فى مثل هذا اليوم9 يوليو1952م..
استقالة حكومة نوري السعيد في العراق.
نوري باشا السعيد (1888 – 1958)، سياسي عراقي شغل منصب رئاسة الوزراء في المملكة العراقية 14 مرة من وزارة 23 مارس 1930 إلى وزارة 1 مايو 1958. كان نوري السعيد ولم يزل شخصية سياسية كَثُر الجدل حولها ولقد اختلفت الآراء عنه. ولقد اضطر إلى الهروب مرتين من العراق بسبب انقلابات حيكت ضده. ولد في بغداد بمحلة تبة كرد مابين محلتي الفضل والميدان وتخرج من المدرسة الحربية في إسطنبول، حيث خدم في الجيش العثماني وساهم في الثورة العربية وانضم إلى الأمير فيصل في سوريا، وبعد فشل تأسيس مملكة الأمير فيصل في سوريا على يد الجيش الفرنسي، عاد إلى العراق وساهم في تأسيس المملكة العراقية والجيش العراقي.
شخصية السعيد
الفريق نوري السعيد
صورة جماعية لنوري السعيد (الثاني من اليسار) مع الملك فيصل الأول ولورنس العرب وآخرين
هو نوري سـعيد صالح ملا طه القَرْغولي، ولد في بغداد سنة 1888م، من عائلة موصلية الأصل من الطبقة الوسطى، حيث كان والده «سعيد أفندي» يعمل مدققاً في إحدى دوائر ولاية بغداد العثمانية، وجداه «صالح» و«ملا طه» من خطباء جامع الأحمدية، وتعلم في مدارسها العسكرية. وتخرج من المدرسة الحربية في إسطنبول سنة 1906م، ودخل مدرسة أركان الحرب فيها سنة 1911م، ولذلك كان يقال له حينئذٍ (نوري أركان)، وحضر حرب البلقان (1912-1913) وشارك في اعتناق «الفكرة العربية» أيام ظهورها في إسطنبول، وهو رجل عسكري وسياسي من قادة العراق ومن أساطين السياسة العراقية والعربية وعرّابها إبان الحكم الملكي، وكان يشغل منصب وزير ورئيس وزراء لفترات متعددة، وساهم بتأسيس عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية التي كان يطمح بترأُسِهَا، ولقد كانت له ميول نحو مهادنة بريطانيا على الرغم من حسه الوطني العالي. بدأ حياته ضابطا في الجيش العثماني وشارك بمعارك القرم شمال البحر الأسود بين الجيش العثماني والجيش الروسي وبعد خسارة العثمانيين عاد وحده من القرم إلى العراق، قاطعا مسافات كبيرة ما بين السير على الأقدام أو ركوب الدواب. ولقد انتمى إلى الجمعيات السرية المنادية باستقلال العراق والعرب عن الدولة العثمانية ثم شارك في الثورة العربية الكبرى مع الشريف حسن بن علي، يشير عبد الوهاب بيك النعيمي في مراسلات تأسيس العراق بأنه قد اختير لعضوية المجلس التأسيسي للعراق عام 1920 من قبل الحكومة البريطانية في العراق برئاسة المندوب السامي السير بيرسي كوكس حيث تشير المراسلات بأن المس بيل كتبت بعد أول لقاء لها مع نوري سعيد: «إننا نقف وجهاً لوجه أمام قوة جبارة ومرنة في آن واحد، وينبغي علينا نحن البريطانيون إما أن نعمل يداً بيد معها أو نشتبك وإيّاها في صراع عنيف يصعب إحراز النصر فيه» وفي اعتقاد السفير البريطاني في بغداد بيترسون بان، أن نوري باشا ظلّ لغزاً كبيراً، لأنه بات بعد عام 1927 (وتحديدا بعد انتحار رئيس الوزراء عبد المحسن بيك السعدون) صعب الإقناع في بلد لم يتعود الإذعان لرجل أو الخضوع لسلطة وكان نوري السعيد يريد بناء العراق رغم كل الدعايات ضده من الحكومات والشعب.
المناصب والوظائف
درس في المدرسة الإعدادية العسكرية في إسطنبول، ولقد كان نوري السعيد دبلوماسيا من الطراز الأول يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وكان يبدو في مظهره جاداً وحازماً بل وقاسياً عند الضرورة، وحاد الطبع، وعصبي المزاج، وسريع الغضب، وهي الصفات التي لازمته طيلة حياته السياسية، حتى قيل عنه أنه كثيراً ما كان يشترك في المشاجرات والمشاحنات، لكنه إذا ما أراد الوصول إلى غاية ما أو تكريس سياسة ما، فإنه لا يثور ولا يتأثر، بل يتحمل النقد اللاذع من خصومه ويتعمد الغموض في أحاديثه ويوحي لمخاطبيه عن قصد بإشارات متناقضة أو تنطوي على تفسيرات متعددة، وبالفعل، لقد كان نوري مناوراً بصورة فريدة، يعرف كيف يستغل الظروف والمتغيرات ويكرّسها لخدمة أهدافه. بل كان ميكافيلياً بالفطرة، يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، فيجيد اختيار ساعته ويعرف كيف يقتنص الفرص الثمينة لتقوية أوراقه الرابحة، وله مبدأ خاص في الحكم عرف به وهو مبدأ «خذ وطالب».
