رؤيتي في رباعية(بباقة ود تجيء)
للدكتور الشاعرحمد حاجي
—————
بباقة ودّ تجيءُ تحدّثُني، الندى ريقُها والكلامُ نسيمٌ عليلُ
وما غاب عن ناظري طيفها لحظة ولا زال عني الذهول
ففي عينها يتفتّح زهرٌ ويينع غصنٌ ويمتدّ نخل وظلٌّ ظليلُ
كأنْ هي بَثْنَةُ بين ضلوعي، كأني لها طول عمري جميلُ
—————
بالود يعود الشاعر بعد غياب
و بباقة ودّ تحدثه( الحبيبة )
هذه الحبيبة الساحرة الكلام
وكلامها يفقده الصواب والسيطرة على
مشاعره والأحاسيس
وحبها كان ومازال يثيرزوابع واعصارات حنين وأشواق
وحرائق بعادها لا تخمد أبدا
حيث أن طيفها يلازمه بل ويتراءى له حيث ولّى وجهه
وما زال يتبع طيفها الذي ابتلعه في ذهول ودهشة
وما زال يتابع حركات تقلبها في ثنايا قلبه هي التي ناب عنها طيفها في دغدغة أعماقه
والطيف من أجذب وألطف الموضوعات التي أولع بها الكثير من الشعراء
لذا فالطيف الواسع للمعشوق في عالم الخيال ظاهرة بارزة وإبداعية في شعر الشعراء ،والشاعر هنا حين قام بوصف الطيف صوّره علی قدر المستطاع بأجمل صورة فأتت كلماته كلوحة مرسومة بألوان متناسقة جذابة لها روح وصدق أحاسيس
(ففي عينها يتفتّح زهرٌ ويينع غصنٌ ويمتدّ نخل وظلٌّ ظليلُ) وكم عالم الطيف براح!
و في هذه الرباعية توظيف الطيف
قارب بين الجسد (الكاتب )والجسد (المكتوب )بتعالق حميم أعاد للّغة بعضا من وهج الصوت، وأعاد للصوت بعضا من نبض الجسد
(وما غاب عن ناظري طيفها لحظة ولا زال عني الذهول )
وقد يكون الشاعر لجأ (للطيف) ليعبر عن حالته النفسية والوجدانية تجاه غياب الحبيبة
والطيف يستدعى في حالات فقدان من نحب أو أمكنة وأزمنة لها حضور بارز في حياتنا
وظاهرة الطيف مبثوثة في الشعر العربي بأنماط مختلفة وصور متعددة
كطيف الإنسان وطيف المكان وطيف الزمان وحتى خيال الطيف أوطيف الخيال الذي يفضح ألـم المشتاق المغرم الذي لا يهتم بعدم واقعية الطيف لأنه يستمتع به كما لو كان حقيقة وتكون لذة اللقاء (الطفي )مثل لذة اللقاء الواقعي ويعيش الشاعر ما يجول بباله بواقعية صادقة…
في هذه الرباعية
الشاعر يقيم في (المرأة الطيف)
حيث وصل الطيف بينهما فاجتمعا وهما مفترقان
وجميل طوى بثنة في الروح طي الكتمان
وكان اللقاء منظرا بغير عيان
(كأنْ هي بَثْنَةُ بين ضلوعي، كأني لها طول عمري جميلُ)…
فائزه بنمسعود