قصة قصيرة من الواقع
(( إغواء الظل ))
=======================
بسبب فراغي العاطفي بعد ثلاث زيجات فاشلة ، شعرت بالوحدة تماما لعدم إنجابي أطفال و صعوبة الخروج إلى الأماكن العامة لوحدي كوني أمرأة مطلقة و أنتم أعرف بما تعنيه هذه الكلمة في مجتمع شرقي لذا أصبحت جليسة الدار لا أخرج منه إلا نادرا لتأدية الواجبات الاجتماعية مع أفراد أسرتي ، و نتيجة لهذا الوضع قفزت في ذهني فكرة مجنونة أن أدعي أني رجلا و أنشأ لي حسابا وهميا في وسائل التواصل الاجتماعي للتسلية و قضاء الوقت و لمعرفة ردود فعل النساء على محاولات جذبي لهن باعتباري رجلا ، و فعلا تمكنت بعد عدة محاولات من التعرف على امرأة جميلة الشكل ، فكنت متحمسة جدا للتعرف على أسرار هذه المرأة الفاتنة ، أخبرتها تدريجيا بمدى إهتمامي بها بطريقة أدبية و أخلاقية عالية ، و حافظت على مدى عدة أشهر على مستوى منخفض من الاهتمام ، اعتقدت هي اني رجل فعلا ، فحين كنت أصفها بالجميلة كانت تقول هل تعتقد ذلك حقا ؟ فارد عليها بالتأكيد أعيدي النظر إلى نفسك وسترين كم أنت جميلة ، و بدأت المسكينة تثق بي و تبوح لي بأسرار و تقول أنها لم تخبر بها أحدا حتى عائلتها، و أصبحنا نتشارك العديد من الاهتمامات و عرفت منها أنها خاضت بعض التجارب الصعبة في حياتها و نجحت بارادتها الذاتية أن تكون أمرأة قوية مستقلة مكتفية ماليا ، نعم لقد كان لها ماض صعب من العلاقة العاطفية ،فقد انتهت علاقتها السابقة مع زوج لم يمنحها الحب و الرعاية و الاهتمام الذي تستحقه ، كما نوهت لي أنها مستعدة لعلاقة ارتباط جديدة إذا ما وجدت الشخص المناسب ، و تطورت علاقتنا بشكل كبير و قمنا بتبادل الرسائل النصية كثيرا و قضاء وقتا ممتعا أطول مع بعضنا عن طريق رسائل التواصل الاجتماعي ، لكن في الأشهر القليلة الماضية بدأت أشعر بخطأ ما قمت به ، ولم أحسب أن تتطور علاقتي بها بهذا الشكل ، و بدأت في التعاطف مع صديقتي الإفتراضية هذه ، علما أني لا أريد كسر قلبها و تحميلها تجربة عاطفية فاشلة أخرى، و أصبحت في حيرة من أمري، كيف لي بالخروج من هذه الورطة ، هل أخبرها بحقيقتي و اكشف أوراقي لها ، و ماذا سيحل بها إذا عرفت ذلك، أم أستمر في محاولة أن أكون صديقا جيدا فحسب ، حقا لقد أوقعت نفسي في مأزق لا سبيل للخروج منه .
عبد الكريم حمزة عباس
=================