رولان بارث – أفكارُه ومشارِيعُه النقديــة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان بارت متضلعاً في علم السلالات (أنثروبولوجية) وناقداً أدبياً ولغوياً وسيميولوجياً وبنيوياً وعالم اجتماع. بدأ بقراءة الروايات والمسرحيات الاتباعية (الكلاسيكية).
وقادته قراءة نيتشه إلى الاهتمام بالعصور القديمة في المسرح الإغريقي. فأسس بمساعدة صديق له مجموعة «المسرح القديم» لتشجيع المناشط المسرحية بعد أن أخفق في كتابة الرواية والمسرحية.
قرأ لجان-پول سارتر وألبير كامو فوجد نفسه في مسيرة الالتزام الأدبي والاجتماعي، إضافة إلى تأثره بالاتجاه الماركسي من صديق له حين كان في المصحة.
وقد أراد بارت أن يفهم العلاقة التي تربط التاريخ والمجتمعات بالأدب فقرأ غريماس واتجه نحو التعمق في مفهوم اللغة عندما كتب «الكتابة في درجة الصفر». أصدر بعد ذلك كتابه «ميشليه» (1954) Michelet الذي عبّر فيه عن اتجاه أدبي داخلي بقي متأثراً به.
تابع بارت دراسة اللغة وعلاقتها بالمجتمع. فقرأ سوسور وتعرف السيميولوجية وكتب مجموعة من المقالات باسم «أساطير» تتعلق بموضوعات وأحداث للبرجوازية الصغيرة من مفهوم دلالي.
إضافة إلى ذلك حلّل بارت روايات ومسرحيات مختلفة لإقناع القرّاء باتجاهات جديدة في الأدب مثل «الرواية الجديدة» Le nouveau roman لألان-روب گرييه Alain-Robbe Grillet وميشل بوتور Michel Butor ومسرح برتولد برخت.
يُلاحظ أنه كان يجمع بين اتجاهين الأول هو إعجابه الواضح بالأدب الاتباعي والثاني هو تبنّيه للاتجاهات الأدبية الجديدة.
جمع في كتابه «حول راسين» بين الحداثة والتقليد إذ إنه حلّل مسرح راسين بطرق حديثة نفسية وبنيوية. ومع أن هذه التجربة بقيت محدودة جداً فإن خلافات عميقة نشأت بينه (كممثل لأنصار الحداثة) وبين أنصار التقليديين ويمثلهم ريمون پيكار Raymond Picard وهو أستاذ في جامعة السوربون ومختص في مسرح راسين.
بعد أن حلل بارت الوضع التاريخي والاجتماعي للكتابة (أو الأدب) في كتابه «الكتابة في درجة الصفر» انتقل إلى البحث عن دلالات اللغة وذلك في كتابه «مقالات نقدية» Essais critiques (1964)، الذي يدور حول نقاط ثلاث أساسية: البحث عن جوهر اللغة، علم الدلالة والأدب، البنيوية والأدب.
أما كتابه «عناصر السيميولوجية» فهو علامة مهمة في كتاباته، فقد ثبّت دعائم هذا العلم ونقله إلى القارئ بأسلوب تعليمي. وأصدر بارت في عام1966 مؤلفه «نقد وحقيقة» Critique et vérité ويعد هذا المؤلَف رداً على انتقادات مناصري النقد التقليدي، وفي العام نفسه أصدر مقالاً يبرز الاتجاه نحو البنيوية بعنوان «مدخل إلى التحليل البنيوي للسرد الروائي» Introduction à l’analyse structurale des récits.