الضّحضاح أيا ضحضاح …..فينو صوتها الصٓدٓاح
فينو كلبها النٓباح….فينو خيرها الرٓشاح….
ومن
أرض “ضحضاح “..من مسالكها الوعرة …وصلابة أديمها ..وذاكرة أجيالها السّالفين يُسْتلهَمُ الإبداع
..زمان ومكان .بنية زمانية ومكانيّة تقصّت ما خطّته أجيال غابرة في أرض ضحضاح.خُوَاءُ الّا من حبّ ابنائها …
ولأنّ المبدع هو من أبناء الأرض الصّلبة الصّامدون في الزّمن والمكان فقد تخيّر المبدعان عماد التونسي فكرة واخراجا و سامي التليلي نصّا وسيناريو عملهما.
عمل إبداعيّ ينهل من عمق أرضنا الصّلبة الوعرة ذات السّباسب والصّخور…سكب فيه سامي التليلي روحه وموهبته بمعيّة فريق من الفنانين والشعراء والمسرحيين ….
عمل فرجويّ ضخم فخم أخرج الضّحضاح من إطاره الجغرافي الجامد إلى رؤية وسيعة الآفاق مرتبط بالحسّ وبالمجتمع وبالتاّريخ. وبإرادة الإنسان في جعله متغيّرا متطوّرا عبر الأجيال
رسالة قويّة جدّا راقية جدّا يطرحها هذا العمل الفرحوي المتميّز الرّائع ..ترحال الأزمنة والأمكنة فينا أملا وتأمّلا في غد أفضل وبثّا لوعي جديد من أجل واقع أفضل على هذه الأرض……
طوينا الزّمان والمكان من الضّحضاح الى البراح ….من السّحيق الى اللّصيق من الماضي الى الحاضر
وكان العرض يؤرجحنا بين الحلم والصّحو
وقد جاءت تقنيات المونتاج والإخراج مُتقنَةُُ..متنوّعة….شاشة تروي زمنا ومكانا شققنا مع مشاهدها ما تردّد في ذاكرتنا الشعبية الجماعيّة …عطرالسّهول وسحر الحكايا ..تصعد متوهّجة في جمهور غفير …لينفتح التّاريخ على جغرافيّة المكان ..عناق ماض وحاضر والحقب سحيقة ….ركح متحرّك من ال”هناا” وال”هناك”..من الزّمن البعيد والقريب من الماضي والحاضر والمستقبل …غناء بدويّ ..حكايا عشق من عمق موروثنا …غرابيل الخير تديرها السواعد الخنج زمن البذر والحرث والزّرع ….المشهديّة ذات الحبك الجيّد…ممثلون…راقصون…راقصات ..وأداء جيّد للأدوار تحت ادارة مخرج ومصمّم للعمل ومذاقات لايتسنى بلوغها الّا بجودة واتقان الإبداع والتّمرّس فيه
….جمهور راق و مغداق في تصفيقه وتعبيره عن أستحسان العمل ..وخاصّة مجانيّة الفرجة.
عمل مُبهرُُ وفي فضاء أنيق عنوانه القرية الحرفيّة ذات الارتباط الحكم بهذا الموروث الزّاخر….
ويبقى أثر الإبداع المتميّز مدويّا عميقا فينا
هي القصرين مهما قست تضاريسها مهما استعصت عليها حياة يجمّلها الإبداع…مسرحا كان أو أدبا شعرا أ, نثرا….
وهذا سامي واحد من أبنائها .العاشقين المتيمين بأريج أرضها وجبالها الشامخة …يتأمّل …يسترجع …يبني …يوظّف التليد والجديد ليكمل حكايتنا مع هذه الأرص…مع هذا الوطن الذي نحبّ…
يطير به في كنف الغيوم الى عناقيد النّجوم المتلألئة …..فيصير بحجم الأكوان..
ونمشي على ضحضاحك ياقصرين كأنّنا سلاطين مادام الإبداع فيك يمنحنا الأمل والثقة بالآتي
فشكرالك سامي وكلّ فريق العمل
شكرا لكل مبدع يسكب أملا يكاد ينطفئ في صدورنا
شكرا لكلّ مبادرة ابداعيّة نظلّ نتلمّظ بعدمشاهدتها شرف الإنتماء الى هذا الوطن