القاهرة
أنَايَ أنتِ
مِنْ رِيفِهِ الغَضِ حَتَّى كَعبِكِ العَاِلي
هَذا المُولَّهُ.. مِنْ غَالٍ إلى غَالِ
وَقَبْلَهُ النِّيلُ لَمَّا كُنتِ فَرحََتهُ
وَكَانَ قَبلَكِ ذَاكَ الأعزبَ الخَالِي
يَقُولُ : إنَّ مَسِيري نَحوَ قاهرتي
هَو الحَياَةُ- لِعَمْرِي- يَا ابنَةَ الخَالِ
مِثْلُ الشَوَارِعِ يَحَيَا دَائِمًا أبَدًا
مِنْ كُلِّ قَاتِلَةٍ بِالقَافِ والدَّالِ
أَوْ كَالمَحَلَّاتِ ، وَالدُّنْيَا تُزَاحِمُهَا
عَلَى العَبَايَاتِ وَالبِِنطَالِ والشَّالِ
وَكُلِّ شِبْرٍ مِنَ الحَارَاتِ مُختَلِجٌ
مِنْ طَرقِ آنِيَةٍ أوْ شَدِّ غُربَالِ
دَخَلتُ ، أنَّكِ فِي بَالِي كَأُغْنِيَتِي
فَكُنتِ أَجمَلَ مِمَّا كَانَ فِي بَالِي
يَا ألفَ باَبٍ – وَلَمَّا تُغلِقِي أبََدًا-
بَابًا إلي الودِّ مِنْ أهلٍ وَمِن مَّالِ
سَتَعرِفِينَ جُمُوعَ العَاِشقِينَ أتَوا
وَيَعرِفُونَ – جَمِيعًا – فِيكِ مَوَّالِي
يَا أنْتِ وُالليلُ ، فِي أَبهَى مُرًاوَدَةٍ
عَنِ الصَّبَاحِ ، لِحَالٍ قُدَّ مِن حَالِ
أنَايَ أنْتِ ، فَأنَّى أَنْ أُجَمُّعَنِي ؟
وَمَا الشَّوَارِعُ إلَّا كُلُّ أوصَالِي
أنَا المُغَنِّي ، لِمَنْ غَنَّى الزَّمَانُ لَهَا
يَا للزَّمَانِ ، وَلَولا عَنكِ أصغَى لِي !
لا أحسَبُ العُمرَ إلَّا أنتِ فَابتَكِرِي
مِنَ التَّواريِخِ مَا يَحتَاجُ أمْثَالِي
لِكُلِّ يَومٍ جَدِيدٍ سَوفَ أَرسُمُهُ
عَلى مَقَاسِكِ مِنْ أهْرَامِ آمَالِي
لِكُلِّ عَصر ٍخُرافٍيٍ مَرَرتِ بِهِ
لِكُلِّ دَهشةِ إزمِيلٍ وَمِنوَالِ
لِكُلِّ نَقَشٍ يُنَادِي مِنْ مَآذِنِهِ ،
أو القِبَابِ مَدى عَينِي وَجَوَّالِي
لِكُلِّ قِسٍ يُصلِي في كَنِيسَتِهِ
وُكُلِّ أُنسٍ لَهُ فِي المَسجِدِ التَّالِي
لِكُلِّ صَرحٍ مُشِعٍّ بِالجَمَال ِوَكَمْ
مِنَ الإذَاعَةِ أو أوبْرَاكِ مِنْ دَالِ
لِكُلِّ شَمْسٍ إذَا جَاءتْ مُعَانِقَةً
وَصَافَحَ الضَّوءُ مِنْهَا بُرجَكِ الَعالِي
يَا ألفَ كُلٍّ وَكُلٍّ ؛ لَستُ أحصُرُهَا
وَلا أكَادُ … ولا قَولِي وَأفعَالِي
وَصَلتُ فِيكِ حَياتِي كَي تَطولَ إلى
مَا لا حَدودَ ؛ بِحبلٍ غَيرِ مُحتَالِ
وَفاضَ حُبُّكِ ، حَتَّى قُلتُ : أكْتُبُهُ
وَذَا يَخُطُّ عَلى رُوحِي وَصَلْصَالِي
محمد خميس خالد