في مثل هذا اليوم30 ابريل1898م..
تأسيس دير ترابيست في هاكوداته، وهو يعتبر أول دير كاثوليكي للإناث في اليابان.
دخلت الديانة المسيحية إلى أرض اليابان لأول مرة في عام 1549، ولكن تم حظرها لقرابة 250 عامًا خلال عصر إيدو في الفترة ما بين عام 1603 إلى عام 1868.
سمحت السلطات بالتبشير المسيحي في اليابان في منتصف القرن السادس عشر. وتولى اليسوعيون نشرها، حيث قدر عدد المسيحيين اليابانيين عام 1579 بنحو مائة وثلاثين ألف شخص. واستخدم الحاكم الياباني «هيديوشي» المسيحية في صراعه الداخلي ضد البوذيين، لكنه انقلب على أتباع الدين الجديد لخوفه من تزايد النفوذ البرتغالي، فبدأت مرحلة الاضطهاد. وقد نُقل عنه قوله إنه لا يعترض على المسيحية، ولا يرى ما يجعله يسيء الظن بالمبشرين، لكنهم مع ذلك أجانب قدِموا من الخارج، ولا يحق لهم التهجم على آلهة اليابان. ومع مرور الوقت توصلت السلطات السياسية في اليابان إلى قناعة مفادها أن الانتشار السريع للمسيحية يشكل خطورة على الحكومة المركزية وبالتالي عمدت إلى قمع هذا الدين، وعملت على اجتثاث المسيحية، والتخلص أيضاً من الأجانب باعتبارهم يمثلون تهديداً سياسياً لأمن الدولة. وفي وقت متأخر من القرن السادس عشر تم إعدام 26 مبشراً أجنبياً صلباً في مدينة ناغازاكي، الأمر الذي مثل بداية حملة اضطهاد استمرت لفترة طويلة ضد المسيحيين.
بحلول نهاية القرن السادس عشر، أصبحت البعثة اليابانية أكبر تجمع مسيحي في الدول التي لم تكن تحت حكم قوة أوروبية، وفي ذروة المسيحية في مدينة ناغازاكي كان بها نصف مليون شخص يعرّفون أنفسهم كمسيحيين. وتم التأكيد على تفرد المجتمع من قبل اليساندرو فالينانو منذ عام 1582، الذي شجع على معرفة أعمق للثقافة اليابانية. وكانت اليابان آنذاك البلد الوحيد في الشرق الأقصى الذي كان جميع أفراد الرهبانيات من السكان المحليين، كما كان الحال في البعثات المسيحية في المكسيك أو البيرو أو البرازيل أو الفلبين أو الهند، على الرغم من وجود نخبة استعمارية. عاش معظم المسيحيين اليابانيين في كيوشو، ولكن أصبحت المسيحية ظاهرة إقليمية ولها تأثير وطني. وبحلول نهاية القرن السادس عشر كان من الممكن العثور على الناس المُعّمدين في كل مقاطعات اليابان تقريبًا، وكان المجتمع المسيحي الياباني منظم بشكل كبير. ولعبت الجهود التبشيرية وغيرها من أعمال اليسوعيين، بين القرن السادس عشر والسابع عشر دورًا هامًا في مواصلة نقل المعرفة والعلوم والثقافة بين اليابان والغرب، وأثرت على الثقافة المسيحية في المجتمع الياباني اليوم.
في عام 1859 وصل المبشرين الأوئل من الكنيسة الأنجليكانيَّة، وكان أول المبشرين تشانينج مور وليامز والقس جون ليينس من الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ناغاساكي في اليابان. كان الطبيب جيمس كورتيس هيبورن أول مبشر بروتستانتي إلى اليابان وذلك في عام 1859، وذهب هيبورن إلى اليابان بوصفه مبشّر وطبيب مع البعثة المشيخية الأمريكية، وفتح عيادة في ولاية كاناغاوا وهي قرب طوكيو في الوقت الحاضر. وكان قد أسس في وقت لاحق مدرسة هيبورن، التي كانت أساس جامعة ميجي غاكوين، وكتب القاموس الياباني الإنجليزي. الذي نشر في عام 1886، واعتمد هيبورن نظام جديد بالحروف اللاتينية للغة اليابانية. ومن المعروف على نطاق واسع هذا النظام والكتابة بالحروف اللاتينية باسم هيبورن. كما ساهم هيبورن بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اليابانية، وتأسست دار الكتاب المقدس اليابانية في عام 1937 بمساعدة دار الكتاب المقدس الأمريكية ودار الكتاب المقدس البريطانية والأجنبية.
