– “زبيدة”: سبق أن تعرضنا لهذا الاسم معجميا في رواية “رائحة الأنثى” وهي زوجة القائد وعشيقة إسحاق وينطبق عليها الاسم فهي امرأة جميلة وشابة مقبلة على الحياة.
– “فوزية”: ” ناجية، ظافرة، ناجحة”([12]). وفازو “هو تصغير لاسمها الحقيقي([13]) فوزية وحملت لقب فازو حتى تهرب من ماضيها وربما للتستر خلفه، فكأن لقب “فازو” قناع تتخفى خلفه فوزية وانطبق عليها الاسم حيث نجحت وحققت شهرة في مجال الغناء والدراسة وحصلت على شهادة الماجستير من جامعة سوريا. فازو “امرأة صنعت الفرح”([14]).
– “سهى”: “كوكب خفي من بنات نعش الكبرى، والناس يمتحنون به أبصارهم (أريها السهى وتريني القمر) ويقال له النعش”([15]). وهي زوجة المانو وينطبق عليها الاسم حيث اختفت من حياة المانو وجعلته يتعذّب في البحث عنها.
– “المانو”: وهي كلمة تعني “الحظ” “باللهجة الوهرانية”([16]). وينطبق عليه الاسم فالمانو شخصية تتمتع بحظ كبير فبنى مملكته وجمع أموالاً في مدة قصيرة.
– “زينب”: “شجرة حسن المنظر طيّب الرائحة، الواحدة زينبة (أصلها زين أب) حذفت الألف لكثرة استعمالها، دهن السمسم”([17]).
– أما معجميا: “الزينب: شجر حسن المنظر طيّب الرائحة، وبه سمّيت المرأة”([18]).
وكل هذه الأسماء التي تناولناها سواء في رواية “رائحة الأنثى” أو رواية “شارع إبليس” تحمل دلالة المطابقة.
2- دلالة المطابقة: نعني بدلالة المطابقة “أن يدل اسم على الشخصية المرسومة دلالة إحالة أو استغراق وتطابق وذلك على مستوى الأوصاف والنعوت والمزايا. أي: يعبر اسم العلم بكل جلاء ووضوح عن الشخصية الموصوفة تعبيرا شاملا وكليا. وبتعبير آخر، يصبح اسم العلم دالا معنويا مطابقا للشخصية المرصودة في الرواية”([19]). مثلا “لوفا” يقول الراوي “قالت لوفا”: جئت إلى مالطا من موسكو في إطار عقد عمل بشركة طيران ثم وجدت بعد أسبوع أحمل اسم “فاطمة” بجواز سفر لبناني، سافرت به إلى “اليمامة” أو عفوا إلى “المنامة” قضيت عشرين يوما ثم من هناك سافرت بجواز سفر يمني إلى طهران ثم قضيت هناك أحدا عشر يوما ومن ثم بجواز سفر جزائري باسم
يوما ومن ثم بجواز سفر جزائري باسم جديد هو “عائشة” سافرت إلى الرياض قيل لي… يمكن لك أن تؤدي العمرة هناك… في كل رحلاتي عرفت الرجال والعوالم الداكنة التحت –أرضية… وكنت أينما نزلت يتم تزويجي برجل أو أكثر([20]). فانطبق لقب الذئبة على “لوفا” فهي امرأة ذكية شرسة تنقض على فريستها من الرجال ولا تتركه حتى تأخذ منه ما تريد.
من خلال هذا كله يتضح لنا أن الاسم العلم الشخصي قد يؤدي دلالة المطابقة ونجد ذلك عند إحالة الاسم على مدلوله بطريقة مباشرة.
3- دلالة الاعتباطية: “قد يوظف اسم العلم الشخصي في كثير من الروايات بشكل اعتباطي عشوائي، بيد أن دلالته لا تكون مقصودة بشكل دقيق ومضبوط، أي: تستمر أسماء الأعلام الشخصية في كثير من الأحيان من دون رابط سببي أو قصدية ما([21]). كما هو الحال مع اسم أبو بسام، فاطمة، الأم، فنجد أن لا دلالة له داخل المتن الروائي.
