اضغاث ذروة الامتداد ..
حسين الذكر
هكذا غاص باعماق التاريخ يقلب صفحاته التي وان تعددت محطاتها لكنها ما زالت تذكره مسيرة الحبو والمشي ومحاولة القفز والحط عند جميع خطوط الانطلاق وعتب التغيير التي لم يتغير منها شيء على ارض الواقع .. راوده سؤال او بالأحرى استحضر او استخرج صوت يعتصره الريح وحشرجة الألم لا يخرج من اطار مكنون التفكير ..
-: ( الى متى يبقى هذا الضجيج ضارب الاطناب مؤثر بضبابية مقصودة على ادراك الحقيقة ) . لم يكمل جملته الأخيرة الا وجاؤه التحذير من اقرب حبل الوريد اليه ..
-: ( اياك ان تطرق الأبواب .. فثمة عفاريت تنام خلفه منذ سالف العصور لا تسمح بايقاضها او مجرد الاطلاع على ما يدور بمملكتها التي تتغذى على طوابير طاعتنا الفكرية والاعتقادية والتأملية .. يا صديقي لا تحاول فك شفر العفاريت فان تحت زعافها سم لا يرحم وليس هناك في مملكتها من يحمي المغفلين .. آن لك ان تصمت بجواري وتدس انفك تحت ابطي كي لا يشموا شذى سؤالك المزكوم .. بعد ان ملات الأرض من ديدانهم كما غطت الافاق جيوش ذبابهم ).
– : ( صحيح ما ذهبت اليه .. انه نعيق لغربان حزني ودليل على توقي للخلاص مما نحن فيه .. الا يجدر ان نكسر بوابات القبور تحت وطئت حب الاطلاع كجزء من التفكر وديدين الخلق الذي تربينا عليه – باقل تقدير – سيما وان شذرات المسير ومخدشاتها اثبتت نهاية خرائطنا ودروبنا بهذه البقع المندسة تحت وابل ما يهال علينا لاحقا من التراب الذي نحن فيه ).
– : ( كفاك ثرثرة .. لقد اخفتني حد الارتعاش حتى لم يتبق حرف واحد بخازنة مدادي .. كانك تجبرني او تعلمني على الامتثال وفروض الطاعة العمياء مع اني أتطلع لاخذ بيدك نحو سموات لعلها تكون جديدة بعدما سئمنا تلك المظلة والخيام غير المتوائمة حتى مع سبل النفس والروح ) .
– : ( لا تتعب نفسك .. فقد جاهد قبلك الاف بل الملايين ممن هم اقدر وابلغ .. فلم يخترقوا جدار الصمت برغم حكمتهم وافعام حوارهم .. الاجدر بك وبي ان نلزم الحيطة والحذر وان نعود انفسنا الصمت والمرور منحنين قرب الملادغ العامة والخاصة فثمة رقيب ذاتي قد يشي بنا ويطيح براسينا ..) .
– : ( راسينا .. اطاحة .. وشاية .. وهل هناك من ينقذنا ممن ورطة القطيع يا شيطان منامي ..) ؟
-: ( اف لك كم مبتذل التعبير .. الم اقلك اني ملاك صاحي ).
: ( عذرا عذرا يا صديقي .. اعلم اعلم .. انك متطوع بجيش الانقياد .. وما كان لي ان ابوح بامنيات سخيفة بحضرتك فان خطرك ادهى من جميع شياطين الأرض بل وحتى ما يدعون من ملائكة السماء .. !) .