في مثل هذا اليوم31 مايو1962م..
إعدام أدولف أيخمان أحد مسؤولي ألمانيا النازية بعد محاكمته مجرمَ حرب في إسرائيل.
في عام 1960، اختُطف مرتكب الهولوكوست الرئيسي أدولف أيخمان من الأرجنتين ونُقل إلى إسرائيل لمحاكمته. بدأت المحاكمة في 11 نيسان 1961، وبُثت عبر التلفزيون بهدف التثقيف حول الجرائم المرتكبة ضد اليهود. اتهم أيخمان بخمسة عشر تهمة بانتهاك القانون. بدأت محاكمته في 11 نيسان 1961 وترأسها ثلاثة قضاة: موشيه لاندو وبنيامين هاليفي ويتسحاك رافيه . أُدين أيخمان في جميع التهم وحُكم عليه بالإعدام. أُعدم شنقًا في 31 أيار 1962 في سجن الرملة، ويعد هذا حكم الإعدام القضائي الوحيد في إسرائيل إلى الآن.
منذ عام 1933 حتى 1945، واجه اليهود في أوروبا اضطهادًا منهجيًا وإبادة جماعية على أيدي النازيين في ألمانيا بما يعرف بالهولوكوست. ازداد هذا الاضطهاد منذ عام 1941 كجزء من الحل الأخير، وهي خطة لقتل جميع اليهود في أوروبا، مما أدى إلى مقتل حوالي ستة ملايين يهودي.
أدار أدولف أيخمان (1906-1962) الحل الأخير. وفر إلى الأرجنتين في نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكنه اختطف بواسطة عملاء إسرائليين في 1960 لمحاكمته. احتجز أيخمان في مركز شرطة محصن في ياغور شمال إسرائيل لمدة تسعة أشهر قبل محاكمته.
المحاكمة
عقدت محاكمة أدولف أيخمان في الفترة من 11 ابريل إلى 15 اغسطس1961 في مسرح مجتمعي أعيد تشغيله مؤقتًا ليكون بمثابة قاعة قادرة على استيعاب 750 متفرجًا.
التهم
التهم من 1 إلى 4 تتعلق بجرائم ضد الشعب اليهودي:
قتل اليهود، عن طريق الترحيل المنهجي لملايين اليهود إلى معسكرات الإبادة بدءًا من آب 1941.
وضع اليهود في ظروف معيشية محسوبة لإحداث دمار مادي لهم، وذلك بسجنهم في معسكرات الاعتقال والإبادة.
إلحاق ضرر جسدي أو نفسي باليهود.
منع ولادات اليهود، مع إصدار أمر بالإجهاض بالإكراه في معسكر إعتقال تيريزينشتات.
التهم من 5 إلى 7 تتعلق بجرائم ضد الإنسانية ضد اليهود:
تهجير اليهود من آذار 1938 إلى تشرين الأول 1941، وترحيل اليهود في تشرين الأول 1939 أثناء خطة نيسكو، ودوره في الحل الأخير.
اضطهاد اليهود لأسباب قومية أو دينية أو سياسية.
نهب أملاك ملايين اليهود.
التهمة 8 كانت لجرائم الحرب، بناءً على دور أيخمان في الاضطهاد والقتل المنهجي لليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
التهم 9-12 المتعلقة بالجرائم ضد الإنسانية ضد غير اليهود:
عمليات الترحيل الجماعية للمدنيين البولنديين.
عمليات الترحيل الجماعية للمدنيين السلوفينيين.
المشاركة في الإبادة الجماعية للغجر الروم من خلال التهجير الممنهج للغجر.
المشاركة في مذبحة ليديتشي.
التهم 13-15 اتهمت أيخمان بالعضوية في منظمات معادية وهي قوات الأمن الخاصة النازية، الشرطة الأمنية الألمانية، والغيستابو. تمت إدانته في جميع التهم الثلاث ليس لأنه عضو في هذه المنظمات فحسب، بل ارتكب جرائم كجزء من دوره، وبالتحديد تلك التي نوقشت أعلاه.
أدولف أيخمان (19 مارس 1906 – 1 يونيو 1962) أحد المسؤولين الكبار في الرايخ الثالث، وضابط في إحدى القوات الخاصة الألمانية المسماة قوات العاصفة، تعود إليه مسؤولية الترتيبات اللوجستية بصفته رئيسًا لجهاز البوليس السري جيستابو في إعداد مستلزمات المدنيين في معسكرات الاعتقال وإبادتهم فيما يعرف آنذاك في الحل الأخير.