نلاحظ أن هذه الأسماء وجدت في الروايتين “رائحة الأنثى” و “شارع إبليس” دون أن تحمل دلالة كما نلاحظ أيضا أن الروائي حر في توظيف القصدية، فهو حر في التسمية فنجده أطلق ألقابا مهنية مثل: “الحداد”، “السكير”، كما عين الشخصية حسب وضعها الزوجي أو الأمومي، أو الاعتماد على ألفاظ تدل على القرابة (الأب، الأم) فيقول:
“زوجة الشيخ كواكبي”. وأحيانا يكتفي بذكر جنسية الشخصية نسبة إلى وطنها، مثل: “الإيرانية” و “المرأة السودانية”، و “الأوكرانية”.
3- “دلالة المفارقة”: تعتمد دلالة المفارقة على تثبيت المفارقة على تثبيت التناقض بين اسم العلم الشخصي وأفعاله الوظائفية، أو التأشير إلى وجود وصفات وأفعال تعاكس الاسم الشخصي في كل إيحاءاته الدلالية”([22]). كما هو الحال مع الإمام: “قدوة حسنة المثال. الإمام من يقود المصلين في الصلاة والإمام الكاتب: الحاكم وولي الأمر”([23]). وأورده الروائي تحت مسمّى الفقيه تعمد الروائي السكوت عنه لأنه بحاجة لإيصال رسالة وهي الدور السلبي الذي يلعبه في المجتمع وتناقض اسمه مع شخصيته.
“إسحاق”: وهو الشخصية الرئيسية في الرواية واسمه الحقيقي عبد الله وهو اسم مركب ومعنى “عبد الله”: “عبيد الله”، والمحبوب لله فالله سبحانه عليم على الذات الإلهية”([24]).
فهذه الشخصية بعيدة كل البعد عن هذا الاسم، فهي شخصية تتبع شهواتها مقبلة على جميع المنكرات فاسمه لا يمت بصلة التقرب إلى الله والإيمان.
نستنتج مما ذكرناه أن الرواية العربية عنيت بتوظيف الاسم الشخصي بدلالات سيميائية متنوعة، فمرة معتمدة على الدال الاعتباطي، وأخرى على القصدية، والتي تحمل دلالات تفسيرية وأحيانا تعتمد على دلالات المفارقة والتطابق، فالاسم لا يختاره الروائي بشكل مجاني وإنما وفق دلالة نصية سياقية تفرضها الرواية.
أردت من خلال سيميائية الأسماء الفاعلة في المتن الروائي. أن أعزز وأخصب دلالتها من خلال التطرق إلى سيمائية الأعمار، حتى أعطي للقارئ فرصة تخليها لأضفي على الرواية واقعية. غير أن أمين الزاوي لم يعط أهمية لأعمار شخصياته فسكت عنها، وأكتفى بترسيم عمر البعض منها. ويرجع هذا السكوت قصدا لكون هذه الشخصيات نماذج بشرية مثلت الصراع القائم بين أفراد المجتمع. وهناك مقصدية وراء هذا السكوت باعتبار أن العذاب واحد والألم نفسه لأن شخصيات الروايتين تساوت في كمية الوجع.
II- البناء المورفولوجي للشخصيات:
– البناء المورفولوجي للشخصيات:
اجتهد الروائي في رسم شخصياته، محاولا إعطاءها صفة إنسانية، وواقعية، حتى نتفاعل معها وذلك أن للرواية « قدرة خاصة على جعل شخصياتها مقبولة، كأنّهم أشخاص واقعيون يخوضون تجربة معاشة، أو يمكن أن تعاش »([25]) وانطلاقا من التسليم باستكمال الشخصية آخر صفحة من صفحات الرواية، نتتبع مراحل نموها وبداية كيف كان البناء الخارجي للشخصيات المحورية في رواية ” رائحة الأنثى “؟.
