في مثل هذا اليوم29 اغسطس1966م..
إعدام سيد قطب أحد أعلام الإخوان المسلمين في مصر.
سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي (9 أكتوبر 1906م – 29 أغسطس 1966م) كاتب وشاعر وأديب وداعية ومُنظِّر إسلامي مصري، مؤلِّف كتاب «في ظلال القرآن» و«معالم في الطريق» و«المستقبل لهذا الدين» وعدَّة قصائد منها «أخي أنت حرٌُ» و«غُرباء» و«حدثيني»، تأثَّر بفرحة الأمريكيين باغتيال حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فانضم لهم عند رجوعه لمصر، شغل منصب رئيس قسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمون وعضو في مكتب الإرشاد. اشتُهِر بتفسيره للقرآن الكريم بأسلوبٍ أدبيٍّ وتنظيره لتوحيد الحاكمية والجاهلية المعاصرة وتكوين الطليعة المؤمنة التي تعمل على إحياء المجتمع الإسلامي عبر إعادة غرس العقيدة في الناس والتربية الأخلاقية الإسلامية، ثمَّ السعي بعد ذلك لإقامة الدولة الإسلامية بناءً على أطروحات حسن البنا وأبو الأعلى المودودي،
ألَّف 24 كتابًا، مع حوالي 30 كتابًا لم تنشر بعضها لأسباب مختلفة، وما لا يقلُّ عن 581 مقالة، بما في ذلك الروايات ونقد الفنون الأدبية وأعمال التعليم، فهو أكثر مشهور في العالم الإسلامي بعمله على ما يعتقد أنَّه الدور الاجتماعي والسياسي للإسلام، لا سيَّما في مؤلفاته العدالة الاجتماعية و«معالم في الطريق». تأليفه العظيم، في ظلال القرآن، هو تعليق من 30 مجلدًا على القرآن.
خلال معظم حياته، كانت الدائرة المقرَّبة من قطب تتكون أساسًا من سياسيين مؤثرين ومثقفين وشعراء وشخصيات أدبية، في كل من عصره ومن الجيل السابق. بحلول منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، تمَّ إدراج العديد من كتاباته في مناهج المدارس والكليات والجامعات.
على الرغم من أنَّ معظم ملاحظاته وانتقاداته كانت موجَّهة إلى العالم الإسلامي، إلا أنَّ قطب معروف أيضًا باستنكاره الشديد لمجتمع وثقافة الولايات المتحدة والغرب، الذي اعتبره ماديًا، ومهوسًا بالعنف والملذات الجنسية. دعا إلى الجهاد الدفاعي والهجومي أو ما يُعرف بـ«جهاد الطلب». وصفه أتباعه بأنَّه مُفكِّر عظيم وشهيد للإسلام، بينما يرى العديد من المراقبين الغربيين وبعض المسلمين أنَّه منشئ رئيسي للفكر الإسلامي، ومصدر إلهام للجماعات الإسلامية العنيفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، يُنظر إلى قطب على نطاق واسع على أنَّه واحد من أكثر الإيديولوجيين الإسلاميين شهرة في القرن العشرين. أثَّرت أفكار قطب حول الجاهلية وربطه الوثيق بين تطبيق الشريعة والتوحيد الإسلامي بشكل كبير على الحركات الإسلامية والجهادية المعاصرة. اليوم، يعرَّف أنصاره من قِبَل معارضيهم بأنَّهم «قطبيون» أو «قطبي».
أُعدم في 29 أغسطس 1966 بتهمة «تأسيس تنظيم سري مسلح لحزب الإخوان المسلمين المنحل ومحاولة قلب نظام الحكم بالقوة»، بينما نفى سيد قطب تخطيطه لقلب نظام الحكم وأشار قطب في كتابه “لماذا أعدموني؟” بأنَّ هذا كان ضمن “خطة رد الاعتداء” بهدف شلِّ حركة الدولة عن استهداف الحركة الإسلامية.
عرض على سيد قطب في يوم تنفيذ الإعدام وبعد أن وضع على كرسي المشنقة أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه فقال:«لن أعتذر عن العمل مع الله.» فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس. فقال:«لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوماً بحق فأنا أرتضي حكم الحق وإن كنت محكوماً بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل.» وروى أيضًا أن الذي قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام قال له: تشهد فقال له سيد:«حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم لأجل لا إله إلا الله وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله.»