وُلد ايخمان في مدينة سولينجين الألمانية. وفي طفولته، كان الأطفال يعيرونه «باليهودي» لميول بشرته إلى اللون الداكن إذا ماقورن بلون البشرة العام للأوروبيين. انتقل في شبابه مع عائلته إلى لينس بالنمسا، حيث أنهى تعليمه الأساسي، وبدأ التدريب في الهندسة الميكانيكية دون انهائها. في فترة الأزمة الاقتصادية في العشرينات انجرف أيشمان من عمل إلى آخر كعامل يومي وكعامل في مكتب وبائع سفرات لشركة Vacuum Oil. وفي عام 1932 وبتحريض من أحد معارفه، أرنست كالتنبرونر، الذي سيعمل في وقت لاحق كرئيس مكتب الأمن الرئيسي للرايخ Reichsicherheitshauptamt, RSHA، انضم أيشمان إلى الحزب النازي بالنمسا وقوات الأمن الخاصة.
ألمانيا النازية
تعاون أيخمان مع اليهودي رودولف كاستنر بتهجير العديد من يهود المجر إلى سويسرا بدل أن يقتلوا في أوشفيتز.
وفي أغسطس 1933 انضم إيخمان إلى الفيلق النمساوي يتمثل في جمعية ببفاريا للعاطلين عن العمل من أعضاء الحزب النازي من النمسا. وشارك هناك في التدريب العسكري خلال أشهر قليلة. وفي سنة 1934 انضم إيخمان ـ وكان في ذلك الحين عريفاً SS-Scharführer لقوات الأمن الخاصة ـ إلى المكتب الرئيسي لجهاز الأمن Sicherheitsdienst (SD)-Hauptamt (تنمية مستدامة) وواصل العمل في هذه المنظمة حتى أصبحت جزءا من RSHA سنة 1939. في منتصف الثلاثينات عمل إيخمان في مكتب II 112 لجهاز الأمن الذي هدف إلى مراقبة الأنشطة اليهودية، وتعامل مع موظفين صهيونيين وقام أيضا بجولة تفقدية بفلسطين سنة 1937. الجهد الذي بذله إيخمان لتنظيم الهجرة اليهودية الصهيونية من ألمانيا بكل الوسائل الموجودة جهّزته للقيام بأنشطة أخرى في المستقبل. وفي 1937 غادر إلى فلسطين لدراسة جدوى ترحيل اليهود من ألمانيا إلى فلسطين، وعدم حصوله على تأشيرة دخول من السلطات البريطانية حالت دون دخوله إلى فلسطين. توجه بعدها إلى القاهرة حيث التقى أحد عناصر منظمة الهاجاناه وكما التقى مع مفتى فلسطين الحاج امين الحسيني. في النهاية، كتب ايخمان تقريره الذي يخالف فكرة ترحيل اليهود بشكل جماعي إلى فلسطين لأسباب اقتصادية ولتعارض فكرة إنشاء دولة يهودية مع الفكر النازي.
وبعد ضم ألمانيا للنمسا في مارس 1938، الوقت الذي قاد فيه إيخمان حملة بوليسية ضد مكاتب الجالية اليهودية الثقافية، عمل إيخمان على تنظيم مكتبا مركزيا للهجرة اليهودية Zentralstelle für jüdische Auswanderung في عاصمة النمسا والذي فُتحت أبوابه رسميا في 20 أغسطس 1938. وحسب التقديرات الداخلية قام المكتب الرئيسي بـ «تسهيل» هجرة 110.000 يهودي نمساوي بين أغسطس 1938 ويونيو 1939. وكان المكتب قد نجح في إجبار اليهود على الهجرة إذ أسس نموذجا مثاليا يدعى «نموذج فينا» ـ لمكتب مركزي في كامل الرايخ للهجرة اليهودية Reichszentrale für jüdische Auswanderung.
