الجرأة في نقد الواقع في رواية ” أحبها بلا ذاكرة ” للأمين السعيدي
تطرح رواية “أحبها بلا ذاكرة” للروائي التونسي الأمين السعيدي عديد القضايا المرتبطة بواقعنا اليوم،فلم تكن السياسة وحدها موضوع النقد الساخر الجريء، بل كان الواقع الادبي والفني والثقافي والاخلاقي والديني وتصورات العامة للحياة من ابرز المواضيع التي اثارها الأمين السعيدي في هذا العمل الفني العجيب.
– السياسة: شخصية “عدنان”هذا البطل الذي نشأ عاشقا للأرض،راغبا في التغيير من اجل سعادة مجتمعه اسس مشروعا سياسيا يتلائم مع الواقع التونسي يقطع مع الاديولوجيات القديمة الوافدة على شعوبنا العربية وهي فاقدة للمعنى
بعد ان امن “عدنان”بمشروعه لسنوات يعترف بعجزه وعدم تلائمه مع الواقع الذي يبدو إنه تجاوز في العلم والمعرفة حدود عقل البطل السياسي “عدنان”
كانت شخصية الرئيس مطلقة لا ترتبط بزمان وهذا دليل على ان الروائي غاضب من واقع لم يتغير،امتد لعقود وسنوات على نفس الحال مشاريع لا تفيد المجتمع بشيء وسياسين لا فائدة منهم تعود على الوطن…
– الواقع الادبي: ينقد الروائي الأمين السعيدي بسخرية الواقع الادبي في تونس اين تتواتر النصوص في الشعر والقص دون فائدة فنية وعلمية نتيجة لرداءة الأسلوب والتشابه في اللغة والمنهج،جفاف ادبي وسرقات وتباغظ بين الكتاب وكأن الأمر أشبه بسوق حيوانات منه الى واقع ادبي وفني وثقافي
فبعض الكتاب يسرقون انتاجات الاخرين ويفوزون بها في المسابقات الادبية الوطنية،مثلا شخصية “الفراشة” شخصية “جموع” شخصية حبيبة التي تكتب عن المرأة وتدفع اموال طائلة للنقاد أو من يدعون انهم نقاد ليكتبون عن أعمالها وتفعل ذلك أيضا مع الصحفيين.
– الواقع الاجتماعي : ينتشر الفقر والبطالة في مجتمع الكاتب والتردي الاخلاقوي وسقوط المعنى الحقيقي للتنافس الشريف على جميع المستويات ويعود ذلك الى الفشل السياسي وحب الذات وغياب حب الآخر والمجتمع والبلد…
النقد في رواية أحبها بلا ذاكرة للروائي التونسي الأمين السعيدي هو نقد جريء ومع ذلك متخفي وهو الذي اقتحم الممنوعات دينا وجنسا وسياسة
بأسلوب فني طريف وفكر عميق مما جعل الأمين السعيدي يصنف ضمن أهم الروائيين المعاصرين في العالم.
والسعيدي هو استاذ لغة واداب عربية بالمعاهد التونسية ولد بمعتمدية جلمة سنة1983 انتقل الى العاصمة وعمره 14سنة
عضو باتحاد الكتاب التونسيين وعضو قار بمؤسسة حقوق المؤلفيين التونسيين
صدر له:
– ضجيج العميان (رواية سنة2018
– المنفى الأخير (رواية سنة 2020)
– ظل الشوك (رواية سنة2020)
– مدينة النساء (رواية سنة2021)
– أحبها بلا ذاكرة (رواية سنة2024)
ترجمت أعماله الى لغات عديدة وتدرس بأكبر الجامعات في العالم.
الدكتورة: ابتسام بوزقرو