين قد يمنحك 4000 خطوة فقط، وهو نصف الطريق للوصول إلى هدفك”.
وهذا ما يعني أنه “ستكون هناك حاجة إلى إضافة الحركة والمشي ليومك” بحسب ما أضافت ساندون. “الأعمال المدرسية، أو البستنة، أو التّجريف، أو السير إلى المتجر لشراء بعض الأشياء وسيلة رائعة لإضافة مزيد من الخطوات. افعل أي شيء بعيدًا عن الجلوس. المكاتب التي تسمح بالعمل من وضع الوقوف من الوسائل التي تسمح للأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلاً للغاية في الأعمال المكتبية بالتحرك بعض الشيء دون بذل جهد في التفكير في الأمر”.