في مثل هذا اليوم10 يونيو1940م..
إيطاليا تعلن الحرب على المملكة المتحدة وفرنسا وذلك في الحرب العالمية الثانية، وبدأت الحرب بهجوم جوي على مالطا.
خلال أواخر عشرينيات القرن العشرين، تحدث رئيس الوزراء الإيطالي بينيتو موسوليني بإلحاح متزايد عن التوسع الإمبريالي، بحجة أن إيطاليا بحاجة إلى منفذ لـ«الفائض من سكانها»، وبالتالي سيكون من مصلحة البلدان الأخرى أن تساعد في هذا التوسع. كان التطلع الفوري للنظام هو «الهيمنة السياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط – الدانوب – البلقان». تصوّر موسوليني بشكل أكثر عظمة احتلال «امبراطورية تمتد من مضيق جبل طارق إلى مضيق هرمز». كانت الهيمنة البلقانية والمتوسطية مستوحاة من الهيمنة الرومانية القديمة في هذه المناطق نفسها. كان هناك تصاميم لوضع ألبانيا تحت الوصاية وضم دالماسيا، وكذلك السيطرة الاقتصادية والعسكرية على يوغوسلافيا واليونان. كما سعى النظام إلى إقامة علاقات حماية زبائنية مع النمسا والمجر ورومانيا وبلغاريا، والتي تقع جميعها على الحواف الخارجية لمجال نفوذها الأوروبي. على الرغم من أنه لم يكن من بين أهدافه المعلنة، فقد كان موسوليني يرغب في تحدي هيمنة بريطانيا وفرنسا في البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي اعتُبر حيويًا من الناحية الاستراتيجية، نظرًا لأن البحر الأبيض المتوسط كان معبر إيطاليا الوحيد للمحيطين الأطلسي والهندي.
اتسمت مشاركة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية بإطار معقد من الأيديولوجيا والسياسة والدبلوماسية، بينما تأثرت أعمالها العسكرية بشكل كبير بالعوامل الخارجية. انضمت إيطاليا إلى الحرب كواحدة من دول المحور في عام 1940، بالتزامن مع استسلام الفرنسيين، ووضع خطة لتركيز القوات الإيطالية في وضع هجومي كبير ضد الامبراطورية البريطانية في أفريقيا والشرق الأوسط، وذلك لتوقع انهيار المملكة المتحدة في المسرح الأوروبي. قصف الإيطاليون فلسطين الانتدابية، وغزوا مصر واحتلوا أرض الصومال البريطانية بنجاح مبدئي. ولكن، أدت الإجراءات الألمانية واليابانية في عام 1941 إلى دخول الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، على التوالي، في الحرب، ما أدى إلى تدمير الخطة الإيطالية وتأجيل هدف إجبار بريطانيا على التفاوض والموافقة على تسوية سلمية إلى أجل غير مسمى.
كان الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني يدرك أن إيطاليا (التي تواجه نقصًا في الموارد بسبب التدخلات العسكرية السابقة للحرب العالمية الثانية، وإن كانت هذه التدخلات في إسبانيا وإثيوبيا وألبانيا؛ ناجحة) ليست مستعدة لنزاع طويل. اختار موسوليني البقاء في الحرب لأن الطموحات الاستعمارية للنظام الفاشي، التي كانت تتطلع إلى استعادة الامبراطورية الرومانية في البحر الأبيض المتوسط (ماري نوستروم «بحرنا»)، قد تحققت جزئيًا في أواخر عام 1942. عند هذه المرحلة، امتد التأثير الإيطالي في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. أخمد الفاشيون الثورة الليبية، وخضعت البلاد للاستيطان الإيطالي. تثبّت نظام قومي عسكري ودّي في إسبانيا، ووُضع نظام عميل في كرواتيا بعد الغزو الألماني الإيطالي ليوغوسلافيا. ضُمّت ألبانيا، وليوبليانا، ودالماسيا الساحلية، والجبل الأسود مباشرة إلى الدولة الإيطالية. احتلت إيطاليا معظم اليونان بعد الحرب اليونانية الإيطالية ومعركة اليونان، وكذلك الأراضي الفرنسية في كورسيكا وتونس في أعقاب انهيار نظام فيشي الفرنسي واحتلالها من قبل القوات الألمانية. وأخيرًا، حققت القوات الإيطالية الألمانية انتصارات كبيرة ضد المتمردين في يوغسلافيا، واحتلت أجزاء من مصر التي كانت تحت سيطرة البريطانيين في طريقها إلى العلمين بعد فوزها في معركة عين الغزالة.
