في مثل هذا اليوم 9 ابريل1609م..
قام فيليب الثالث ملك إسبانيا بطرد المسلمين من إسبانيا في عملية استغرقت الفترة بين 1609 بلنسية و 1614 م قشتالة.
فى عام 1609 طرد الملك فيليبى الثالث الموريسكيون ( أحفاد المسلمين الذين قررت السلطات تنصيرهم إبتداءً من عام 1502)، والذى قال المؤرخون عنه أنه أدى إلى عواقب اقتصادية خطيرة، وأنه أكثر الأعمال الوحشية فى تاريخ إسبانيا.
ويعتبر 1609، عاما فارقا فى التاريخ الإسبانى وفى مصير الموريسكيين، فإذا كان سقوط غرناطة نهاية للحكم الإسلامى فى الأندلس، فقد صار هذا العام رمزا لاستئصال بقايا الإسلام رسميا من كل ربوع إسبانيا.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “إيه بى سى” الإسبانية فإن فيليبى الثالث قام بطرد أكثر من 300 ألف مسلم، فسياسة هذا الملك كانت ترتكز على أساس رهاب الإسلام الذى ساد فى أوروبا، وكانت له عواقب اقتصادية وديموجرافية مدمرة.
ووفقا للتقرير فإن من بين الأسباب الرئيسية التى جعلت فيليب الثالث يصدر أمر الطرد، بداية العلاقات المغربية الهولندية، واقتناء المغرب بذلك للعديد من الأسلحة والفرقاطات الهولندية.
وقبل تنفيد عملية الطرد كانت تحوم الإسبان شكوك حول الكيفية التى سيستقبل بها المغاربة قرار تسليم العرائش، حيث تزامن هذا الحدث مع موضوع ميناء العرائش، الذي كان يتفاوض الإسبان حوله مع الشيخ المأمون، بدعمه عسكريا ضد شقيقه السلطان زيدان، مقابل تنازله عن العرائش لصالح التاج الإسبانى، فتخوف الإسبان من سخط المغاربة ضد هذا الاتفاق وانتقال شرارته للموريسكيين الذين سيتلقون أمر الطرد.
ووفقا للتقرير فإن من بين الأسباب أيضا التى اعتبرها المؤرخون لفيليب الثالث لإعطاء الضوء الأخضر لما لم يجرؤ والده – الملك فيليبى الثانى – على فعله قبل 40 عامًا ، يسلط الضوء على التهديد المتزايد للأمن الداخلى الذى افترضه الموريسكوس، من الزيادة الديموجرافية المذهلة لهذه الفئة من السكان، والتى استمرت بشكل عام فى ممارسة الإسلام سراً.
كما كان يخشى الملك فيليبى الثالث وجود تحالف بين المسلمين المغاربة والأتراك ، كما كان يرغب فى السيطرة على ممتلكات وثروات هذه المجنوعة الاجتماعية.
ووحدت مملكة قشتالة ومملكة الأراجون لمواجهة حكم المسلمين فى الأندلس خلال القرن الـ 15، وتفاوض المسلمون مع المسيحين فسلمت غرناطة، وتحديدا بعد أن وقعوا معاهدة تكفل لهم حقوقهم ومن بين ماجاء فيها حرية ممارسة العقائد وحرية التنقل والتجارة، لكن سرعان ما تجاوز الحكام المسيحيون المعاهدة ففرض اعتناق الديانة المسيحية وبدأت محاكم التفتيش.
واستمرت التضييقات على المسلمين حتى القرن الـ 17 ، كان فى البداية يفرض على الموريسكيين بيع ممتلكاتهم ثم الرحيل، بعدها تمت مطالبتهم بالخروج من الأراضى الأندلسية دون أخذ ممتلكاتهم لكن سرعان ما ستتحول المطاردات إلى مأساة حقيقة بعد أن فرض عليهم النجاة بأرواحهم والرحيل دون زوجاتهم وأطفالهم.!!