أ- رائحة الأنثى:
صور الروائي شخصياته في رواية ” رائحة الأنثى”، تصويرا شاملا حيث « ينصرف المؤلّف إلى رسم الصورة الخارجية للشخصية بكل مكوّناتها: الهندام، الهيئة، العلامات الخصوصية، وما إلى ذلك »([26]) فصور الروائي الأم كالآتي:
« كان وجهها يقول من خلال حمرة وجنتيها، ومن خلف زجاج نظّارتها، إنّها مقبلة على فرح كبير بعد أن حزنت كثيرا لموت أختي »([27])
« كانت أمي على الرغم من حزنها، وهي بتلك النظّارة، مثيرة للضحك، كانت تسقط من على أرنبة أنفها كل لحظة، إلى أن اكتشفت حيلة جعلتها تربطها بشريط حريري إلى عنقها فارتاحت وأصبح شكل أمي بالنظارة مقبولا وعاديا وغير مضحك بعد شهر تقريبًا »([28])
« كانت أمي تضحك، تعجبني أمي حين تضحك فتلمع ضرسها الذهبية في البداية كانت تضحك بملء فمها حتى يبرز ذهب ضرسها، لكنّها مع مرور الزمن نسيت ضرسها وذهب فمها، فاحتفظت بعادة اعوجاج جميل أنوثي لفم يضحك »([29])
من خلال هذه الأوصاف نجد أنّ الراوي تعمّد ذلك لأنه « اعتمد فرضية تقول بأنّ الشخصية المتروكة دون وصف أو بدون تمييز يمكنها أن تكون أكثر حضورا في الرواية من الشخصية الموصوفة بوضوح تام »([30]) فالأم تمثل الجمال العربي من خلال حمرة وجنتيها، وجمال ضحكتها التي توجتها بضرس ذهبي، كما تمثل الأم الحنونة البشوشة التي تقرر مواصلة الحياة رغم الآلام والمآسي من أجل الاعتناء بأولادها الباقين، كما أنّ هذه الأم واعية بأنّ الحياة معركة هزائم وانتصارات، فتفضل جمع شمل بناتها والتعايش مع ألمها.
– فضيلة « التي كانت عيونها، كعيون فهدة شرسة هاهي منكسرة وفقدت عقلها فاستسلمت لهذيان عميق »([31]) عيون فضيلة مثلت المرأة المجروحة، المحطمة المنكسرة، التي لا تطيق صبرا على فقد صديق. وقد مثلت أيضا الصورة الإنسانية لتعاطف الشخصيات مع بعضها البعض في المصائب والمحن.
– عبد القادر علولة: « يسير عبد القادر على جانبي، وقد قلق لخبر إطلاق النار على الطاهر جاووت، الآن أتأمل أكثر قامته وضخامة جثّته، ضخامة موزعة بتناسق جسد منحوت من مسرح »([32]) وكأنّ هذه الملامح لجندي حرب، وليست لفنان، ربّما قصد الراوي إدماج القارئ مع أحداث الرواية ورسم عبد القادر بطلا، لأنّه في نظره هو من يقف في وجه القتلة إنّه أشبه بقائد. فالفنان قائد أيضا، سلاحه هو فنّه، وجنوده هم جمهوره. « قال هذه الجملة وأنا ساكتة أقرأ ملامح وجهه الخمسيني الذي يبدو كوجه طفل غارق في حلم ينهض من قرون خلت يداعب عينه ثمّ يهرب »([33]) رغم سنّه الخمسين إلاّ أنّ عبد القادر علولة محافظ على براءة روحه وشفافيتها، لذلك وصفه الراوي بالطفل الغارق في الحلم.
من الرجال.
« … أمام هذه العشرات من العيون الجائعة التي تريد أن تأكل لحم أمي حيا… كانت أمي جميلة قادرة أن تثير انتباه الجميع لا تمر بصمت أو لا مبالاة، أينما تمر إلاّ وتترك خلفها العاصفة والزوبعة.»([56]) عانت أم إسحاق من جسدها الأنثوي الذي جعلها فريسة للعديد من الذئاب البشرية الجائعة لجسد تفرغ فيه رغبتها الجنسية. وكان جمالها سببا في تآمر القائد على زوجها وقتله للتفرّد بها والزواج منها.
