معنى الحياة في ظل صراعات ابتدعناها..
د.علي أحمد جديد
بالتأكيد أننا لا نعرف معنى الحياة ، لأننا لسنا أكثر من ذوات مكابرة و متكبرة وذوي عقلية قبلية مُغَيَّبة عن المنطق ، ومازلنا نغفو في أمجاد تاريخ آبائنا الذي لم نصنعه بأيدينا ولم نقدّم فيه شيئاً للحياة ، حتى بتنا نعيش غارقين في الظلمة وفي الجهل التكبر ، ونعيش في عقل جمعي لا يستطيع ان يفكر إلا في ما يعطيه له الآخرون .
كل من ينظر إلينا سواء من المنظور العربي أو الإسلامي ، فإن ما يراه بالعين المجردة ودون عناء يتلخص فيما يلي :
1_ اننا نعبد محمداً .(ص) ونلتجئ إليه أكثر مما نعبد الله تعالى وأكثر مما نلتجئ إليه .
حتى أن (أحمد شوقي) أثبت ذلك في قصيدته الشهيرة (ريم على القاع) حين نظم فيها البيت الذي يقول :
” وقيل كل نبيٍّ عندَ رتبتهِ
ويا مُحَمَّد هذا العَرشُ فاستَلِمِ ”
أي أن الله تعالى الذي هو (خالق كل شيء) يتنازل عن عرشه إلى (محمد) الذي هو المخلوق بعد تفضيله على كل الأنبياء والمرسَلين الذين كانوا قبله وكان لهم نفس تكليف النبوة ، وذلك رغم قوله في حديثه الشريف الصحيح والمثبت :
” لا تُفَضِّلوني على يونس بن متى ” .
2_بتنا نتبع كتب (البخاري ومسلم وابن تيمية ) بدلاً من اتباعنا كتاب الله (القرآن الكريم) وتقدير أقوالهم أكثر من تقديس آيات الله في كتابه العزيز . كما نتمسك بالماضي حتى أننا لم نعد نستطيع أن نقدم شيئاً لأنفسنا يزيل الظلامية عن عيوننا ولا ينير لنا أي درب مستنير من دروب الحياة .
3_ وأننا نعيش الوهم الكبير بأننا نفهم معنى الحياة أكثر مما يفهمه الآخرون غيرنا ممن لا يتبع البخاري ومسلم وابن تيمية وغيرهم ممن أفاضوا علينا بستائر الظلمة والظلامية ، متجاهلين قوله تعالى :
” آمن الرسول بما أُنزلَ إليه من ربه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكُتُبه ورسله(لا نُفَرِّقُ بين أحدٍ من رُسُله)”
وبتنا من الذين (نرفض أن نعيش جنة الله في الأرض لأننا ننكر في لاوعينا حقيقية الحياة التي وهبنا إياها الله تعالى . والمقصود هنا بمصطلح(جنة الأرض) هي المعرفة والعدل والقيم والأخلاق التي تدعو إلى التسامح والعطاء . لأن الدين واحد لله الواحد والحياة من حق الجميع . وإذا ما تعددت الأديان فذلك يعني تعدد الأرباب ، وأين ما يوجد العدل والقيم والأخلاق توجد حقيقة الحياة تحت أي تشريع أو ديانة لأن الدين عند الله هو الإسلام في رسالته التوحيدية (الموسوية والمسيحية والمحمدية) لافرق ولاتفريق بين ديانة و أخرى ، والاسلام يعني السلام المجتمعي والإنساني البعيد عن تعصبات المعتقد والتحزبات والصراعات و الأوهام التي تزيد من تقييدنا وتكبيلنا .
وهذا مايدعو الى العمل على نشر الوعي الجمعي أن لكل إنسان حرية اختياره وإن الحياة تتسع لنا جميعا .
نحن اليوم في نعمة العالم الافتراضي نستطيع ان نبني مجتمع الانسان .
و نهدم كل النزعات العنصرية بكل مسمياتها إن كانت دينية أو عرقية أو جغرافية او لغه . ولذلك لم يعد العيش وفق معطيات الماضي مجدياً اليوم ، بمعنى أدق انه لم يعد هناك مكان للعصبية القبلية التي وأعاد الأمويون غرسها في الوجدان الجمعي بعد الارتداد عملياً عن حقيقة الإسلام المحمدي وهي العصبية التي انبتت العنصريات والاحقاد منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا .