التداعي الحر
* الحب في زمن الكورونا* إنموذج
قراءة تقعيدية
بقلم / محمد البنا
للقصة القصيرة * حب في زمن الكورونا *
للأديبة الجزائرية / لوقاف جميلة
//////////////////////////////////
حب في زمن كورونا
تفاجئني وأنت تجلس على ركبة كعاشق متيم وتقول هل تقبلين أن تكوني معي إلى الأبد ، أنظر في عينيك يسلبني لمعانها أتخدر فلا أستفيق إلا وأنا أقول نعم ….نسمة هواء باردة تعانق وجهي؛ تعيدني من شرودي منذرةً بليلٍ بارد، أمد يدي وأتناول حبة دواء؛ أدفعها في فمي وأعقبها بجرعة ماء، وأعيد القارورة إلى حيث كانت، ريحٌ خفيفة مرت فبعثرت أوراقي المهترئة…
كنت على مقربة مني وأنا أحاول أن أصل إلى أعلى الغصن أرتكز على رؤوس أصابعي ، أمرر يدي لأستعيد ورقتي التي أخذتها الريح مني ، لا تزال واقفا تغطي الشمس التي ترسل أشعتها الذهبية وتنير طريقي ، لم أستسلم وأنا أكرر المحاولة وأنت تحمل هاتفك تنظر إلى شيء يأخذ تفكيرك ، رفعت رأسك وابتسمت.
تقترب مني ترفع يدك باتجاه الغصن تعيد لي الورقة وتبتسم مرة أخرى
– تفضلي هذه ورقتك ؛ تقولها بنبرة هادئة وكأن صوتك أطربني وشل تفكيري ،
لا تزال ممسكًا بالورقة وأنا أنظر إليك بدهشة؛ ذلك الطول الفاره والشعر الأسود تداعبه بعض الخصلات البيضاء تزيدك وقارا .. انتفضت عندما قلت لي : ألا تريدينها؟!
شعرت بصوتك يجتاحني؛ شكرتك وعدت إلى مكاني، كان عليّ أن أكمل تلك الرسالة التي بدأتها..!
الحروف تخرج من جوفي كالجمر تحرق السطور، وتنتزع الدموع من عيني..
دنوت مني حينها وناولتني منديلا مسحت به دموعي وقلت : هوني عليك صغيرتي … لا شيء يستحق كل هذا البكاء !
نظرت إليك مهمهمة بأسى : بل يستحق …
الريح عادت لتعبث بأوراقي القديمة؛ لملمتها بحرص مخافة أن تتمزق….
جلست بقربي عند تلك الصخرة المتربعة على التلة المطلة على البحر؛ أتذكرها، كان ذلك أول لقاء بيننا … بادلتني الحديث، أنسيتني قليلا وجعي، حديثك كان كمهدئ استكان له أنين جرحي . استأنست روحي روحك وكأني أعرفك منذ زمن؛ بحت لك بكل شيء .
– أكتب رسائلَ لوالدي الذي اختفى منذ وفاة أمي!
رافقتني وأنا عائدة إلى المنزل، تتحدث إليّ وأنا أستمع وأستمتع، أجول بفكري في عالمك ..أتمنى لو الطريق يطول مداها ولا ينته ، يخفق قلب في نشوى ، كأني أملك العالم بين يديّ ، يلفحنا نسيم المساء ويداعب شعري البني .
– شعرك خيلٌ عربي أصيل .
تتلاقى عيوننا فيعزفان سمفونية قدسية، تواصل اقتحام حصوني .
– عيناك جميلتان ساحرتان،
أذوب خجلا فتبتسم أنت ، أغير الحديث لأهرب من نظراتك التي تهدهدني، فتراني أعود إليك أتحدث وأتحدث وأنت تنصت
– أعشق مشاغباتكِ الطفولية، وغيرتك الصبيانية …
يكبر ولعي بشخصيتك، متيمة بك أنا !
تتوالى اللقاءات وتكثر الأماني وتزهر الأحلام كورود الربيع … الشتاء يعلن مجيئه؛ حبات مطرٍ خفيف تتعانق وأوراقي؛ أسارع بحمايتها من البلل…
تسارع بضمي تحت جناحك معاتبا
– ألم أحذرك أن الليلة ستهب عاصفة ممطرة؟ والأفضل أن نرجئ زيارتنا للصخرة لليلةٍ أخرى
– عصف بي شوقي إليها يا زوجي العزيز
جمعت أوراقي وعلبة دوائي وقارورة الماء، ونهضت متكئةً على عكازي، وأغلقت باب الشرفة خلفي، والتفت لأراك باش الوجه مضطجعًا على فراشنا
– ما أجملك الليلة!
احمرت وجنتاي خجلا، وأنا أفك رباط شعري، فينساب ناعمًا على كتفيّ العاريتين وأقترب منك…
تجمعنا بعدها الحقائق والتناقضات ، الصغر والكبر، المشاغبة والرصانة.
على الشاشات يخبروننا أن موجة عاتية من كورونا قادمة إلينا هذا الشتاء؛ توخوا الحيطة والحذر، عليكم أن تكونوا على استعداد لها.
ينتابنا الخوف والذعر من هذا الفيروس الذي لا يُعرف عنه شيئا ..
لا تزال تمدني بالقوة وابتسامتك التي لا تفارق محياك ، تخبرني بأننا سنكون بخير ولن يتمكن الكوفيد منا .
على الشاشات يبثون كل شيء بتفاصيله ، المصابون ، الموتى ، لا شيء يوحي بالطمأنينة ، أُغلقت المحلات دور التعليم ، الجامعات ، المساجد…..
كل شيء بدا وقتها مختلفا !؟ أوامر كثيرة ؛لا تقبيل ، لا عناق لا تصافح ؛ علينا أن نحترم الحجر ونغير كل العادات التي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الخطر ؛ أسألك
– هل هذا صحيح ؟
تجيبني : نعم أميرتي عليك أن تلتزمي بالتعليمات فهذا لصالحنا كلنا .
تهدئني كعادتك فأستكين قليلا .
تنتابني مرة أخرى هيستيريا الخوف وأتساءل : كيف لك أن تتفادى المرض وأنت في وسط المعركة دون سلاح ؟ مهمتك خطيرة جدا ، تحاول أن تسيطر على الوضع وتظن أنك ستبعدني عنك، ألا تعلم أنك دوائي وأني لا شيء دونك !؟ ، قوتك تشد من عزيمتي وثباتي ،
تمر الأيام العصيبة وكوفيد يقترب منا أكثر .. يأخذ منا الأحباب والأصدقاء…أصبح جائحة الأعداد تتزايد ، والموت في كل مكان وأنت أصبحت بعيدا عني .
تأتي الأوامر من السلطات : الكل يلتزم بيته ، عليكم بالحجر فهذا أمان ووقاية ، يتوقف السير ليلا لا أحد يخرج من بيته، أصدروا أمرًا بحظر التجوال من السابعة مساء إلى السابعة صباحا ،
ما زالت الاتصالات الهاتفية لم تنقطع بيننا ، كنت أنتظر دائمًا هاتفي يرن لأطمئن عليك ، لأنك لا ترد على مكالماتي ولا أجد ردا يشفيني ،
ألوك الوقت وأنا أجر خيبة الانتظار ، كلما لاح الفجر أول خيوطه على وريقات النهار ،
تهاتفني بعد عناء : أعتذر حبيبتي الوضع كارثي ، لا تخرجي إلى أي مكان ، الإحصاءات التي تبثها الأخبار مزيفة ، لم نعد نسيطر على الوضع ..! اعتني بنفسك قبلاتي إليك .
حرارة أنفاسك أحسها عبر الهاتف واضطرابك أيضا أبكي في صمت وأقدر قيمة الوقت عندك فعملك يا ملاكي أنبل من أي عمل آخر.
