في مثل هذا اليوم 7 مايو1104م..
السلاجقة يتغلبون على الصليبيين في معركة حران.
تحل اليوم ذكرى وقوع واحدة من أكبر المعارك التي خاضها جيش السلاجقة الأتراك ضد جيش الصليبيين الذي كان يزعم أنه لا يقهر أبدًا، وقد وقعت المعركة في مثل هذا اليوم 7 مايو 1104، وهي أول معركة كبرى ضد الدول الصليبية الناشئة حديثًا في أعقاب الحملة الصليبية الأولى لتكون نقطة تحول ضد توسع الفرنجة، كان للمعركة تأثير كارثي على إمارة أنطاكية حيث استرد السلاجقة الأراضي التي كانوا قد فقدوها.
وحسب ما جاء في كتاب “دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي” لـ على محمد الصلابى، أن لمعركة حران مجموعة من النتائج بالغة الأهمية التي ترتبت عليها على الصعيدين الإسلامي والصليبيين، لعل أهمها:
– أوقفت تقدم الصليبيين وتوسعهم باتجاه الشرق على حساب المسلمين؛ وقضت على آمالهم في التقدم نحو العراق وإتمام سيطرتهم على إقليم الجزيرة.
– تلاشت أحلام بوهمند في السيطرة على حلب، وتحويل إمارة إنطاكية إلى دولة كبيرة، وقضت على آمال الصليبيين بقطع الاتصال بين القوى الإسلامية في الشام والجزيرة وآسيا الصغرى عن طريق الاستيلاء على حلب.
– قرّرت مصير إقليم الرها، ذلك أن هذه الإمارة تعرضت لكثير من المتاعب الداخلية التي اضعفتها وبخاصة من جانب الأرمن الذين سرعان ما أبدوا تذمرا من الحكم اللاتيني بفعل تعسف هؤلاء مع الكنيسة الأرمينية، واضطهاد رجاها مما دفع الأرمن إلى الاتصال بالأتراك.
– أتاحت للمسلمين فرصة استعادة الأملاك التي خسروها في السابق، وضمّت إلى إمارة أنطاكية.
– أضحى تانكرد، بعد أسر بلدوين، وصياً على إمارة الرها، كما أصبح برهمند اقرى الأمراء الصليبيين في الشمال.
– أدت ظروف الانتصار إلى زيادة التقارب بين القوى الإسلامية والبيزنطيين ضد عدوهم المشترك، وأوضح ابن القلانسي خطورة التتائج بقوله: وكان نصراً حسناً للمسلمين، لم يتهيأ مثله؛ وبه ضعفت نفوس الإفرنج، وقلت عدتهم؛ وفلت شوكتهم؛ وقويت نفوس المسلمين، وأرهفت عزائمهم في نصرة الدين، ومجاهمدة الملحدين؛ وتباشر الئاس بالنصر عليهم، وأيقنوا بالنكاية فيهم والإدالة منهم.
– حطمت أسطورة أن الصليبيين لا يقهرون.
– استغل الإميراطور البيزنطي الكسيوس فرصة ضعف مركز بوهمند إثر تعرضه للانتقاد بسبب عدم افتدائه لرفيقه بلدوين؛ فضلاً عن التزامه بالمعاهدات التى كان عقدها مع الإمبراطور الذي راح يشجع الانتفاضات التي قام بها سكان قليقية ضد حكامهم النورمان، كما أوعز إلى قواته بالاستيلاء على عدد من المدن والمواقع التي كان تانكرد قد استولى عليها من قبل؛ واشترك الأسطول البيزنطي في السيطرة على بعض المدن الساحلية بين اللاذقية وطرطوس، يضاف إلى ذلك أن البيزنطيين تمكنوا من استغلال قواعدهم البحرية في قبرص لتقديم المساعدات لريموند الضجلي – عدو بوهمند اللدود – الذي كان يسعى لتأسيس إمارة حول طرابلس تحاذي أنطاكية من الجنوب، في الوقت الذي لم يتقدم فيه أحد من القدس لنصرة بوهمند ومساعدته في هذه المحنة.!!