فى مثل هذا اليوم6 يوليو 1609م..
إقرار قانون في بوهيميا تضمن بموجبه حرية ممارسة الأديان والمعتقدات على أراضيها.
إنسان بوهيمى، كلمة نستخدمها فى ثقافتنا اليومية ونقصد بها الإنسان المتحلل من أى ارتباطات أو قيم ويعيش حياة مختلفة، وعادة ما ترتبط فى أذهاننا بالمثقف، لكن هل فكرنا حقيقة فى معنى كلمة “بوهيمى”.
بوهيميا منطقة تاريخية فى أوروبا الوسطى فى الأجزاء الغربية ومعظم الأجزاء الوسطى من جمهورية التشيك، وهذه المنطقة تبلغ مساحتها نحو 52,750 يحدها من الغرب والشمال الغربى والجنوب الغربى ألمانيا، ومن الشمال الشرقى تحدها بولندا، وتقع النمسا إلى جنوبها ومنطقة مورافيا إلى الشرق منها.
فى 1939 أقام هتلر محمية بوهيميا ومورافيا وكانت تتمتع بالحكم الذاتى واستمرت حتى سقوط ألمانيا عام 1945 ودخول القوات السوفييتية إلى برلين، ثم قامت بعدها جمهورية تشيكوسلوفاكيا التى ضمت محمية بوهيميا ومورافيا وجمهورية سلوفاكيا.
من هو البوهيمى
البوهيمى أساسا هو أحد مواطنى منطقة بوهيميا التشيكية لوصف أولئك المهاجرين الغجر الذين جاءوا من رومانيا مارين بمنطقة بوهيميا.
وفى سنة 1609 تم إقرار قانون فى بوهيميا تضمن بموجبه حرية ممارسة الأديان والمعتقدات على أراضيها.!!
وفى أوائل القرن الـ 19 أصبح المصطلح يدل على أى كاتب أو فنان يميل إلى اتخاذ سلوك أو العيش بنمط حياتى غير مألوف، سواء كان هذا سلوكا واعيا أو غير واعيا منه. ومن ثم فنمط الحياة الغجرية آنذاك كان بمثابة الشرارة الأولى لبداية ما يعرف بالبوهيمية فى الأدب والفن فى فرنسا و أوروبا.
ازدهر هذا المصطلح فى عام 1845م بعد أن نشر هنرى موجيه مجموعته القصصية (مشاهدة من الحياة البوهيمية) ثم قام الموسيقى الإيطالى الشهير جاكومو بوتشينى عام 1896م باستخدام أفكار هذه المجموعة القصصية وحولها إلى أوبرا موسيقية شهير تحت عنوان (البوهيمية) .
انتشرت أفكار البوهيمية عند الشباب بسبب شهرة أعمال الأدباء الذين ارتبطوا بالبوهيمية منذ نشأتها من أمثال هنرى موجيه وفكتور هوغو فى روايته الذائعة الصيت (البؤساء) والتى انبثق منها أكثر من عشرين إلى خمسين عملا سينمائيا والمسرحية حازت على جوائز عديدة.
تعتبر بوهيميا هي منطقة تاريخية قديمة توجد في أوروبا الوسطى حيث تحتل الأجزاء الغربية ومعظم الأجزاء الوسطى من جمهورية التشيك – وفقا لموسوعة ويكبيديا – حيث تبلغ مساحتها نحو 52.750 كم، ويعيش بها حوالي 6.25 مليون شخص من أصل 10.3 مليون شخص هم سكان التشيك.
يشار إلى أنه قامت في بوهيميا حركة وطنية من أجل إجلاء المهاجرين من المنطقة الذين كان أغلبهم من الألمان، وكان قد روّج لها من قبل الهوسيت (وهم أتباع رجل الدين اللوثري التشيكي يان هوس الذي حاول إصلاح الكنيسة الكاثوليكية من الفساد والشرور عن طريق الرجوع إلى الكتاب المقدس والالتزام بأخلاق ووصايا السيد المسيح).
وبعدها حدثت في المنطقة صراعات وحروب عنيفة بين الهوسيت بقيادة الجنرال التشيكي “جان زيزكا” والذي يعتبر من أهم قادة الحروب في تاريخ اوروبا والذي لم يهزم في أي معركة، وبين قوات الإمبراطورية الرومانية المقدسة الموجهة من البابا.
وبعد وفاة “جان زيزكا” قامت مفاوضات من أجل إنهاء الحروب وإرساء مبدأ حرية الأديان في بوهيميا، وبالفعل تم الاتفاق عام 1436 م على إحلال السلام بين الكاثوليك وما يعرف بالكنيسة البوهيمية، وفي الفترة من (1436 م حتى عام 1620 م): بدأ إرساء مبدأ حرية الأديان نسبيا.
جدير بالذكر أن كلمة “بوهيمي” يعود أصلها إلى اللغة التشيكية، وفي هذه اللغة لا يوجد فرق بين كلمتي (بوهيمي) و(تشيكي)، وترتبط البوهيمية بقدماء الغجر القادمين من منطقة بوهيميا في أوروبا الوسطى.
وفي الدلالة الفنية “بوهيمي” قد تعني أيضا في الإنجليزية- حسب قاموس أوكسفورد- الشخص غير التقليدي اجتماعيا، أو متمرد لا يندمج مع الأعراف والمقاييس الإحتماعية، وخصوصا أولائك المتعمقون في عالم الفنون بما يمكن أن يصطلح عليه دنيا البوهيميين.
فالبوهيمي في التراث الثقافي الأوربي، هو ذلك الفقير والإنسان البسيط المنفرد بطبعه والمتميز بأسلوبه، الذي لا يهتم بمظهره ولا بالمال لأنه مشغول دائما بفنه وطقوسه الغريبة، وقد اشتهر إطلاق لفظ “بوهيمي” في الثقافة العربية، خصوصا الشعبية، على ذلك الشخص الذي لا يعبأ بالأعراف أو التقاليد المجتمعية أو الدين ويعيش حياة تقوم على إرضاء شهواته وكلماته دون الاهتمام بالآخرين.!!