وددت إخبارك بأن جدتي توفيت وأني أحتاجك أكثر من ذي قبل ، أعرف أنك وبرغم مهمتك دائمًا معي روحيا ، تقترب وتبتعد تهيئني إلى كل شيء ، تعلمني كيف أتغلب على مخاوفي ، تقرأ تفكيري ، تكبر بداخلي وتتشبث أغصانك بروحي ، معانقة سماء قلبي ، تتجذر عروقك بتربتي ، فأرتوي منك عشقا .
يختفي ضوء شمسك وتكثر المسؤولية ولا وقت لنا يداوي لوعة الشوق، يضمحل نور اللقاء شيئًا فشيئا ، وأنا لا أجيد السير وحدي دونك ، أسقط وأنهض ، هذه المرة طال غيابك عني ، لم أعد كما عرفتني تلك المرأة المشاغبة الصبيانية التي ترقص مع الفراشات في ربيع وجودك ، كم غيرتني الدروب الملتوية ،
أخبار الأنباء تقول أن الجائحة تمكنت من كل البيوت ، عليكم أن تكونوا مهيئين لكل طارئ لم نعد نسيطر عليها.
ومع ذلك قطعت أميالا لأصلك حيث تعمل، كانت خطاي تمشي خلف نبضي لأجدني أمامك، لم أكترث لهذا الفيروس ولا للخطر…، لم أسمع إلا صوت قلبي، كنت أسمع أنينك من خلف الجدران ليصلني صداه عبر أثير الشوق معبأ بضجيج أنفاسك المقيدة بآهات المرض، حاولوا منعي من الدخول إليك فما استطاعوا، رأيتك ممددًا على السرير بالغرفة ، تشبّتَ بتلابيب الحياة في تلك اللحظات الحاسمة وعلت وجهك الفرحة ،وسألتني وقتها : كيف جئت ومن أخبرك ….. ؟
لُدْت للصمت وأنا أنظر إلى ملامحك التي غزاها الشحوب وأنفاسك التي تختنق مع كل كلمة تخرجها من جوفك ، شعرت بالحنين وبحاجة لإخماد نيران الجوى التي أرقتني ، طيلة هذه المدة ، لأسترجع سكون نبضاتي التي لم تعرف الاستقرار منذ حال هذا الفيروس بيننا…
استلقيت على شقي الأيمن في فراشي، وعيناي شاخصتان لسقف الغرفة؛ أراك هناك…
تمددت بجانبك على السرير؛ لم يبق منك إلا أنفاسًا متقطعة وقلبًا يتشبث بالحياة لأجلي، كان جسدك يتصبب عرقا؛ تتسارع دقاتك التي أكاد أحملها بين يديّ، بصوت خافت قلت لي : عانقيني لأموت بين ذراعيك ودعيني أرى عيونك التي أسرتني منذ اللحظة الأولى، لعلي أنسى رائحة الموت والدم التي تثير الغثيان وضجيج المرضى الذين أتعبتهم الإبر و أهلكت أجسادهم المتصلة بتلك الآلات والأدوات الطبية ينتظرون دورهم لتحلق أرواحهم في السماء أو يرون الحياة من جديد ، لا أحد يأتيهم ، صراخهم يصم الآذان كل الأدوية لم تجدي نفعا ، ما يؤلم حبيبتي هو أن أجسادهم لم تنعم بكرم الدفن كغيرهم فهم يساقون جماعة للمقابر ويوارون التراب عليهم كحيوانات لا نفع منها ، كيف يعقل هذا .
ضميني إليك حبيبتي لعلي أنسى أنين امرأة تنادي ابنها الوحيد فلا تراه إلا من خلف شاشة الهاتف يخاف أن يقترب منها أو تلك التي وَلدت على فراش الموت فتركته لقدره ولحقها لينعم بدفئها في العالم الآخر .
ضميني أكثر لعلي أنعم بدفء لم أنعم فيه منذ وطأت قدماي هذه المصحة .
أنزع كمادات الماء البارد من على جبينك أغيرها بأخرى .
لا تزال تهمس لي بصوت يكاد ينطفئ : أتعلمين يا رؤى لم أحب أحدا بقدر ما أحببتك . خفت أن لا أراك مرة أخرى .. ها أنت ترين أن هذا الوحش خطف أحباءنا دون رحمة .
