علی بركة الله سابدا بنشر حلقات كتابي ( بانوراما العرب ) ..لمن يرغب بالقراءة والاطلاع المعرفي ومن حق من يعجبه التفضل بنشر الحلقات علی صفحاته لتعم الفائدة ..
قبلات سياسية عاهرة !!
حسين الذكر
اغلب ما تناوله الدكتور علي الوردي رحمه الله في تاريخ العراق الحديث .. ركز على الظواهر الاجتماعية وتاثيراتها المتغلغلة بالمجتمع وانعكاساتها المحتملة على بنيته القيمية والسياسية وارتباطاتها الأمنية والاقتصادية والعلمية والأخلاقية .. الوردي تنبه الى نقطة مهمة جدا تمثلت في الاحداث التي اثرت على اخلاقيات المجتمع حتى اصبح رهين قيود الاجندات بصورة لم يعد يستطع التحكم في ذاته دون ان تكون هنالك يد وذراع خارجية مشوهة تنصب له الطاولات والخطوط العريضة كي يمارس حياته وفقا لتصوراتها وخططها الموضوعة بعد ان ضاعت بوصلة المجتمع الذاتية ..
في الالفية الثالثة ونتيجة لما تعرضت له البلاد العربية عامة والعراق خاصة بعد تدميره من قبل قوات الاحتلال الغربي تحت عنوان تحرير الكويت تارة وبدعوى اسقاط الدكتاتورية وتخليص الشعب وإشاعة الديمقراطية بتارات أخرى .. لاحظنا انتشار عدد من الظواهر كنقط دالة متاحة للدارس بجميع بلدان العرب التي زرناها او تعرفنا على واقعها من خلال قنوات التواصل وقدرته على نقل الحقائق والرصد والتتبع والقراءة والتحليل .
اشرنا بعض الظواهر التي غزت الامة بشكل ملحوظ كانت مرافقة او سابقة لدخول الدبابات او ما يسمى بالانتفاضات او الربيع التغييري .. ضمن خطط معدة موضوعة بعناية فائقة … وقد حددناها بثلاثة ملفات يمكن لها ان تكون عنوانا او مظلة لبقية الملفات التي تندرج تحتها .. وقد تمثلت بما يلي : –
أولا :- ( انتشار الكوفيات والمقاهي والألعاب الالكترونية .. والملاهي والمنظمات شبه الحكومية والجمعيات الاهلية وتنظيم تجمعات وسفرات ودورات ونشاطات ثانوية هدفها اشغال الأعضاء بعيدا عن قضايا الامة بما لا يمت بصلة للتزود المعرفي مع اطلاق الشهوات معززة بشهادات دكتوراه فخرية بصورة مخجلة مشوهة ) .. تحت ذريعة وشعار حرية التعبير والترفيه النفسي بشكل يؤدي حتما الى هروب الشباب من ضمير المجتمع وقيمه الحضارية .. مهرولا الى الملاهي والتوافه ملغوما بعدد من الازمات .
ثانيا : ( التفسح فضلا عن التفسخ والانهاك الجسدي يحتاج الى طاقة غذائية .. وبما ان المشاوير بعيدة عن البيت والمطاعم غالية الثمن … لذا يتم اللجوء للوجبات الجاهزة رخيصة مثل : الفلافل والكنتاكي والاسباكتي .. وغيرها مما تكتنز الدهون والامراض بما يتناسب مع المرسوم .. والعلة لا تقف عند حدود الجسد بل تتغلغل بالنفس المنقادة حد الاستسلام مما يلوث الأفكار والعقليات كي تهتز وتتحرك معها المباديء والقيم بصورة يصعب علاجها لتدخلنا مرحلة الانهاك عبر انفجار سلوكيات غير مالوفة ) .
ثالثا : الاعتلال الجسدي والنفسي يحتاج الى علاج وبما ان المشفيات الحكومية لا تكفي الاعداد الهائلة في ظل بنية متهالكة ونظام اداري فاسد …يضطر معها اغلب المرضى الى الارتماء بحضن الصيدليات والممرضين … او عطاريات الادوية – بشكل اصح – حيث تباع العقاقير باكداس وتنتشر ببسطيات .. لا رقابة بها ودون ارشادات طبية .. الأهم ان توفر للمريض مسكناً سريعاً للالم مقابل مبلغ مادي زهيد .. علاج لا يعدو كونه تخديري يستفحل لاحقا ويستفحل فيه المريض على المجتمع بانهيارات عصبية مستعصية .. اما خطورتها الأشد والافتك تتمثل بتلك الانفجارات المجتمعية التي تنقاد بصورة عمياء وفقا لكنترول موجه لا يمكن الوقوف بوجهها ولا الحد من خطورتها .. والله وحده هو الكفيل والمنقذ !!