في مثل هذا اليوم 14 ابريل1182م..
افتتاح جامع إشبيلية الكبير، بعد عشر سنوات من البناء.
فى 14 أبريل لعام 1182 افتتح جامع إشبيلية الكبير، فى زمن الوجود العربى الإسلامى فى الأندلس، الذى استمر حتى سقوط مملكة غرناطة عام 1492، والذى أصبح اليوم يعرف باسم كاتدرائية إشبيلية.
يتكون جامع إشبيلية الكبير أو كاتدرائية إشبيلية من 17 رواقا، واتجاهه من الشمال إلى الجنوب باتجاه القبلة، وكانت أبعاده 150م وعرضه 110 م، واتخذت السقوف أشكالا هرمية، أما المئذنة لم يتم بنائها إلا بعد انتصار “أبي يوسـف يعقـوب المنصـور” عـلى جـيوش قشتالة فـي موقعـة الأرك فـي 10 يوليـو عام 1195م/ 591هــ.
تمتاز المئذنة المطلة على سهول إشبيلية بجـدار يزينه شـبكتان من المعينات البارزة تختلف في كل وجه من وجوها، وتحتل المنطقة الوسطى بين الشبكتين أقواس متجاوزة ومفصصة في غاية الروعة والجمال، ثـم أمـر” أبـو يوسف” بصنع التفاحات الأربع المذهبة لتتوج المئذنة، ورفعت في السفود البارز بـأعلى قبة المئذنة، ثم أزيحت عنها الأغشية التي كانت تغطيها في احتفال حضره الحاكم وولـي عهـده النـاصر وجميع بنيه وأشياخ الموحدين والقاضي وأعيان المدينة، وذلك في ربيع الآخر عام 594هـ/ 1197م. فبهرت ببريقها ولألأتها عيون الحاضرين.
حينما سـقطت إشبيلية على يد “فرناندو الثالث” ملك قشتالة، تحول المسجد الجامع إلى كنيسة ماريـا، وظـل المسجد قائما على تلك الحال دون أن تصيب عمارته أضرار جسيمة، ومع ذلك فقـد أقيمـت به عدة مصليات، منها المصلى الملكى، وتلاحقت عليه بعد ذلك المصائب على أثـر الزلـزال، فـاضطر المجـلس الكنسـي بإشـبيلية إلـى اتخاذ قرار بهدمه وبناء كاتدرائية بقرطبـة مكانه، وبالفعل هدم الجامع، ووضع حجر الأساس في البناء الجديد عام 804هـ/ 1402م، وقـد ظـل بهـو الجـامع – المعروف ببهو البرتقال – محتفظا بسلامته إلى حد كبير حتى تهدمت مجنبته الغربية عام 1026هـ/ 1618م.
أما المئذنة فتحـولت بعـد سـقوط إشـبيلية عـام 1246م. إلى برج للنواقيس ملحق بالكنيسـة ثـم سـقطت تفاحاتها الذهبية على أثر زلزال عام 756هـ/ 1355م. ثم أزالت إحـدى الصـواعق الجـزء العلوي من المئذنة عام 899هـ/ 1494م. كما سقط جزء آخر منهـا فـي زلـزال عـام 909هــ/ 1504م. وأقام الأسبان مكان هذا الطابق العلوي طابقا جديدا من البناء عام 974هـ/ 1567م، نصب في أعلاه عام 975هـ/ 1568م. تمثال من البرونز يدور مع الرياح، ومن هنا أطلق عليه اسم خيرالديو أو دوارة الهواء، وتحول هذا الاسم إلى “خيرالدا”، وأصبح يطلق منذ أوائل القرن الثامن عشر على البرج بأكمله!!!!!!!!!!!!