حصار مالطا هي حملة عسكرية وقعت أحداثها في مسرح عمليات البحر المتوسط إبان الحرب العالمية الثانية. تناحرت أثناء هذا الحصار قوات إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية الجوية والبحرية مع سلاح الجو الملكي والبحرية الملكية البريطانيين بين عامي 1940 و1942 للسيطرة على جزيرة مالطة ذات الأهمية الاستراتيجية.
أدى خلق جبهة قتال جديدة في شمال إفريقيا في منتصف عام 1940 إلى ازدياد أهمية مالطة الاستراتيجية؛ إذ صار بمقدور القوات الجوية والبحرية البريطانية المتمركزة في الجزيرة مهاجمة سفن المحور التي تنقل الإمدادات الحيوية والتعزيزات من أوروبا إلى شمال أفريقيا. ولم يلبث الفيلد مارشال إرفين رومل ـ قائد قوات المحور في شمال أفريقيا ـ أن أدرك هذه الأهمية لمالطة، فنبه في مايو 1941 إلى أن “المحور سيفقد السيطرة على شمال أفريقيا بدون مالطة”.
استقر قرار قوات المحور على قصف مالطة وتجويعها حتى الاستسلام بمهاجمة موانيها ومدنها وسفن الحلفاء التي تنقل إليها الإمدادات، وهو مما جعل مالطا واحدة من أكثر مناطق العالم تعرضًا للقصف بالقنابل أثناء الحرب. وقد نفذ سلاح الجو الألماني وسلاح الجو الملكي الإيطالي حوالي ثلاثة آلاف غارة جوية على مالطا خلال عامين سعيًا لتدمير دفاعات سلاح الجو الملكي البريطاني وموانئه. وقد كان نجاح هذه الغارات ليكفل قيام القوات الإيطالية والألمانية بعملية إنزال برمائية مدعومة بقوات مظلية ألمانية محمولة جوًا (عملية هرقل)، غير أن هذه العملية لم يكتب لها أن تنفذ مطلقًا. وقد تمكنت قوات الحلفاء من إمداد مالطا بالدعم اللازم لصمودها، ونجح سلاح الجو الملكي البريطاني في حماية أجوائه، بعد أن تكبد خسائر هائلة في الأرواح والمعدات.
وبحلول نوفمبر 1942 كانت قوات المحور قد خسرت معركة العلمين الثانية، وكان الحلفاء قد نجحوا في إنزال قواتهم في المغرب الفرنسي (الذي تسيطر عليه حكومة فيشي) والجزائر (فيما سمي بعملية الشعلة)، فقامت قوات المحور بتحويل جهود قواتها إلى معركة تونس، مما جعل وتيرة الهجمات على مالطا تتناقص بشكل سريع حتى انتهت فعليًا في نوفمبر 1942.
وفي ديسمبر 1942 بدأت قوات الحلفاء الجوية والبحرية هجومها انطلاقًا من مالطا، فنجحت ـ بحلول مايو 1943 ـ في إغراق 230 سفينة لقوات المحور في 164 يومًا، وهو أعلى معدل لإغراق السفن حققته قوات الحلفاء خلال الحرب. وقد أسهم ذلك بشكل كبير في انتصار الحلفاء النهائي في شمال أفريقيا.!!
الصورة أفراد الخدمة وبعض المدنيين يقومون بإزالة الركام في العاصمة المالطية فاليتا بعد قصف كثيف تعرضت له المدينة في 1 مايو 1942!!