الهوية السردية في القصة القصيرة جدا
المفهوم / التمثلات / الأنواع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتوفر هذا المفهوم بثلاث نسخ تختلف في المرجعية وصيغ الإشتغال
1- نسخة المفهوم القرأني
تتلخص في ان الهوية السردية هي ليست معطى وانما صيغ بناء تختزن تجارب مفعلة بنمذجة رمزية كما تختزن مسارات خطابية تعيد موضعة الفعل وتعني الممانعة المستمرة ضد الاشكال الناقصة من النمذجة من قبيل
وخلق الانسان ضعيفا / مسرف / يؤس كفور / قنوط / كفار / هلوع / جزوع / متكبر/ متعالي / ظلوم / منوع / خصيم مبين / عجول/ قتور / أكثر شيء جدلا /كنود / لفي خسر / قاتل / مفسد / الى اخر الاشكال الناقصة
ترتبط الهوية السردية بمحرك مرجعي واقعي (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا)
2- نسخة بول ريكور
يذهـب بـول ريكـور إلـى أن الهويـة السـردية تعمـل علـى تقويـض الهويـة الواحـدة مـن خـلال
رؤيتهـا للعالـم، وكأنـه خليـط مـن الأعـراف والأمـم تربطـه وشـائج معقـدة ومتشـابكة ولــذا بــات مــن الضــرورة أن يتعامــل النــص مــع هــذه الانتمــاءات بمــا
يكفـل لهـا الحيـاة فـي محيـط النـص المتخيـل وبمـا يكشـف ذلـك الخليـط أمـام المتلقـي، ولا يشـرط
إيكـو أن تكـون الهويـة السـردية واقعيـة مؤولـة أو موهومـة؛ لأنهـا فعـل إبداعـي اختلافـي تنوعـي
يحفــظ لحركــة الــذات تموضعهــا تبــدلا واســتمراراً بإعــادة تشــكيل الماضــي تخييــلا فالمعالجـة الهوياتيـة لا تنظـر إلـى واقعيـة الحـدث السـردي فـي الخـارج
إنمــا تنظــر إلــى طبيعــة الحــدث الســردي بوصفــه حدثــاً تخيليــاً لا يخضــع إلــى الســكونية أو
الديناميكيـة بقـدر مـا يُسـير الحـدث السـردي وفقـاً لمعطيـات البنـاء السـردي.
الهويـة السـردية تـدور علـى (وظيفـة سـردية تخيّليـة مسـتمدة مـن
التاريـخ الفـردي والجمعـي) يصـارع فيهـا الـذات مـع الآخـر،
والفـردي مـع الجمعـي، والهامـش مـع المركـز، وقـد تتبـادل فيهـا الأدوار وتتعالـى فيهـا الأصـوات
كل بمــا لديـه وبمـا يمتلكـه مـن بعـد ثقافـي أو حضـاري فتنتصـر هويـات وتتقهقـر أخـرى بنـاء
علـى تلـك المعطيـات التـي يوفرهـا الكاتـب علـى لسـان شـخصياته وصـولا إلـى مغـزى المبـدع
أيـاً كان ذلـك الإبـداع فلابـد أن تكـون لديـه غايـة أو رسـالة يريـد إيصالهـا
3- نسخة توماس بافيل / معاكسة لبول ريكور
الهوية السردية ليس سوى المظهر النفسي للشخص، أو، بالأصح، الصورة الذاتية النفسية. تلك الصورة الذاتية التي تتغير في كل مرة تنبهر بالاكتشافات الجديدة في أعماق الذات والماضي، فيقدم الراوي نسخة جديدة من قصته. وبعبارة أخرى، فما كان يمكن أن يسميه ريكور بالذاتية السردية، لكنه عيّنه على أنه هوية سردية، هو، في أحسن الأحوال، مجرد اسم آخر لمعرفة الذات. وفي أسوأ الأحوال، هو فقط وسيلة لإضفاء الشرعية على ألعاب الذات اللانهائية.
الهوية السردية ليست نتيجة للسرد والصور الشخصية والصور الذاتية النفسية، فإن هوية كل فرد، بما في هي معطى أولي لا يُمكنُ أن توجد من دونه هذه المحكيات، وهذه الصور الشخصية والصور الذاتية النفسية.
ومن هنا يتضح الفرق بينه وبين المفهومين أعلاه
ففي المفهوم القرأني الهوية السردية هي مسارت أبنية تعيد موضعة الفعل الحاضر كلما تسيد شكل ناقص من النمذجة المودة في التاريخ الحركي الذي تحدث عنه ويشترك لهذه الهوية مرجعية موجهة واقعية
في حين ان بول ريكور الهوية السردية لديه لا تشترط تحقق خارجي لأنها متغير بركماتي أي قدرة الشخص على سرد أحداث وجوده على نحو منتظم. لكن هذا النوع من الهوية السردية غير ممكن إلاّ عبر الاشتغال على قصص التاريخ والمخيال إنّ التعامل مع الحياة بوصفها نسيجاً من القصص المحكيّ إنّما يوقّع إمكانية تأويلية للمصالحة بين التاريخ والتخييل. فنحن نحكي من أجل أن نتعرّف إلى أنفسنا، ومن أجل أن نفهم أنفسنا، ومن أجل أن نتقاسم التجربة المعيشة مع الآخرين كما لو كانوا أنفسنا، أو كما لو كنّا نحن آخرين أيضاً. فعن السؤال الفلسفي الكبير: من أكون؟ يجيب ريكور «أنا سردية فحسب»،
وجدت تطبيقات هذه النسخ على مختلف حقولها وتضاداتها بثلاث تمثلات هي (الرأس / الظل / الجسد) وتشيع الهوية الملتبسة والغائبة بهذه الترميزات وحسب الاستقراء الاولي كانت متظافرة في المجاميع التالية
الدكتور Mohammad Yassin Sobeih
جراة للفرح /
نافذة بلا جدار
القاص عبدالله الميالي
اراني اعصر حبرا
القاص سعدون جبار البيضاني
مدونة الولد العاق
القاص Yaser Aboajeeb
– محاطات
القاص Mustafa Shakrah
اللامرئي
مجموعة من الكتاب ممن استخدموا الترميز / الرأس / الظل/ الجسد في كتاب
اشرعة من ضوء الجزء الأول والثاني
القاصة غفران سليمان
قطفة حكي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الأديب