كان سيد قطب يبتسم عندما سيق إلى المشنقة ابتسامةً عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية حتى أن الضابط المكلف بتنفيذ الحكم سأله. من هو الشهيد؟! فرد عليه سيد قطب بثباتٍ وعزيمة «هو من شهد أن شرع الله أغلى من حياته» وقبل أن ينفذ الحكم جاءوه برجل من الأزاهرة فقال له «قل لا إله إلا الله» فرد عليه سيد قطب:«وهل جئتُ هنا إلا من أجلها» وتم تنفيذ حكم الإعدام ونفذ فيه في فجر الإثنين 13 جمادى الأولى 1386 هـ الموافق 29 أغسطس عام 1966 م.
غير أن هذه الروايات محل شك كبير لعدم وجود مصدر موثق لها، فلم يحضر أحد من المنتمين لجماعة الإخوان مع سيد قطب ولم يكن يعلم أحد بوقت تنفيذه،
فالرواية القائلة أنهم جاءوه برجل من الأزاهرة فقال له قل لا إله إلا الله فرد عليه سيد قطب: وهل جئتُ هنا إلا من أجلها.. هي مقولة ينسبها البعض في الأساس إلى المجاهد عمر المختار وقت تنفيذ حكم الإعدام عليه علانية من حواره مع أحد القادة الإيطاليين.
وفي اللحظات الأخيرة لسيد قطب قبيل إعدامه لم يكن هناك ضمن شهود الحدث ليرووا ما جرى إلا محمد يوسف هواش وعبد الفتاح إسماعيل وقد أعدم كليهما عقب إعدام سيد قطب.
ولم يكن هناك سوى الضابط الذي صاحب سيد قطب وهو في طريقه للمشنقة وهو اللواء «فؤاد علام» الذي كان ضابطا وقتها وكان شاهد عيان، والشهادة نقلاً عن مذكراته «الإخوان وأنا» التي يحكي فيها تفاصيل هذا اليوم: ” يقول اللواء “فؤاد علام” أن يوم إعدام سيد قطب لم يكن اليوم معلوماً لأحد وكنت أجلس في السيارة الأولى وبجواري سيد قطب، وفي الثانية كان يجلس محمد يوسف هواش نائب سيد قطب في قيادة التنظيم، وفي الثالثة كان يجلس عبد الفتاح إسماعيل المسؤول عن الاتصالات الخارجية لجماعة الإخوان المسلمين، والثلاثة محكوم عليهم بالإعدام، وركب السيارات يتحرك بهم من السجن الحربي لسجن الاستئناف لتنفيذ الحكم فيهم .
وكان سيد قطب يرتدي بدلة داكنة اللون تحتها قميص أبيض ويبدو بصحة جيدة فربما لم يتم ضربه أو تعذيبه كما أنه لم يكن مجهداً أو مرهقاً،
وقال سيد قطب خلال الطريق بنبرة تشف وحسرة:«للأسف الشديد لم ينجحوا في تنفيذ عملية نسف القناطر الخيرية التي لو تمت لانتهى النظام».
وأضاف قطب «إن مشكلتى في عقلي أنا مفكر وكاتب إسلامي كبير والحكومة تريد القضاء على الإسلام عبر قتلي!!».
«تدمير القناطر ومحطات الكهرباء والمياه كان سيكون بداية الثورة الإسلامية وإنذار شديد للناس لينتبهوا من غفلتهم وسكرتهم بنظام حكم عبد الناصر».
ثم بدأت مراسم تنفيذ الحكم فلبس سيد قطب بدلة الإعدام الحمراء وسئل إن كان يريد شيئاً فطلب كوب ماء تجرعه ثم طلب أن يصلي الفجر ثم دخل غرفة الإعدام وتم تنفيذ الحكم .”
إلى هنا انتهت شهادة اللواء فؤاد علام على تنفيذ حكم إعدام سيد قطب وكما رأينا كان يوم التنفيذ سرياً فلم يعلم به حتى سيد قطب نفسه وبالتالي فإن ما قيل من روايات وقت إعدامه محل شك كبير، فلم يكن أحد يعلم وقت تنفيذ الحكم حتى سيد قطب نفسه، ولم يكن أحد معه سوى الضابط المسؤول عن النقل والتنفيذ.!!!!!!!!