كل الشخصيات الشهيرة في السياسة والفن والأدب تدور حولها معارك طاحنة تصل حد التلاسن بين المؤيد والمعارض
نجد من يؤيد يدافع باستماتة ولديه دفوعه وأسانيده
وأيضا من يعارض لديه اسبابه وادلته
وهناك شخصيات رحلت من عشرات بل مئات السنين
ولم ينتهي الجدل حولها
فمثلا هناك من ينشر صورة للملك فاروق في مناسبة
خروج كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة كأنه أمير المؤمنين وصورته جالس بعظمة وكبرياء وأنفة
وحوله حكام الدول العربية وكلهم وقوف
ويستدل بها انه زمن رخاء مصر وعزها وسطوتها
وهناك من ينشر صوره على الشاطئ بين الحسناوات
أو على بار يمسك كاسا من خمر ويستند إليها أنه زمن
فساد وإفساد ولهو وفجور
حتى على المستوى الفني نرى فيلم رد قلبي نسبح بحمد الضباط الأحرار والثورة ونعيش قصة حب على وإنجي ونفرح لزواجهما وانتصار الحب
ثم يخرج علينا فيلم آه يا ليل يازمن وحافية على جسر
الذهب وإحنا بتوع الأتوبيس نصاب بحالة كراهية شديدة لكل الحقبة الناصرية
وللصور أيضا وجوه كثيرة صور تظهر سيارات صناعة
مصرية ومصانع ومزارع تدل على التقدم والرفاهية وصور أخرى يظهر فيها السادات يحطم السجن الحربي نشعر ان مصر كانت معتقل كبير
وما زلنا على هذا المنوال نفس الحاكم هناك من يعدد إنجازاته ونجاحاته
وايضا من يستفيض في شرح إنكساراته وخيباته
والحقيقة ان كل إنسان في أي مجال يحمل الخير والشر الصواب والخطأ النجاح والفشل لم يخلق إنسان منزه ولا معصوم ولكل إنسان مميزاته وعيوبه ولكل حقبة نجاحاتها وإخفاقاتها ومؤشرات تقدمها وأسباب
تراجعها فالمنطق يدعونا إلى الحكم بالعدل لا نؤله من حب ولا نزدري من نكره ولكن تكون نظرتنا موضوعية
للأشخاص والأحداث نحتكم إلى العقل لا إلى الهوى .