فى مثل هذا اليوم9 يوليو 711م..
القائد طارق بن زياد ينجح في السيطرة على شمال إسبانيا في بداية الغزو الإسلامي لشبه جزيرة أيبيريا.
بحلول سنة 711 ميلادية، غزا المسلمة خلال الفتح الإسلامي لهيسبانيا مملكة القوط الغربيين. حيث نزلت الجيوش الإسلامية تحت قيادة طارق بن زياد في جبل طارق، خاص بعدها المسلمون حملة استمرت على مدى ثماني سنوات، تمكنوا خلالها احتلال جميع الممالك الهيسبانية باستثناء تلك الواقعة في شمال شبه الجزيرة. الأندلس (وهو اسم عربي قد يكون ناتجا ربما عن تحريف لمصطلح فانداليسيا أو «أرض الفندال»)، هو الاسم العربي الذي يطلق على إيبيريا المسلمة. كنتيجة لذلك، قام الفاتحون المسلمون (عرب والأمازيغ) بتحويل وتعريب الممالك الهيسبانيا الرومانية. بعد حملة طويلة، استمرت على مدى القرنين التاسع والعاشر، اعتنق في النهاية غالبية السكان في الأندلس الإسلام. تتم الإشارة إلى مسلمي شبه الجزيرة الإيبيرية عامة باسم الموريس. انقسم المسلمين في الاندلس وفقا للعرق إلى عرب وأمازيغ ومولودين، وكان أغلبهم من العرب، الشئ الذي كان سببا في نشوء تنافس وصراعات من وقت لآخر، خاصة بين العرب والأمازيغ. سُمح للمسيحيين واليهود بالعيش كجزء من المجتمع الأندلسي في ظل حماية المسلمين، على الرغم من أن اليهود أصبحوا مهيمنين أكثر في بعض المجالات. هاجر بعض المسيحيين إلى الممالك المسيحية الشمالية، في حين بقي بعضهم في الأندلس وتبنو لغة العرب وتقاليدهم وحرفهم حتى صارو يعرفون باسم المستعربين.
العصر الحديث
خلال القرن السادس عشر، أنشأت إسبانيا إمبراطورية شاسعة امتدت إلى الأمريكتين، حيث تحولت إشبيلية لتصبح مركزا للتجارة عبر المحيط الأطلسي على أساس تجارة السبائك. أدى التوسع الإمبريالي الإيبيري، من خلال إنشاء الاسبان والبرتغاليين لطرق التبادلات التجارية المؤدية إلى آسيا وفي وقت لاحق عبر المحيط الأطلسي مع العالم الجديد، إلى التدهور الاقتصادي لشبه الجزيرة الإيطالية. عرف القرن السادس عشر نموا سكانيا كبيرا مما أدى إلى ازدياد الضغط على الموارد. في حالة شبه الجزيرة الإيبيرية، انتقل جزء من السكان إلى الأمريكتين بينما تم نفي اليهود والموريسكيين إلى أماكن أخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط. بقي معظم الموريسكيين في إسبانيا بعد ثورة ثورة الموريسكيين في لاس ألبوخاراس خلال منتصف القرن السادس عشر، لكن تم فيما بعد طرد ما يقرب من 300000 منهم من البلاد بين سنتي 1609 و1614، حيث هاجروا بشكل جماعي إلى شمال إفريقيا واستقروا هناك.
في سنة 1580، وبعد الأزمة السياسية التي أعقبت وفاة الملك سيباستيان سنة 1578، أصبحت البرتغال كيانا مركبا تحت حكم سلالة هابسبورغ الملكية؛ وهكذا، تم توحيد شبه الجزيرة سياسيا بين سنتي 1580 و1640، وهي الفترة المعروفة باسم الاتحاد الإيبيري. في عهد فيليب الثاني ملك إسبانيا، أضيفت مجالس البرتغال وإيطاليا وفلاندرز وبورجوندي إلى باقي مناطق نفوذ المملكة الهيسبانية وأصبحت تحت سيادتها. خلال فترة الاتحاد الإيبيري، حدثت «أول موجة كبيرة» لتجارة العبيد عبر الأطلسي، وفقا لما ذكره إنريكيتا فيلا فيلار، حيث عرفت هذه الحقبة ظهور أسواق جديدة بسبب هذا التوحد الذي أعطى دفعة لتجارة العبيد.