والد إسحاق: هو شخصية ثورية، ولدت للشهادة، ووهبت نفسها للكفاح ، تربت على حب الوطن، وهو الذي غامر بكل ما لديه من أجل حرية الوطن، أهدى دماءه الطاهرة للوطن ليهديه الوطن الشهادة ولكن ليس على يد المستعمر وإنما على يد زميله القائد في الكفاح الذي كان كلّ همه مكاسب الثورة، عكس والد إسحاق الذي كان عاشقا للثورة لا تهمه مكاسبها بقدر ما يهمه انتصارها فكان أشبه بالشمعة التي كلما احترقت زادت نورا، فأهدى ابنه اسما أصبح وساما يحمله بعد الاستقلال « كان والدي جامعيا … الثورة التي كان يقودها ويلتحق بالجبل كان طالب طب ولكن قلبه كان للأدب والسياسة والاقتصاد ، يحب سارتر ويكره كامو.» ([57])
« كان والدي معجبا بجده، اسمه محمود الأطرش هاجر ذات زمن إلى القدس مع من هاجروا من الجوع والجور ليؤسس هناك لاحقا الحزب الشيوعي الفلسطيني، ويكون أحد أكبر المناضلين من أجل استقلال فلسطين . كان أبي قد شرع في كتابة مؤلف عن محمود الأطرش. كان يقول عنه إنه يشبه أب الوطنية الجزائرية مصالي الحاج »([58])
«… أما أبي فكان نقابيا لا يخرج من سجن حتى يعود إلى آخر. لم يكن الزواج ليعمر رأسه. أفكار الثورة والتغيير والجزائر هي التي كانت تسكنه. كان أول من التحق بالثورة في منطقتنا ولم يكن ذلك بغريب عن الناس في المنطقة فرأسه ساخنة وقلبه مع العدالة ودماغه في الكتب»([59]) والد إسحاق مثل العربي الغيور على وطنه، الذي قدم تضحيات كبيرة لاستقلال وطنه مادية ومعنوية.
نجد أنّ الروائي لم يعط هذه الشخصية حقها مورفولوجيا،واكتفى بخصائصها، وصفاتها الداخلية لأن أفكارها هي ما تهم الروائي.
– المرأة السودانية: « كانت المرأة شقراء، وقد توقعتها سمراء كما هن السودانيات والدومانيات(*) أو الصوماليات. استغربت شكلها حين أدركت دهشتي للون بشرتها وشعرها بدأت تحكي لي حكاية أجدادها الفلامون البلجيكيين الذين ينزلون من سلالة الأسرة المالكة»([60])
مثلت المرأة السودانية الوجود الغربي في البلاد العربية واستغلاله لثرواتها حتى بعد مغادرته لها، وذلك من خلال أحفاده الذين استقروا هناك.
ونجد الشخصيات تتعدد وتتباين بتعدد القراء واختلاف مرجعياتهم، لذلك نجد الروائي أحيانا يقدم وصفا شحيحا حتى يطلق العنان لمخيلة القارئ، وثقافته. فنجد برنار فاليط (Bernard Valette) موافقا ساغان (Françoise Sagan) حين تقول: لا أريد أن أصف بطلاتي وصفا حسيا فذلك يحول دون تشكلهن تلقائيا في مخيلة القارئ »([61]) فنجد أن الروائي يتعمد هذا التعتيم والتعمية في وصف شخصياته حتى يعطي حرية للقارئ،والقراء يختلفون باختلاف توجهاتهم وثقافتهم،ومرجعياتهم.
الاحترام. وكنت أغار، بمجرّد وجود والدي تهملني أمي وتنساني كمتاع غير صالح »([67]) أما مرحلة ما بعد الاستقلال على الرغم من الرغد الذي كان يعيش فيه إسحاق، إلاّ أنّه كان ناقما على الحياة وخاصة القائد الذي سرق منه أمه وقتل والده، ليبتعد في أول فرصة تتاح له من البيت ويسافر في بعثة علمية لم يعرف أنّ هذه البعثة ستغيّر حياته. فحبه للمال كشف عن شخصيته المنحرفة، كان يبيع أجساد بنات بلده في النوادي والفنادق ويجمع المال، ليغوص في الوحل أكثر ويتعرف على ابن بلده المانو ويدخل معه في عمل أقذر وأوسخ. وهو المتاجرة بالأعضاء البشرية لكسب المال أكثر وربّما كان غوصه في هذا العمل القذر سببه حبه لنيلا مديرته« أصبح وجود نيلا في مؤسسة “حفظ الجثث” هو الشيء الوحيد الذي يخفف عليه روتين ساعات اليوم الثقيلة وبؤس المحيط وغموضه… كنت أسمعها تتحدث في التليفون عن أطفال ونساء ورجال يجيء بهم رجال غامضون في رحلات بحرية أو برّية أو جوّية تدفع تكاليفها من
عنه ابن بطوطة.
