لا يمر يوم إلا و نكون مع موعد لحديث الروح للدكتورة إلهام عيسى ، و هذا الحديث شدني إليه لعمق كلماته التي كانت من روح إلى روح تكتب
قالت :
لاتترك اصابعي تتحدث عنك٠٠
قساوة حروفك ٠٠
وحريق كلماتك ٠٠
الكاتب حين يمر بمرحلة الإنزواء و العزلة ، لا يجد ونيسا له غير القلم و القرطاس و ربما كتاب ، لكن القلم حين يبدأ بخط أول حرف يبدأ الكاتب يتنفس ” حرية ” ليخرج من سجن عزلته .
أول الحديث رسالة ردا على قساوة حرف و حريق كلمات لكن سبقها فعل منفي ” لا تترك ” ، الكاتبة أهل للرد و لكن هذا #حديث_روح ، و كيف لروح ان تقسو و تجرح روحها ؟
و لهيب همسك هذا ما أشعل نارا داخلية و ما استفز حديث الروح هذا .
من يقرأ الحديث دفعة واحدة سيرى حجم الحب الذي يحمله هذا الحديث من الكاتبة إلى ” روح اخرى ، إليه ” نعود إلى لهيب همسك ” و هذا أكيد كان في الماضي ” بينهما ” قبل هذا العتاب و الطلب المبطن بالتوسل ” لا تترك …”
تقول الدكتورة :
لاتدع مسافات الطريق تأكلنا ٠٠
نهي ثان ” لا تدع ” شبيه ب ” لا تترك ” و كلاهما لهما تقريبا نفس السياق .
ما يعمق البعد هو المسافات بمفهومها المادي، أين تتحد الظروف و تكون مانعا في اللقاء ، الكاتبة جعلت من الطريق ” شخصنة ” ستأكلهما ، اكل لكل جميل كان ، لكل ذكرى ، حتى الأماكن ربما تندثر و تأكلها ” مسافات الطريق ” ، إن أهملت و لم تجدد بها الذكريات .
حديث الروح هذا كما ذكرت يأتينا على هذه الصفحة كل صباح حين ” تناغي الروح بأنغامه ” .
فالحب يتجدد مع كل اطلالة صباح ، و يذكر قصصا ولت لكنها حاضرة في زمن الشاعرة
مازال للحب اغصان تورق كل صباح
وقصص محفورة في أخاديد الزمن
صورة شعرية جميلة جداً ، فالزمان و المكان كفيلان بحفظ الذكريات ، و الذاكرة القوية أحيانا تستحق الشفقة منا ، فمرور إحدى الأشرطة الماضية بها يجعل من هذه العيون تتعلق على حبال امل لو تعاد من جديد ، عيون معلقة بالسماء ، أولها دعاء و آخرها أمل ؛
عيوننا معلقة على السماء بحبال الأمل
حديث روح سافر في أعماق روح أخرى ، تحرك فيها الأمل حين تعلقت العينان بالسماء و حين كان الغيث وردا فكانت الهدايا ” دروب عمر ” ،
كم هو معطاء هذا القلب ، قلب شاعرة كلها احساس مرهف ، من يتنازل عن عمر مقابل وردة ؟ و ليس هذا الرقم و ما تبقى منه بل ” دروبه ” الماضية و الآنية و القادمة ، بكل ما احتوى من أحداث ..في ” صباح يناغي الروح بانغامه٠٠
دمتِ بهذا الإحساس الوارف دكتورة ElHam Essa 💖 💝
مرورا بهذا الحديث … بقلمي سعيدة بركاتي ✍️/تونس