أبكي في صمت ويخالجني الشعور بأنني سأفقدك كما فقدت جدتي .
قلت لك ودموعي تختنق وراء صوتٍ متحشرج : دعك من الحديث عن الموت والمرض سنعيش العمر سويا وسينتهي هذا الفيروس اللعين ، ستُضمَد جراحنا وتبَلسَم حياتنا بالأمل من جديد وسنحكي لأطفالنا عنه….
يداهم النعاس عيني ويثقل جفوني؛ وصوت الريح يدوي، وحبات المطر تطرق زجاج النافدة، أتدثر وحيدةً بغطائي، أطفئ المصباح، وأهمس بقلبي لقلبي : أنتظرك غدًا فلا تتأخر عني.
جميلة لوقاف
///////////%
القراءة
_______
* مقدمة لازمة:
____________
تيار الوعي السردي هو تقنية سردية حداثية استخدمها جيسي جيمس وفرجينيا وولف ومن مبدعينا العرب من وظفها في رواياته وقصصه ونذكر منهم نجيب محفوظ وروايته اللص والكلاب، وصنعة الله إبراهيم وقصته نجمة أغسطس، فما سمات هذه التقنية المستحدثة؟… الإجابة تتلخص في عدة كلمات موجزة ناجزة؛ الحكي النفسي المدرك بوعي وعقلانية باحثة، وغير المتقيدة بزمن تتابعي، والمشهور منها ..استرجاع الذكريات( الفلاشباك)، وحديث النفس ( المونولوج)، والتداعي الحر، والأخير هذا هو ما تم توظيفه كتقنية سردية لإخراج هذه الإطروحة الإبداعية محاكة في ثوب القصة القصيرة بامتياز، وهنا نود التنويه إلى ماهية القصة القصيرة عموما، والتي من أهم مقوماتها وحدة الموضوع، قصر الفترة الزمنية، محدودية الأشخاص والأماكن، وقد تتراوح الفترة الزمنية بين لحظة وأخرى تليها أو تسبقها، وقد تقفز متعدية سنوات شريطة الالتزام بالمقومات المنوه عنها آنفا، وللتدليل على ذلك أسوق لكم أمثلة من قصص قصيرة كتبتها أنا مثل ( البعد الخامس)، ( جنية الساقية)، وكتبها غيري من الأدباء مثل ( ندبة، رقصة قمر، هيستيريا، دموع السيليكون) ل/ د. خالد عجماوي، فكل هذه النماذج تنتمي للقصة القصيرة الطويلة حصريًا وتندرج معها هذه القصة ( الحب في زمن الكورونا) محل الدراسة.
* التداعي الحر
____________
لتوظيف هذه التقنية السردية المنبثقة من التقنية الأشمل والوعاء الأكمل – تيار الوعي السردي- يستحب أن يعمد الكاتب إلى السارد الذاتي ( ضمير المتكلم)، فهو – في رأيي الشخصي- الأنجع والأقدر على توظيفها توظيفًا محكمًا ومتقنًا في آن.
