فى مثل هذا اليوم4اغسطس1889م..
معركة توشكى بين الجيش المصري و«النجومي» 4 أغسطس 1889
تعد موقعة توشكي من الأحداث المهمة في التاريخين المصري والسوداني وكانت بداية النهاية لذلك المد الكاسح الذي فجّره واحد من أبرز الدعاة الدينيين والسياسيين في تاريخ مصروالسودان وهو محمد أحمد الدنقلي، الذي عرف بعد ذلك بـ«المهدي» والذي قاد ثورة قدرلها أن تحقق نجاحـا ملموسا ضد الوجود المصري في السودان لكن العمر لم يمهله لتحقيق حلمه بإحكام قبضته على كل ربوع السودان.
وتولـى زمام الأمورمن بعده خليفته عبدالله التعايشى وهومن أسوأ الحكام الطغاة الذين شهدتهم السودان على مدى تاريخها وأكثرهم تخريفا وكان من أحلامه فتح مكة، فلما لم يستطع قام ببناء قبة فوق قبر المهدي بأم درمان، وألزم السودانيين بالحج إليها بدلا من الحـج إلى بيت الله الحرام لكنه ارتكب خطأ عمره عندما فكر في غزو مصر حين سيّر إليها حملة بقيادة عبدالرحمن النجومي لكى يصبح خليفة على مصر والسودان ثم على كل المسلمين وكانت المواجهة بين جيش النجومي والجيش المصري «زي النهارده» في 3 أغسطس 1889.
وتقول سيرة النجومي الشهير بالأمير ود النجومي، أنه في قرية مويس ريف شندى ولايةنهرالنيل في 1854 لعائلة متدينة تنتمي لقبيلة النافعاب،وتوفى والده وهو رضيع في عامه الأول وانتقلت به والدته لحى الصبابي بالخرطوم ونشأ في كنف جدها الشيخ خوجلى أبوالجاز صاحب المقام المعروف باسمه في الخرطوم وهناك تعلم مبادئ الدين، وشب عبدالرحمن النجومي في بيئة متدينة وتعلم القرآن على يد الفكي هاشم.
وفي إحدي رحلاته لجنوب السودان سمع بدعوة الإمام المهدي فقابله خلال رحلة عودته في أغسطس 1881 وبايعه خليفة للرسول،وظل في رفقته وهاجر معه إلى جبل قدير بجنوب كردفان مع خمسمائة من الأنصار الآخرين وحاز النجومي إعجاب المهدي وثقته لما يتمتع به من ميزات قيادية، وعينه المهدي أميرًا للأمراء وقائدًا عامًا على قوات المهدية خلال حصار الخرطوم والتي سقطت على يديه ثم أرسله عبدالله التعايشي، خليفة المهدي، إلى بربر ليتولي قيادة القوة المطاردة للحملة الإنجليزية هناك.
وكان الخليفة عبدالله التعايشي حين تولي مقاليد السلطة في الدولة المهدية بالسودان بعد وفاة المهدي قد عمل على تحقيق تطلعات المهدي، فأرسل في طلب ود النجومي الذي كان يعسكر في المتمة منذ فبراير 1885 بعد مطارته لحملة الإنقاذ البريطانية التي كانت مكلفة بضمان انسحاب آمن للقوات المصرية التركية وأوكل إليه مهمة فتح مصر واستمرت الاستعدادات لتحريك جيوش المهدية نحو الحدود مع مصر بالرغم من اشتداد المجاعة التي ضربت بالسودان عام 1889 م والمعروفة محليًا بمجاعة سنة ستة (هجرية) مما جعل الخليفة عبدالله يستعجل تشكيل الجيوش وقرر أن تتقدم أقسامها نحو الحدود بسرية واحدة إثر أخرى وطائفة بعد طائفة.
وتم اختيار عبدالرحمن النجومي قائدا للسرية الأولي (سرية المقدمة) وواصل النجومي تقدمه حتى وصل إلى منطقة معتوقة حيث عسكر فيها واهتمت الحكومة المصرية بأمر قواتهاالمرابطة على الحدود الجنوبية وسارعت بإرسال تعزيزات تم توزيعها على الحاميات الحدودية وانتظر الجيش المصري الحملة التي أعياها المسيرعبر الصحراء وأنهكها العطش.
وحين بدا للجميع أن المواجهة لن تكون متكافئة وأن بوادر الانتصار للجيش المصري واضحة من مقدمات المعركة نصح قادة النجومي الانسحاب لكنه لم يستجب وظل يقود جيشه نحو التهلكة وأصرعلى التقدم شمالاً.!!!!!!!!!