في مثل هذا اليوم29 مايو1807م..
الإطاحة بالسلطان العثماني سليم الثالث وتولي مصطفى ابن السلطان عبد الحميد الأول الحكم تحت اسم مصطفى الرابع.
سليم الثالث بن مصطفى الثالث أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. (1175 هـ / 1761م – 1222 هـ / 1808م) هو أحد خلفاء الدولة العثمانية. تولى السلطة بعد وفاة عمه عبد الحميد الأول سنة 1203 هـ وكانت المعارك الحربية مستمرة، فأعطى وقته وجهده للقتال، وكان من أصحاب الهمة العالية والمصلحين في عصره.
توفي مفتي الدولة العثمانية الذي كان –- من أشد المعضدين للإصلاح، فخلفه رجل كان على عكسه تماما فاتحد مع مجموعة من العلماء والجهال والمنتفعين من رجال الدولة لعزل السلطان، فراحوا يحرضون من انخرط من شبان الانكشارية في السلك العسكري الجديد متحججين أن الملابس النظامية الجديدة هي أزياء خاصة بالنصارى مخالفة للقرآن الكريم والسنة الشريفة، ولقت سمومهم رواجا عند الجهال والمنتفعين وحصلت فتن عديدة في كثير قلاع الدولة، لم يدر سليم الثالث عنها إلا متأخرا بسبب قيام القائم مقام بتعتيم الصورة عليه. ابتهل المتآمرون لنجاحهم الجزئي، وتشجعوا على المضي قدما في مخططهم مستغلين سفر الجيوش مع الصدر الأعظم وانشغالها بحرب روسيا، فاجتمعت الجنود الانكشارية مع إخوانهم غير المنتظمين بتدبير المفتي الجديد ومن عاضده من بعض الرجالات في الدولة في منطقة خارج الأستانة، حتى إذا استعدوا دخلوا الأستانة، وقتلوا كل الوزراء والأعيان المؤيدين للإصلاح العسكري والنظام الجديد. سارع السلطان بعزل وزرائه وتعيين من قد يحاذي رأي الثائرين لإسكاتهم، ولكنه لم يسلم من شرهم، حيث أنهم كانوا يخشون أن يعود لتنفيذ مشاريعه العسكرية الإصلاحية، فأفتى مفتي الدولة العثمانية الجديد بأن أي خليفة يدخل أنظمة الغرب وطرقهم في الدولة، ويجبر رعاياه على اتباعها غير صالح للولاية، فعزلوه وأسروه، وولي من بعد مصطفى الرابع.
البيرقدار يتوجه إلى الأستانة لمعاقبة الثائرين
حدث في عهد مصطفى الرابع هدنة مؤقتة مع روسيا فسار مصطفى باشا البيرقدار على رأس 16 ألف عسكري إلى الأستانة لإعادة السلطان سليم لحكم البلاد، ولكن رجال مصطفى الرابع قتلوا السلطان سليم الثالث ظنا منهم أن ذلك قد يخمد الثورة، إلا أن الثائرين اشتعلوا غضبا، وانتهى الأمر بعزل وقتل مصطفى الرابع، وتولية محمود الثاني.
السلطان مصطفى الرابع بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. (8 سبتمبر 1779 – 15 نوفمبر 1808) كان سلطان الدولة العثمانية بين عامي 1222هـ/1807 و1223هـ/1808. والده عبد الحميد الأول. وخلال فترة حكم الإصلاحي سليم الثالث، كان مصطفى مفضلاً لدى السلطان. وتولى الخلافة عام (1222هـ) بعد عزل ابن عمه سليم الثالث.
عندما قامت ثورة الانكشارية على سليم الثالث، خدع مصطفى السلطان ودعم الانكشارية الذين خلعوا السلطان القديم، وجعلوا من مصطفى الحاكم الجديد، وكان من نتيجة ذلك أن تفرق عسكر النظام الجديد، ولكن ظل هناك تعاطف مع سليم الثالث. قام الخليفة الجديد بتثبيت من بقي حيا من الوزراء من بعد الأحداث الأخيرة في مواقعهم، كما افتتح مدرسة لتخريج مترجمين أكفاء.
اختلف الثائرون الذين كانوا قد أطاحوا بحكومة السلطان سليم في الأستانة. وفي عام 1808 انطلق جيش بقيادة مصطفى باشا البيرقدار إلى إسطنبول لإعادة سليم الثالث للحكم، وإعدام الثائرين، مؤيدا من قبل الصدر الأعظم الجديد وغالبية الوزراء، وبالفعل نجح باختراق الأستانة، ومعاقبة رؤوس الثورة، ولم يكاشف البيرقدار أحدا برغبته في إعادة السلطان سليم للحكم، وتظاهر باستعداده للرحيل إلى بلاده روستجق في بلغاريا بعدما تم له ما كان قد أعلنه. عندما استمر جند البيرقدار بالتقدم، أمر مصطفى إعدام سليم الثالث وأخ آخر له هو محمود. الأمر الذي سيجعل من مصطفى الذكر الوحيد المتبقي من السلالة الحاكمة، ومنحيا بذلك أي منافس قانوني على العرش كما اعتقد. وقتل سليم وألقيت جثته أمام المنشقين، ولكن تم الإطاحة بمصطفى واستبداله بمحمود الذي نجا من الإعدام بالاختباء. وتم إعدام مصطفى في ذات العام بعد أن حكم ثلاثة عشر شهرا.!!