قاد إيخمان المركز الرئيسي في بداية أكتوبر 1939. وكان نجاحه في هذه المهمة أقل وخاصة عندما بدأ ترحيل اليهود يعوض الهجرة كخطة لجعل ألمانيا خالية من اليهود. وكان إيخمان فيما يخص هذا المجال يلعب دورا مهما جدا. ففي صيف 1939, أصبح إيخمان مسؤولا عن ترحيل اليهود التشيكيين من محمية مهيميا ومورافيا التي اِسْتُوْلَى عليها سابقا، وقام بتأسيس مكتبا رئيسيا جديدا للهجرة اليهودية ببراغ حسب نموذج فينا. فور اندلاع الحرب العالمية الثانية قام إيخمان بالمحاولة الأولى للترحيل الجماعي من الرايخ الألماني. ونظم أيضا ترحيل حولي 3.500 يهودي من مرافيا وفينا إلى نيسكو قرب نهر سان في المنطفة البولندية المحتلة التي تدعى Generalgouvernement. ورغم أن المشاكل المربوطة بالترحيل وتبديلات القوانين الألمانية كان رؤساء إيخمان مسرورون بجهود إيخمان والدور الذي سيلعبه في المستقبل فيما يخص الترحيلات.
بعد تأسيس مكتب الأمن الرئيسي للرايخ في سبتمبر 1939 انتقل إيخمان من منصبه في جهاز الأمن إلى الجيستابو في فرع IV D 4 (شؤون الترحيلات Räumungsangelegengheiten) بمكتب الأمن الرئيسي للرايخ وفي فرع IV B 4 (الشؤون اليهودية Judenreferat) في مارس 1941. وفي أكتوبر 1940 نظم إيخمان معية مكتب IV D 4 ترحيل حولي 7.000 يهودي من بادن وزاربفالتس إلى مناطق فرنسية غير محتلة. ولعب إيخمان في منصبه ضمن الفرع IV B 4 دوراً مركزياً في ترحيل أكثر من 1,5 مليون يهودي من جميع أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل في بولندا المحتلة والاتحاد السوفيتي المحتل.
وفي خريف 1941 شارك إيخمان كقائد وكولونيل قوات الأمن الخاصة وفرع IV B 4 لمكتب الأمن الرئيسي للرايخ في مناقشات لبرنامج إبادة يهود أوروبا. وكان إيخمان مسؤولا عن شؤون ترحيل اليهود من كل أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل عندما أجبره قائد مكتب الأمن الرئيسي راينهارد هايدريخ بتحضير محاضرة لمؤتمر وانسيي حيث نصح موظفو مكتب الأمن الرئيسي للرايخ مؤسسات الحكومة والحزب النازي بالشؤون وبرامج «الحل النهائي». وربط إيخمان أيضاً هذه البرامج بشبكته المتكونة من موظفين ساعدوه في القيام بالترحيلات في الأراضي المحتلة من قبل ألمانيا وفي دول المحور. ومن ضمن هؤلاء الرجال حول إيخمان (رجال أيشمان): مندوبه رولف جونتر وألويس برونر وثيودور دانيكر وديتر ويسلسيني. وفي 1942 نظم إيخمان ورجاله ترحيل يهود سلوفاكيا وفرنسا وبلجيكا. في سنتي 1943 و1944 رُحِّلَ يهود اليونان وإيطاليا الشمالية والمجر. ولكن فقط في المجر عمل إيخمان بشكل مباشر في عملية ترحيل اليهود. ومن أواخر أبريل 1944 وستة أسابيع بعد احتلال ألمانيا للمجر، وحتى حلول شهر يوليو قام إيخمان ومتعاونيه بترحيل حوالي 440.000 يهودي مجري.
بعد الحرب
هرب آيخمان سراً إلى عدة دول إلى أن استقر في الأرجنتين متخفياً باسم جديد وشخصية جديدة مبتعداً عن أية مظاهر قد تفضحه أو تكشف شخصيته الحقيقية، حتى العام 1960 عندما قبض عليه عملاء للموساد ونقلوه إلى إسرائيل، حيث حوكم وأدين وشُنق في العام 1962. ثم أحرقت جثته وألقي بالرماد في البحر الأبيض المتوسط.
محاكمة أيخمان
في 11 مايو/ أيار عام 1960 نجح عملاء الموساد الإسرائيلي في اختطاف النازي أدولف إيخمان من الأرجنتين حيث مثل للمحاكمة في إسرائيل وأُعْدِم عام 1962.!!