أما الوجه الآخر لابن بطوطة فهو عبد القادر علولة الممثل المسرحي المحب للأطفال الشجاع في طرح أفكاره الذي لا يخاف أحدا « آ السي عبد القادر… متوجه عند أبنائه في مستشفى الأمير
– أبناؤك… رددت بعد أن أقلعت السيارة
– كل أهالي المدينة يقولون عني إنني أب هؤلاء الأطفال المرضى بالسرطان »([77]).
« الأطفال يحيطوننا من كل جهة يقفزون متعثرين في براءتهم ناسين الداء الذي ينخر أجسادهم الصغيرة… باحثين كانوا عن صينية ” الزلابية ”
– كل واحدٍ قطعة…
وحين يسأل الممرضة ثم تجيب بصوت منخفض حتى لا يصل صوتها إلى آذان الأطفال:
– البقية بحياتك… طلعت روحه هذا الصباح.
أرى عبد القادر بكلّ هذا الجسد يبكي طفلا اسمه ” عدة ” »([78]).
كما مثل عبد القادر علولة صوت المثقف الذي فضل الكلام على السكوت، باعتباره فردا من أفراد المجتمع ولم يخفه صوت الرصاص، بل وقف في وجه القتلة وواصل مهمته النبيلة وهي إيصال أفكاره عن طريق فنه « صوت الرصاص يسمع. أخاف فيضحك عبد القادر ثم يعلّق:
– الرصاص كال(مسرح… على الممثل أن يلعلع كالمدفع… وعلى الممثلة أن تزغرد كالرصاصة»([79]).
– ونستنتج أنّه إن كانت حمامة تمثّل صوت المثقف الذي فضل السكوت وعدم التدخل، فإنّ عبد القادر علولة يمثّل المثقف الذي يرفض أن يلعب دور المتفرّج، ويفضل أن يكون عضوا فعّالا ومشاركا باعتباره جزءًا من الشعب الجزائري، وهذا كلّفه حياته ولكن الراوي يرى أنّه ربح مبادئه ورسالته اتجاه المجتمع.
4- تواتر الشخصيات ومرجعياتها:
يمثّل الجدول التالي الإحصائي الآتي بيانا لتواتر توارد الشخصيات في الروايتين “رائحة الأنثى ” و” شارع إبليس” ، مع العلم أنّه ليس من السهل تتبع تواتر الشخصيات؛ فمن غير الممكن أرقام دقيقة حول تواتر الشخصيات. هذا وقد أهملنا ذكر الضمائر وما شابهها (كأسماء الإشارة والموصولات) مكتفين بالأسماء فقط نظرا « أنّ مثل هذا السلوك قد يجرّ علينا انتقادا يتمثّل في أنّ الضمير في رتبته أو وظيفته النحوية، هو عينية الاسم، فلم إذن أهملناه في اعتبار الإحصاء؟ وأننا جئنا ذلك لأنّ الضمير المنفصل يجر إلى الضمير المتصل وإذا انزلقنا إلى ذلك فإنّ السهو سيزداد، والصعو
وعليه نخلص إلى جملة من النتائج:
– طغيان الشخصية الذكورية على مساحة الأدوار في الرواية حيث كان تواتر الشخصيات المذكرة في رواية ” رائحة الأنثى ” 255 مرة، أما الشخصيات النسوية في رواية ” رائحة الأنثى ” فـ: 221 مرة، أما تواتر الشخصيات الكلي هو: 476.
نسبة
بلغ تواتر الشخصيات المذكرة 53.57٪
أمّا المؤنثة فهو: 46.42٪
نسبة
نلاحظ تقاربا في الشخصيات حيث إن النسب ليست متباعدة عن بعضها البعض، وربّما مردّ ذلك هو إلى موضوع الرواية الذي يؤكّد معاناة الشخصيات من المتعصّبين دون النظر إلى جنسها من ويلات الخارجين عن القانون!!<