في 1922م، نُصّبَ نوري السعيد مديراً عاماً للشرطة، وهو أول مدير عام للشرطة العراقية.
تولى نوري السعيد منصب رئاسة الوزراء في العراق 14 مرة:
23 مارس 1930 – 19 أكتوبر 1932.
20 أكتوبر 1932 – 27 أكتوبر 1932.
25 ديسمبر 1938 – 6 أبريل 1939.
7 أبريل 1939 – 21 فبراير 1940.
22 فبراير 1940 – 21 مارس 1940.
9 أكتوبر 1941 – 8 أكتوبر 1942.
9 أكتوبر 1942 – 25 ديسمبر 1943.
26 ديسمبر 1943 – 3 يونيو 1944.
21 نوفمبر 1946 – 11 مارس 1947.
6 يناير 1949 – 10 ديسمبر 1949.
15 سبتمبر 1950 – 10 يوليو 1952.
2 أغسطس 1954 – 17 ديسمبر 1955.
18 ديسمبر 1955 – 8 يونيو 1957.
3 مارس 1958 – 13 مايو 1958.
حياته السياسية
نوري السعيد مع الملك سعود
من أهم القرارات السياسية التي كان لنوري السعيد دورا رئيسيا فيها وخلقت ضجات عنيفة هو دوره في تشكيل حلف بغداد سنة 1954 وكذلك الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن عام 1958. لقد كان نوري السعيد الدبلوماسي الأول والأكثر شهرة في العالم العربي. وكذلك على المستوى العالمي
ولقد وصف نوري السعيد بأنه رجل الغرب في العالم العربي، ولكن كانت لديه من المواقف القومية ما يعد في حسابات اليوم منتهى الراديكالية، وكان مقتنعا بأن لا بد للعراق أن يعتمد على دولة كبرى ليردع أعدائه. وهو يعتبر أحد عرّابي تأسيس الجامعة العربية حيث تنافس مع رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى النحاس على تزعم واستضافة الجامعة العربية في بغداد إلا أنها أقيمت في مصر.
عمل على تعريب مدينة كركوك بتوطين الموظفين العرب فيها، مستخدما أسلوب نقل الموظفين سنويا منها وإليها، فالموظفين التركمان والأكراد وقسم من العرب كانوا ينقلون سنويا إلى المحافظات الأخرى لقضاء أربعة سنوات خدمة مدنية فيها، وينقل إلى كركوك موظفين عرب ليقضوا بقية عمرهم الوظيفي والحياتي فيها.
اتهامه بالخيانة والتآمر على فلسطين
ذكر عبد الرحمن عزام باشا في مذكراته عن اعتقاده أن نوري السعيد كان يعمل لصالح الدول الاستعمارية وجاء فيها (ص 322)
تصور نوري السعيد أن في وسعه أن يجعل من الجامعة العربية أداة يحركها في خدمة مصالح قوى الاستعمار الأجنبي في بلادنا العربية، ولكنني استطعت أن أقف لكل تحركاته بالمرصاد..
كنت أريدها جامعة عربية لكل أمة العرب وكانت الأردن تساند نوري السعيد في سياسته..
لم أهتم ما دامت بقية الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية تؤمن معي بأهمية توحيد كلمة الدول العربية في مواجهة مؤامرات الدول الاستعمارية..
وحاول نوري السعيد أكثر من مرة أن يحرجني وأن يدفعني إلى الاستقالة ولكنني لم أكن أهتم كثيرا لمناوراته..
وحدث عندم تأزم الموقف في فلسطين على أثر إعلان الهدنة الأولى أثناء حرب عام 1948 حاول أن يلقي بتبعة تطورات الموقف على الأمانة العامة..
وكنت أعرف بتفاصيل ما حدث عندما أمر جلوب باشا قواته بالانسحاب من اللد والرملة وتسليمها للإسرائليين..
كما كنت أعرف بتفاصيل قصة (ماكو أوامر) التي أخذ الجنود والضباط العراقيون يرددونها عندما طلب إلى القوات العراقية التي جاءت للاشتراك في الحرب التحرك لفتح جبهة جديدة في قلب الأراضي الفلسطينية..
كانت مدينتا تل أبيب وناتانيا على شاطئ البحر على مرمى مدافع هذه القوات العراقية ومع ذلك لم تصدر لها أية تعليمات بالتحرك..
وفي اجتماع اللجنة السياسية الذي هاجمني فيه نوري السعيد بعنف، لم أتمالك نفسي من الغضب فاتهمته بالتآمر على قضية فلسطين، وتنفيذ مخططات الإنجليز والصهيونية العالمية..
وحاول نوري السعيد أن يدافع عن نفسه ولكنني صرخت في وجهه وأنا أقول له
– اسكت يا نوري وإلا خرجت من هنا لأعلن أمام الجماهير حقيقة مؤامرتك على شعب فلسطين
وسكت نوري السعيد ولم يتكلم..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1