في مثل هذا اليوم 26 ابريل1933م..
تأسيس البوليس السري الألماني / جيستابو.
(الجيستابو) كلمة مختصرة من الشرطة السرية للدولة،وهو أكثر أجهزة الأمن الألمانية شهرة وسرية وقد كان المسؤول عن العديد من عمليات الاغتيال والتدميرللملايين خلال فترة الحكم النازى وقدتأسس بغرض حماية الحزب النازى«زي النهارده» في 26أبريل 1933 وأسسه النازى هيرمان جورينج واختار له ضباط شرطة محترفين بعد سيطرة الزعيم النازى أدولف هتلرعلى زمام الأمورفى ألمانيا النازية في مارس 1933 وأسسه أدولف هتلر من ضباط الشرطة المحترفين، فأصبح أشهر الأجهزة الأمنية وأقواها سرية وكفاءة.
يُتهم بتدبيرعمليات الاعتقال والاغتيال لمئات آلاف الأشخاص في عهد الحكم النازي وكان هتلر- إثر تسلمه مقاليدالحكم بألمانيا في يناير1933قد كلف مساعده الكبيرهيرمان جورينج بتأسيس الجهازوصدّق هتلررسميا على إنشائه بقرار أصدره يوم 13 يونيو 1933وفي عام 1934 عزل هتلر جورينج عن «الجستابو» وأسند إدارته إلى هاينريش هيملر الذي أصبح رئيسا لجميع قوات الشرطة الألمانية في 17 يونيوج 1936، وهو ما قوّى مركزه في الدولة إلى أبعد الحدود ومنح الجهاز دفعا قويا خاصة بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وفي عام 1936 دمج هيملر كل الأقسام السياسية والاستخبارية التي كانت تابعة للشرطة، فتعززت بذلك تشكيلة جهاز «الجستابو» وأداؤه بضباط الشرطة المحترفين الذين تمرسوا في العمل الأمني داخل هذه الأقسام.
وكان الهدف الأكبر الذي أنشئ لأجله هذا الجهاز هو«حماية الدولة الألمانية والحزب النازي»، ولذلك غُيّر القانون الألماني بما يجعل هذا الجهاز ذا صلاحيات مطلقة وغير مراقبة قانونيا، فأصبح يمثل القلب المركزي لإدارة البلاد والمكلف بمتابعة «أعداء الدولة الداخليين والخارجيين»، وضربهم بأقسى الوسائل وتولى الجستابو مهمات عديدة شملت التعامل الأمني مع الأحزاب السياسية المنافسة «للحزب النازي» والحركات المعارضة، ولا سيما الشيوعيين، ونشاطات أخرى مثل اعتقال وترحيل الأقليات العرقية والدينية -كالغجر واليهود- إلى معسكرات الاعتقال الجماعي وبعد طموحات التوسع التي تبناها هتلر عام 1939، نشط «الجستابو» في سائر أنحاء أوروبا المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية، وكان يبني مقراته في أماكن تحت الأرض بالمناطق الخاضعة للجيش الألماني ولم يكن رئيس الجستابو مسؤولا إلا أمام شخص واحد هو هتلر نفسه.
وبحلول عام 1944 قـُدّرعدد عملاء الجهاز الرسميين بما بين ثلاثين وأربعين ألفا،وكان يتلقى المعلومات من أعضاء «الحزب النازي» الذين يعملون موظفين مدنيين عاديين، ويقدر عددهم بمليوني شخص وتم تغيير القانون الألمانى بصورة تجعل الجيستابو يتحرك بصورة حرة وبعيدًا عن المساءلة القانونية ونص القانون الألمانى على إعفاء الجيستابو من المثول أمام المحاكم الألمانية مما حال بين المواطنين المدنيين ووصول شكواهم إلى القضاء الألمانى. كما تمتع بسلطة احتجاز الأشخاص بدون دعوى قضائية.وكان الشخص المحجوز يقوم على التوقيع على ورقة تخوّل للجيستابو احتجازه وينتزع هذا التخويل من الأشخاص بالتعذيب، وخلال الحرب العالمية الثانية بلغ عدد العاملين في جهاز الشرطة السرية خمسة وأربعين فردا وخلال محاكم نورمبرج، تمت إدانة جهاز الجيستابو بالجرائم الفظيعة التي ارتكبها في حق البشرية.
أما عن الأب الروحى لهذا الجهاز (هيرمان جورينج) فهو مولود في 12 يناير 1893 في مدينة روزنهايم البافارية وتوفى في 15 أكتوبر 1946 وهو من أبرز قيادات ألمانيا النازية وفى حقبة الحرب العالمية الأولى، انخرط في فرقة المشاة وأصيب بمرض لم يعرف الأطباء كنهه وألزمه الفراش لأشهر وتم تسريحه من الجيش وحصل على وظيفة ملاحظ أرضى لحركة الطيران العسكرى وتلقّى التدريب اللازم لقيادة الطائرات وحصل على رتبة طيار في منتصف 1915وأُسقطت طائرته وأمضى عام 1916 يتعافى ثم عاد للطيران. وفى 1922، انضم لحزب العمال الاشتراكى الوطنى وتقلّد عدّة مناصب في ألمانيا في الرايخ الثالث ومنها وزير الاقتصاد، وبعدها القائد العام لسلاح الطيران عام 1935.وفيما يتعلق بإبادة المدنيين في معسكرات العمل النازية، فقد كان جورينج مهندس الإبادة الجماعية للمدنيين فيما يُعرف بخطّة «الحل الأخير» التي كانت ترحل المدنيين قسريًا إلى معسكرات العمل ومن ثم إبادتهم. وقد مثل أمام محاكم نورمبرج في أبريل 1945 التي حكمت عليه بالإعدام. إلا أنه عجل بالأمر منتحرا بالسم في 15 أكتوبر 1946، قبل يوم واحد من تنفيذ حكم الإعدام فيه.!!