وفي قصتنا هذه أول ما يلفت نظرنا هو أن السارد ساردًا ذاتيًا، ومن ثم نمضي لنتفحص المتن باحثين عن مؤشرات وقرائن تؤكد توظيف تقنية التداعي الحر؛ المشهد الأولي هو شرفة لغرفة نوم، والمشهد الختامي هو نفس غرفة النوم، وفقرات المتن تتأرجح بين هذين المكانين كما سنرى في الجمل الآتية (نسمة هواء باردة تعانق وجهي/ تعيدني من شرودي منذرةً بليلٍ بارد،/ أمد يدي وأتناول حبة دواء؛ أدفعها في فمي وأعقبها بجرعة ماء، وأعيد القارورة إلى حيث كانت،/ ريحٌ خفيفة مرت فبعثرت أوراقي المهترئة…) امرأة، ودواء، وقارورة ماء، وأوراق مهترئة( دالة قِدم) ونسمة ريح( مكان مفتوح) والزمن ليلٌ، والمكان طاولة- متخيلة- وكرسي – متخيل- وشرفة، فماذا عن الفقرة التي سبقتها؟ وأعني الفقرة الاستهلالية (تفاجئني وأنت تجلس على ركبة كعاشق متيم وتقول هل تقبلين أن تكوني معي إلى الأبد ، أنظر في عينيك يسلبني لمعانها أتخدر فلا أستفيق إلا وأنا أقول نعم ..) المتأمل لهذه الفقرة لا يجد صعوبة في الوقوف على تجهيل الزمان والمكان، ومن ثم يتبين له مما يليها من جمل أنها كانت لحظة شرود للساردة(تعيدني من شرودي)؛ أي أن الساردة بدأت قصتها بلحظة تداعي حر من أزمنة سابقة، وعلى هذا المنوال تتوالى متوالية الفقرات بين حاضر وماض، متصلة برابط خفي يحسه القارئ ويتلمسه في إشارات خفيفة مدونة نصًا في المتن، على النحو التالي من التداعيات الحرة ..
– تفاجئني وأنت تجلس على ركبة كعاشق متيم وتقول …
+ نسمة هواء باردة تعانق وجهي/ تعيدني من شرودي…
– كنت على مقربة مني وأنا أحاول أن أصل إلى أعلى الغصن…
+ الريح عادت لتعبث بأوراقي (القديمة)؛ لملمتها بحرص مخافة أن تتمزق….
– جلست بقربي عند تلك الصخرة المتربعة على التلة المطلة…
+ الشتاء يعلن مجيئه؛ حبات مطرٍ خفيف تتعانق وأوراقي؛ أسارع بحمايتها من البلل…
-تسارع بضمي تحت جناحك معاتبا…
وهكذا تمضي المتوالية متراوحة بين الماضي والحاضر، لتوثق في مراوحتها كينونة الفترة الزمنية موطء الحدث ( جائحة الكوفيد١٩) بالتركيز على مراحله المتصاعدة تباعًا، من تحذير إلى حظر تجوال، إلى شائعات وحقائق إلى عزل كامل، لينتهي برحيل الزوج الحبيب كضحية من ضحايا هذه الجائحة اللعينة.
– أبكي في صمت ويخالجني الشعور بأنني سأفقدك كما فقدت جدتي .
+ يداهم النعاس عيني ويثقل جفوني؛ وصوت الريح يدوي، وحبات المطر تطرق زجاج النافدة…
* والآن وقد جمعت الكاتبة بحرفية جزئيات تداعياتها السيميائية ( النعاس” الليل”، الريح ” الشرفة، صوت الريح وزجاج النافدة ” غرفة النوم”، حبات المطر ” الشتاء”) مضت لتنهي قصتها بتدوير لافت ينم عن تكرارية لانهائية للتداعي (وأهمس بقلبي لقلبي : أنتظرك غدًا فلا تتأخر عني.).
الحب في زمن الكورونا مأساة إنسانية تراجيدية لامست شغاف قلوبنا وأعادتنا إلى تذكر أحبابٍ لنا غدرت بهم الجائحة، واقتنصتهم من بين أحضاننا، وما أبقت لنا منهم إلا ذكريات.
* لغة شاعرية مؤثرة أجادت الكاتبة توظيفها فأعلت من قيمة نصها السردي، ووضعته في مصاف النصوص التي لا تنسى؛ بدفئها وشاعريتها ورومانسيتها، وأوجاعها.
* التبئير المشهدي
______________
– مشهد التقاط الورقة من على الغصن
كان لزامًا ها هنا التركيز بتسليط الضوء الكاشف المؤشر لبداية علاقة حب خالدة، وهو ما فعلته الكاتبة بمهارة
– مشهد الغرفة في المصحة
كان لزامًا هنا التركيز بتسليط الضوء الكاشف المؤشر لبداية النهاية وهو ما فعلته الكاتبة أيضًا بمهارة.
محمد البنا / القاهرة في ١٤ أغسطس ٢٠٢٤
************