في مثل هذا اليوم10 يونيو1882م..
الاسكندرية تشهد موجة عنف بتدبير إنجليزي قدمت المبرر التي كانت تنتظره القوات البريطانية المرابطة في البحر المتوسط من أجل احتلال مصر والقضاء على الحركة الوطنية التي يتزعمها أحمد عرابي.
بعد الثورة العرابية ووصل الإسكندرية في مايو 1882 كل من الأسطول الإنجليزي والأسطول الفرنسي للتدخل إذا لزم الأمر,
أخذ الأجانب في مصر يهاجرون إلي الإسكندرية ليصبحوا تحت رعاية وحماية الأسطولين وعلي مقربة منهما وأخذوا يستعدون للقتال ضد الأهالي، وعقد قناصل الدول في الإسكندرية عدة اجتماعات سرية تشاوروا فيها حول كيفية تأليف قوة دفاع أوروبية في المدينة ضد الأهالي وقد علم الأهالي بهذه الاستعدادات وقيام الأوروبيين بشراء الأسلحة فتوجسوا خيفة وازداد شعور السخط علي الدول الأوروبية ورعاياها وازدادت عوامل الفتنة.
وقامت بريطانيا وفرنسا باشعال فتيل الفتنة من اجل التشكيك في قدرة الأمن المصري علي حماية المصالح الأجنبية في مصر وإحراج عرابي. وهذا ما يستدعي قيام بريطانيا وفرنسا التدخل العسكري في مصر.
تشير أيضا بعض أصابع الاتهام إلى تواطؤ الخديوي توفيق في هذه الحوادث بواسطة عمر لطفي باشا محافظ الإسكندرية وقتها من أجل عزل أحمد عرابي من منصبه.
في أعقاب نجاح الثورة العرابية استجاب الخديو توفيق لمطالبها وعزل رئيس الوزراء رياض باشا وكلف شريف باشا بتشكيل الوزارة، واستقال شريف باشا بسبب سماح الخديو بتدخل البريطانيين في شؤون مصر، وتم تكليف البارودى بتشكيل الوزارة وجاء عرابى وزيرا للحربية.
ونشب خلاف بين الخديو والبارودى واستثمرته بريطانيا وفرنسا للتدخل بشؤون البلاد، وطلب قنصلا فرنسا وإنجلترا استقالة الوزارة وإبعاد عرابى، واعتبر البارودى هذا تدخلاً في شؤون البلاد، لكن الخديو استجاب لمطالب الدولتين فاستقال البارودى وبقى عرابى في منصبه لتمسك حامية الإسكندرية به، وانتهزت بريطانيا فرصة تجديد حصون وقلاع الإسكندرية.
أرسلت إلى قائد حامية الإسكندرية إنذاراً بوقف التحصين والتجديد فرفض وانتهى الأمر بمذبحة الإسكندرية التي وقعت في 11 يونيو1882!!