في مثل هذا اليوم6 يوليو1812م..
لوي باستير ينجح في اختبار لقاحه ضد داء الكلب على طفل مصاب بالمرض.
لويس باستور عالم فيزيائي وكيميائي فرنسي، مؤسس علم الأحياء الدقيقة، فقد أبناءه الثلاثة بحمى التيفوئيد، فانصرف لدراسة الأمراض وسبل الوقاية منها، حتى أصبح العدو الأول للجراثيم والفيروسات. أحدث ثورة علمية في القرن الـ19 باكتشافاته الطبية في مجال البيولوجيا الدقيقة، اخترع عملية البسترة، وساهم في تخفيض معدَّل وفيات حُمّى النفاس، وطور لقاحات مضادة لداء الكلب و”الجمرة الخبيثة” فأكسبته إنجازاته العلمية شهرة عالمية، وألبسته لقب “أبو علم المناعة”.
ولد لويس باستور يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 1822، وسط عائلة فقيرة شرقي فرنسا، عمل والده جان جوزيف باستور رقيبا، وحصل على وسام جوقة الشرف خلال الحروب النابليونية، قبل أن يمتهن دباغة الجلود.
نشأ باستور في بلدة صغيرة تسمى أربوا وترعرع فيها، وقبل أن يبدي اهتماما بدراسته، أخذ الرسم والتصوير مركز اهتمامه منذ طفولته، إذ برع في رسم لوحات فنية لأفراد عائلته وأصدقائه، ما زالت موجودة حتى الآن في متحفه في باريس.
عام 1830 ذهب باستور رفقة والديه إلى أربوا، المكان الأكثر ملاءمة لممارسة صناعة الدباغة، فبدأ تعليمه في المدرسة الابتدائية بدورات التدريس التبادلي، وكان تلميذا متوسط المستوى في سنواته الدراسية الأولى، لكنه تميز بمهارته في الرسم، قبل أن ينتقل للمدرسة الثانوية في بيزانسون القريبة، حيث ظهر شغفه وزاد اهتمامه بالعلوم والرياضيات.
حصل على درجة البكالوريوس في الآداب والفنون عام 1840، وبعدها بسنتين حصل على درجة البكالوريوس في العلوم من الجامعة الملكية، ولم يكتف بذلك بل نال درجة الدكتوراه عام 1847 من مدرسة الأساتذة العليا في باريس التي أنهى بها مشواره الأكاديمي.
كرس باستور معظم أوقاته في البحث والتدريس، وكان لاشتغاله أستاذا للكمياء بجامعة ستراسبورغ عام 1848 دور هام في التعرف على ماري لوران ابنة رئيس الجامعة، التي تزوجها عام 1849 ورُزق منها بـ5 أطفال، توفي ثلاثة منهم بـ”حمى التيفوئيد” الأمر الذي دفعه بقوة إلى التخصص والتعمق في علم الأحياء الدقيقة، بحثا عن علاج ضد الأمراض التي تسببها الجراثيم والفيروسات، وخاصة “التيفوئيد”.
بعض الأنابيب التي استخدمها باستور في تجاربه معروضة في متحفه في باريس (الفرنسية)
أولى التجارب في الكيمياء
عام 1849، تعددت محاولات باستور لحل مشكلة تتعلق بطبيعة “حمض الطرطريك” الموجود في رواسب النبيذ، وبعض النباتات الأخرى كالعنب والموز والتمر الهندي، فاعتمد في ذلك كغيره من العلماء في عصره على عملية فيزيائية تُسمى “دوران الضوء المستقطب” كوسيلة لدراسة البلورات.
أثناء قيامه بتجربته، لاحظ باستور أنه عند تمرير الضوء المستقطب عبر محلول حمض الطرطريك المذاب، تدور زاوية مستوى الضوء، فيظهر مركب آخر يدعى “حمض الباراطرطريك” وهو أيضا موجود برواسب النبيذ، ويتوفر على تركيبة مشابهة لسابقه، ولفت انتباه باستور أن هذا الحمض لا يعمل على تدوير زاوية الضوء المستقطب، ليستنتج أنه وبالرغم من تشابه التركيب الكيميائي لنوعي الأحماض، فإن تركيبهما الهيكلي مختلف.
وعند معاينته حمض الباراطرطريك من خلال الميكروسكوب، اكتشف وجود نوعين مختلفين من البلورات الصغيرة المتشابهة تماما، إلا أنهما في الواقع صورتان معكوستان لبعضهما البعض، فحاول فصل النوعين وصنع محلول لكل منهما، ليكتشف أنه عند مرور الضوء المستقطب من خلالهما يدور كل نوع باتجاه معاكس، بينما لم يكن لهما أي تأثير في الضوء عند اجتماعهما.
واستطاع باستور اكتشاف الفرق وإثبات الاختلاف، واستخلص من تجربته أن مجرد دراسة المركبات وحدها لا تكفي لفهم كيفية تصرف المواد الكيميائية، بل إن النظر إلى هيكلها وشكلها مهم أيضا، وأدى ذلك إلى إنشاء فرع من فروع الكيمياء يُسمى “الكيمياء الفراغية” وتحصّل بموجبها على درجة الدكتوراه المزدوجة في الفيزياء والكيمياء.!!!!!!!!!!!!!!