بحلول سنة 1600، قاربت نسبة سكان المناطق الحضرية السبانية 11.4 في المائة، بينما قُدِّرت نسبة السكان في نفس المناطق بالنسبة للبرتغال بـ 14.1 في المائة، حيث كانت كلا النسبتين أعلى من المتوسط الأوروبي في ذلك الوقت البالغ 7.6 في المائة. ظهرت بعض الاختلافات اللافتة بين العوالم الأيبيرية المختلفة. قشتالة، التي تمتد على مساحة 60 في المائة من أراضي شبه الجزيرة، تمركز 80 في المائة من سكانها في مناطق حضرية إلى حد ما، ولكن مع توزيع متمدد للمدن. بالموازاة مع ذلك، تمركز سكان الحواضر في تاج أرغون بشكل كبير في عدد قليل من المدن: سرقسطة (مملكة أراغون)، برشلونة (إمارة كاتالونيا)، وبدرجة أقل في مملكة بلنسية، في كل من بلنسية، لقنت وأوريويلة. في حالة البرتغال عرفت عاصمتها الموسعة لشبونة (التي زاد عدد سكانها بشكل كبير خلال القرن السادس عشر، من 56000 إلى 60000 نسمة سنة 1527، إلى حوالي 120000 نسمة بحلول الربع الثالث من نفس القرن) بفضل ازدهار التجارة الاسيوية دينامية ديموغرافية، تلتها في ذلك بفارق كبير مدينتي بورتو ويابرة (بلغ عدد سكانهما حوالي 12500). خلال القرن السادس عشر، كانت كل من لشبونة وإشبيلية من بين أكبر مدن أوروبا الغربية وأكثرها ديناميكية.
بحلول سنوات القرن السابع عشر، شهدت الاقتصادات الإيبيرية فترة سلبية كان يُنظر إليها على أنها فترة ركود أو أزمة أو حتى انحدار، الشئ الذي أدى إلى انتقال الديناميكية الحضرية بشكل رئيسي إلى شمال أوروبا. تفككت خلال هذه الفترة شبكة وسط المدينة على هضبة قشتالة (بالموازاة مع زيادة النشاط الاقتصادي بالعاصمة مدريد)، قشتالة الجديدة فقط من قاومت الركود الداخلي. فيما يتعلق بالواجهة الأطلسية لقشتالة، وبصرف النظر عن انقطاع التجارة مع شمال أوروبا، فقد عانت إلى حد ما التجارة البينية مع المناطق الأخرى في شبه الجزيرة الأيبيرية. في أراغون، التي تعاني من مشاكل مماثلة لقشتالة، أدى طرد الموريسكيين من مملكة بلنسية سنة 1609 إلى تفاقم الركود. تحول الحرير من صناعة محلية إلى سلعة خام يتم تصديرها. مع ذلك، كان تأثير هذه الأزمة متفاوتا (أثرت لفترة أطول على وسط شبه الجزيرة)، حيث تعافت كل من البرتغال والمناطق المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط خلال الجزء الأخير من القرن مدفوعة بتزايد النمو.
أدت تداعيات حرب الاستعادة البرتغالية التي اندلعت بشكل متقطع بين سنتي 1640 و1668 إلى بروز أسرة براغانزا باعتبارها السلالة الحاكمة الجديدة للأراضي البرتغالية في جميع أنحاء العالم (باستثناء سبتة)، الشئ الذي وضع نهاية للاتحاد الإيبيري. على الرغم من بدء كل من البرتغال وإسبانيا طريقهما نحو التحديث مع بروز الثورات الليبرالية خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، فقد كانت هذه العملية فيما يتعلق بالتغييرات الهيكلية في التوزيع الجغرافي للسكان، فاشلة نسبيا مقارنة بما حدث في شبه الجزيرة الأيبيرية بعد الحرب العالمية الثانية، عندما سارت التنمية الحضرية القوية بالتوازي مع تنامي أشكال الهجرة القروية.!!