في مثل هذا اليوم15 مايو 1571م..
التتار يحرقون موسكو بعد استيلائهم عليها.
وقع حريق موسكو (1571) في15 شهر مايو من ذلك العام عندما داهمت قوات خان القرم دولت كراي الأول مدينة موسكو خلال الحروب القرمية الروسية. قام الخان بحرق الضواحي في يوم 24 مايو ونشرت ريح شديدة مفاجئة النار إلى موسكو فأندلع في المدينة حريق هائل. وفقا لهاينريش فون شتادين وهو ألماني كان في خدمة إيفان الرهيب (ادعى أنه عضوا في أوبريتشنيا البوليس السري لإيفان الرهيب )، “المدينة، القصر، قصر أوبريشنيا، والضواحي أحترقت بالكامل في ست ساعات. كانت الطامة الكبرى أن لا أحد يستطيع الهرب”. فر الناس إلى الكنائس الحجرية هربا من النيران، ولكن انهارت الكنائس الحجرية عليهم (إما من شدة النار أو ضغط الحشود.) الناس أيضا قفزوا في نهر موسكو، حيث غرق الكثيرين. انفجرت ذخيرة المدافع في الكرملين وأولئك الذين اختباوا في القبو ماتوا اختناقا.وبعد أنتهاء الحريق و خروج القوات الغازية أمر القيصر بالجثث في الشوارع أن تلقى في النهر، الذي فاض على ضفتيه وأغرق أجزاء من المدينة. كتب جيروم هورسيي أن الأمر استغرق أكثر من عام لإزالة جميع الجثث.
كان أحد أشد الحرائق في تاريخ المدينة. ويقدر المؤرخون عدد ضحايا الحريق من عشرة ألف إلى ثمانين ألف نسمة. ووصف الأجانب الذين كانوا يزورون المدينة قبل وبعد الحريق انخفاضا ملحوظا في عدد سكان المدينة، وايفان الرهيب تجنب المدينة لعدة سنوات بعد الحريق نظرا لعدم وجود سكن مناسب له ولحاشيته. وقد صدت محاولة الخان الثانية لغزو موسكو في 1572 بعد معركة مولدي .
قام الجيش المشترك القرمي العثماني المكون من 120-ألف جندي (80,000 تتار, 33,000 أتراك غير نظاميين و 7000 إنكشاري) بقيادة خان القرم دولت الأول گيراي، وقبيلا نوگاي الكبير والصغير وقوات شركسية، بالإلتفاف حول التحصينات الدفاعية في سرپوخوڤ على نهر اُكا، وعبروا نهر اوگرا وحاصروا جناح الجيش الروسي البالغ عدده 6000 جندي. قوات خفر الحدود الروسي أبادها القرم. وفي غياب أي قوة لضد الغزو, انسحب الجيش الروسي إلى موسكو. سكان التخوم القروية فروا كذلك إلى العاصمة.
روّع الجيش القرمي البلدات والقرى غير المحمية حول موسكو, ثم أضرم النار في ضواحي العاصمة. وبسبب ريح قوية، انتشرت النيران بسرعة. سكان المدينة, المطاردون من كل من النيران واللاجئين, هرعوا إلى البوابة الشمالية للعاصمة.
وعند البوابة وفي الشوارع الضيقة، حدث حـَشـْر وتدافع قاتل, فالناس “تدافعوا في ثلاث طبقات فوق رؤوس بعضهم البعض، الأعلى يدوس على من هم تحته”. أما الجيش الروسي، وقد اختلط مع اللاجئين، فقد انفرط عقده، وقد لقي الجنرال الأمير بـِلسكي مصرعه في النيران.
وفي خلال ثلاث ساعات, احترقت موسكو بالكامل. وفي اليوم التالي, اكتفى الجيش القرمي بما فعله من دمار, فغادر على طريق ريازان إلى الاستپس. العثمانيون أخذوا 150,000 روسياً كعبيد [بحاجة لمصدر]. المعاصرون أحصوا 100,000 ضحية[بحاجة لمصدر] لغزوة 1571. السفير البابوي پوسـِڤين شهد على الدمار الشامل: فقد أحصى في عام 1580 عدد سكان موسكو بأنه لا يزيد على 30,000 نسمة, بالرغم من أنه في 1520, عدد سكان موسكو كان نحو 100,000 [بحاجة لمصدر].
وحسب هاينريش فون شتادن, الألماني الذي كان يعمل في خدمة إيڤان الرهيب (في اُپريخنينا), “المدينة وكرملين موسكو وقصر اُپريخنينا والضواحي احترقوا بالكامل في ست ساعات. لقد كانت كارثة عظيمة لأن أحداً لم يستطع الهرب.” الناس لجأوا إلى الكنائس المبنية بالحجر لينجوا من النيران, إلا أن الكنائس الحجرية انهارت (إما من شدة النيران أو من تزاحم الناس. وبعض الناس قفزوا إلى نهر موسكو للهرب, حيث غرق الكثير. وقد انفجر مستودع الذخيرة في الكرملين مما أدى إلى اختناق المختبئين في قبوه.
وقد كانت واحدة من أعظم الحرائق في تاريخ موسكو. ويقدر المؤخون عدد ضحايا الحريق بما يتراوح بين 10,000 و عدة 100,000 شخص. الأجانب الذين زاروا المدينة قبل وبعد الحريق وصفوا نقصاً ملحوظاً في تعداد سكان المدينة.
بعد حرق موسكو, دولت الأول گيراي, مدعوماً من الدولة العثمانية, طوّر خطة للإخضاع الكامل للدولة الروسية. وفي العام التالي, كرر غزوته إلا أنها صـُدّت في معركة مولودي.!!