وشهدت سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية نشاطًا متزايدًا من قبل الإنجيليين، في البداية مع النفوذ الأمريكي، وحدث بعض النمو بين عام 1945 وعام 1960، ولتصبح عام 2006 الدين الأسرع انتشارًا بين الشباب الياباني وذلك استنادًا إلى استطلاع أجرته مؤسسة غالوب، وبحسب توقعات المؤسسة حوالي 7% من مجموع المراهقين اليابانيين يقولون إنهم مسيحيون. وتأسست جمعية الإنجيلية اليابانية في عام 1968. وفي عام 2010 وصلت أعداد المسيحيين اليابانيين إلى حوالي ثلاثة ملايين نسمة، ومعظمهم يعيشون في الجزء الغربي من البلاد، حيث تركزت معظم أنشطة المبشرين خلال القرن السادس عشر. وتضم كل من مدينة طوكيو ومحافظة كاناغاوا على أكبر عدد من المسيحيين، في حين لدى محافظة ناغاساكي أعلى نسبة من المسيحيين في البلاد؛ حيث يشكلون حوالي 5.1% في عام 1996. ومازالت الطائفة المسيحية في ناغازاكي واحدة من أكبر التجمعات المسيحية في اليابان، ووفقاً لكيري باراموري، أستاذ الدراسات الآسيوية في جامعة أيرلندا الوطنية «تأسست ناغازاكي كمدينة مسيحية، فليس هناك في اليابان ما هو أكثر مسيحية من ناغازاكي».
على مدى القرون الأخير، أصبحت لبعض العادات والتقاليد الثقافية الغربيَّة المرتبطة أصلاً بالمسيحيَّة شعبيَّة بين العديد من اليابانيين. وعلى الرغم من أن المسيحية تشكل أقلية في اليابان، الاّ أن العديد من المجتمعات اليابانيّة في دول المهجر تبنت الديانة المسيحية. على سبيل المثال في البرازيل والتي تحوي على أكبر جالية يابانية خارج اليابان (1.6 مليون نسمة)، تصل نسبة أتباع الكنيسة الكاثوليكية بين اليابانيين في البرازيل إلى حوالي 65%، ويعتنق حوالي 90% من اليابانيين في المكسيك الديانة المسيحية على مذهب الكاثوليكية، وتأتي المسيحية في مقدمة الأديان بين الأمريكيين اليابانيين بنسبة 37% (منهم 33% من البروتستانت و4% من الكاثوليك)؛ ويذكر أن الولايات المتحدة تضم ثاني أكبر الجاليات اليابانية خارج اليابان (1.3 مليون نسمة).
في يوليو عام 2018 أدرجت منظمة اليونيسكو الأممية سلسلة من المواقع إلى قائمتها للتراث العالمي، من بينها 12 موقعًا مسيحيًا في جنوب اليابان، حيث كان يتعرض المسيحيين فيها للإضطهاد في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر، ومن بين المواقع اليابانية قلعة هارا وكاتدرائية آورا الكاثوليكية في ناكاساكي المشيدتان ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر. ويعكس هذان الموقعان الأنشطة المبكرة للمبشرين المسيحيين والمستوطنين في اليابان -مرحلة اللقاء، تليها أوقات الحظر والإضطهاد لأتباع الديانة المسيحية، والمرحلة الأخيرة من إعادة إحياء المجتمعات المسيحية بعد رفع الحظر عنها عام 1873. كما وضمت القائمة عشرة قرى تاريخيَّة وهي من من قرى الكاكوري كيريشتيان أو المسيحيين المتخفين. في نوفمبر عام 2019 قام البابا فرنسيس بزيارة اليابان وأعرب عن تقديره لضحايا القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما وناجازاكي خلال الحرب العالمية الثانية، وأعرب عن تقديره أيضاً للمسيحيين من ضحايا ناجازاكي الذين تعرضوا منذ مئات السنين للتعذيب وأجبروا على التواري عن الأنظار بسبب إيمانهم.!!






