في مثل هذا اليوم8 يونيو1992م..
اغتيال المفكر العلماني فرج فودة من قِبَل الجماعة الإسلامية في مصر.
تظل عملية اغتيال المفكر الكبير فرج فودة تلاحق التيارات المتطرفة، والتنظيمات الإرهابية، ففي مثل هذا اليوم تم اغتيال الدكتور فرج فوده المفكر العلمانى على أيدى مجموعة مكونة من 3 إرهابيين ينتمون تنظيميا للجماعة الإسلامية.
وقرار اغتيال فرج فوده اتخذه الإرهابى أبو العلا عبد ربه عضو الجماعة الإسلامية، بعدما حصل على فتوى من الجماعة، بأن فرج فوده مرتد عن الإسلام، ولم يكن وقتها اسم “أبو العلا” مشهورا داخل الحركة الإسلامية، ولكنه بعد عملية الاغتيال أصبح معروفا باسم قاتل فرج فودة.وزعم “الاقتصاص لدين لله تعالى لأن فرج فوده مرتد، وقد أفتى العلماء بذلك وقتله حكم شرعى صحيح” وفقا لتفكيره المتطرف.
ورغم تأكيد بعض المراقبين لشأن التيار الإسلامى بأن أبو العلا عبد ربه لم يقرأ كتابا واحدا لفرج فوده، إلا أنه قال فى لقاء تلفزيونى بعدما حصل على عفو رئاسى أثناء فترة حكم الإخوان عام 2012:” أنا شاركت فى القتل وساهمت فيه بصحبة الأخوة أشرف عبد الشافى، وأشرف سيد، وقتها كنت شابا متدينا أغار على دينى ورأيت في فرج وفوده تهكم على القرآن والسنة، كما شاهدت مناظرته فى معرض الكتاب وبعد ذلك حكم عليه العلماء بأنه مرتد عن الإسلام”.
ويضيف عبد ربه:” لم يعطينى أحد أمرا مباشرا بقتل فرج فوده، ولكن من المعروف أن المرتد مهدر دمه فى الإسلام، وده تحرك بشكل شخصى وأنا لم أقتله حبا فى سفك الدماء”.
وعن اليوم الذى تم فيه اغتيال فرج فوده، يؤكد أبو العلا” أنهم راقبوا مكتبه وانتظروا خروجه من لتحقيق هدفهم، مضيفا:” قسمنا أنفسنا إلى مجموعتين الأولى مكونة من الأخوة أشرف عبد الشافى وأشرف سيد، حيث استقلا موتوسيكلا وحملا السلاح ثم انتظرا خروج فوده من مكتبه وكان بصحبة أبنه وضيف مسيحى ولكن الأخوة استهدفوا فوده من وسط الاثنين المجاورين له وقد أردياه قتيلا”.
ويكمل “أبو العلا” حديثه عن ساعة الصفر لاغتيال فرج فوده:” استهدفنا فرج فوده وبعد القتل هربا الأخوة وكنت فى انتظارهما، وكنت مجهز مكان للاختباء فيه فى منطقة الدويقة، لكن عندما هربا أشرف عبد الشافى وأشرف سيد اصطدام الموتسيكل الذى يستقيلانه بسيارة فالقى القبض على أحدهما ثم ألقى القبض على الثانى، وأنا هربت ثم تم القاء القبض عليا بالصدفة بعد العملية بحوالى سنة”.
وعن كيفية خروجه من السجن يقول:” حكم عليا فى قضايا متراكمة بـ55 عاما فى السجن، من ضمنها 15 سنة بقضية فرج فوده، ولكن حصلت على عفو رئاسى من قبل الإخوان وهذا حقى الطبيعى، فالإخوان أعطونى حقى”.
في تحقيقات النيابة اعترف القاتل عبدالشافي رمضان أن أبو العلا عبدر ربه هو من زوده بالسلاح والأدوات المستخدمة وحدد له طريقة التنفيذ والموعد واختار الموعد قبل عيد الأضحى بأيام قليلة نكاية في أهل فودة ولكي يطفئ فرحتهم بالعيد .
وعندما سأله المحقق بناء على أي نص قتلت الرجل فقال إنه قتله بناء على فتوى للدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد، فسأله المحقق ولكنك قلت في التحقيقات إنك أمي لا تقرأ وتعمل ببيع السمك فكيف قرأت الفتوى فرد قائلا لم أقرأ ولكنهم قالوا لي .
اعترافات المتهم كشفت أن الجناة تلقوا تكليفا من قادة الجماعة الإسلامية بناء على فتوى عمر عبد الرحمن بتصفية فودة؛ واستغرقوا وقتا في البحث عن طريقة للتنفيذ كان من ضمنها خطفه وحرقه حيا، كما جرى نقاش حول طريقة أخرى للتنفيذ باستخدام السلاح الأبيض؛ وطعن فوده حتى الموت؛ ولكن تم استبعاد الطريقتين والاستقرار على قتله بواسطة الرصاص .
انضمام أبو العلا عبد ربه لداعش
رغم أعلانه تأييد مراجعات نبذ العنف، إلا أنه تحول بشكل كبير بعد سقوط حكم الإخوان، حيث أعتبر أبو العلا عبد ربه ثورة 30 يونيو ضد الإسلام، وأعلن كفره بالديمقراطية والسلمية ودعا لحمل السلاح، ووفقا للمراقبين لشأن الحركات الإسلامية، هرب “أبو العلا” إلى سوريا ويقود إحدى المجموعات المسلحة ضمن تنظيم جبهة النصرة.
وطالب أبو العلا عبد ربه بإلغاء مبادرة وقف العنف التى أعلنتها الجماعة الإسلامية عام 97، والتراجع عنها عقب ثورة 30 يونيو وسقوط حكم مصر، ودعا أكثر من مرة إلى حمل السلاح فى وجه الدولة المصرية والعمل على غرار ما يفعله تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا، كما بدأ فى تأييد تنظيم “داعش” ودعا الشباب للانضمام إليه حتى فاجأ الجميع بالانضمام رسميًا للتنظيم قادمًا من السودان، الدولة التى اختبأ بها خوفًا من الملاحقة الأمنية فى مصر بعد ثورة 30 يونيو
وقال عبد ربه، فى كلمات متفرقة له على شبكة التواصل الاجتماعى “فيس بوك” موجهًا خطابه للتيار الاسلامى: “داعش كما تسمونها تحركت ودخلت فى اللعبة فى قلب العاصمة، لو ظللتم كما أنتم لا تحركون ساكنًا”.
مقتله ضمن صفوف داعش
في 22 مارس 2017 قتل أبو العلا عبد ربه ضمن صفوف داعش، من جهتها، علقت سمر فرج فودة، ابنة المفكر الراحل، على نبأ مقتل أبو العلا عبد ربه أحد المتهمين بالمشاركة فى قتل والدها بأنها تتوجه بالشكر إلى الجهة التى قتلته سواء كان الجيش السورى أو التحالف الدولى ضد تنظيم “داعش”.
وأضافت فى تصريح :”كنت أتمنى أن تكون أجهزة الأمن المصرية هى من تأخذ لنا حقنا، لكنى على أى حال أشكر الجهة التى نفذت عملية مقتله وأقول لها تسلم الأيادى”.!!!!!!!!!!!