فى مثل هذا اليوم12 سبتمبر2012
المؤتمر الوطني العام في ليبيا ينتخب مصطفى أبو شاقور رئيسًا للحكومة بعد حصوله على 96 صوتًا، متقدما على منافسه محمود جبريل الذي حصل على 94 صوتًا.
انتخب المؤتمر الوطني العام في جلسته مساء أمس الأربعاء مصطفى أبو شاقور رئيساً للوزراء وكلفه بتشكيل الحكومة، حيث سبق أبو شاقور منافسه محمود جبريل بفارق صوتين فقط. وكان أبو شاقور نائباً لرئيس الوزراء في الحكومة الماضية. وصرح أبو شاقور أن إعادة الأمن والاستقرار ستكون على رأس أولويات حكومته.
حصل أبو شاقور الذي يعتبر قريباً من الأخوان المسلمين على 96 صوتاً مقابل 94 صوتاً لمحمود جبريل مرشح التيارات الليبرالية. ويحمل أبو شاقور دكتوراه في الهندسة الكهربائية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وقام بالتدريس في جامعات أمريكية وتعاون مع ناسا والبنتاغون. وهو معارض لنظام القذافي منذ نهاية السبعينات، وغادر البلد في الثمانينات وانتظم في جبهة الخلاص الوطني المعارضة في الخارج.
عاد أبو شاقور إلى ليبيا في السنة الماضية ليعمل مستشاراً للمجلس الوطني الانتقالي، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء منذ نوفمبر الماضي في عهد رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب.
ويأتي انتخاب أبو شاقور بعيد مقتل السفير الأمريكي في هجوم مسلح على القنصلية في بنغازي.
أكاديمي وسياسي ليبي، ذاع صيته في مجال تكنولوجيا الألياف البصرية، عارض نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي فحرمه من زيارة وطنه أكثر من ثلاثين سنة، ثم انتخب رئيسا للوزراء بعد سقوط العقيد إلا أن الخلافات السياسية بين الكتل البرلمانية حالت دون تشكيله الحكومة.
المولد والنشأة
ولد مصطفى أبو شاقور يوم 15 فبراير/شباط 1951 بمدينة غريان في الجزء الشمالي الغربي من ليبيا على قمة الجبل الغربي.
الدراسة والتكوين
بدأ تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه، ثم انتقل إلى العاصمة الليبية وأتم تعليمه بمدارسها، والتحق بجامعة طرابلس فحصل على البكالوريوس في هندسة الكهرباء.
انتقل إلى الولايات المتحدة فالتحق بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وحصل فيه على درجة الماجستير سنة 1977، ثم على الدكتوراه سنة 1984 في هندسة الكهرباء.
الوظائف والمسؤوليات
عمل أستاذا مساعدا زائرا في جامعة “روتشستر” سنة 1984، قبل أن يلتحق بجامعة “ألاباما” في “هنتسفيل” بالولايات المتحدة ويعمل أستاذا بها، ويبرز علميا فيها من خلال وضعه منهجا دراسيا للهندسة البصرية.
أسس مع آخرين في ماليزيا شركة “فوتوترونيكس المحدودة” التي تعمل في مجال مكوّنات الألياف البصرية وترأسها، قبل أن يعود إلى موقعه أستاذا في “هنتسفيل”، وكان أحد مؤسسي شركة “ليكويدلايت” العاملة في مجال تطوير أدوات التشبيك الضوئي المتزامن بأميركا، وشغل منصب نائب رئيسها ومستشارها التقني الرئيس.
إعلان
عين نائبا لرئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية الليبية التي شكلها عبد الرحيم الكيب بتكليف من المجلس الانتقالي الليبي أواخر سنة 2011 بعد إعلان تحرير ليبيا، ثم انتخب رئيسا للحكومة بعد انتخاب المؤتمر الوطني الليبي سنة 2012.
التجربة العلمية
برز أبو شاقور في مجال تخصصه، ونال شهرة سريعة في الوسط العلمي، وكانت ابتكاراته موضع تقدير من طرف المهتمين بتخصصه.
وفي سنواته الأولى بـ”هنتسفيل” وضع منهجا دراسيا للهندسة البصرية بالجامعة، فكان قسمه بفضل هذا البرنامج أول قسم في الولايات المتحدة في الحصول على اعتماد “لجنة الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا” (ABET) في ذلك المجال.
وفي سنة 2002 أصبح مديرا مؤسسا لبرنامج الماجستير في هندسة النظم الكهروميكانيكية الصغرى بمعهد “روتشستر” للتكنولوجيا، وعمل على تأسيس قسم للمعهد بالإمارات، وهو ما تحقق سنة 2008 فأصبح رئيسا مؤسسا لمعهد “روتشستر” للتكنولوجيا بدبي.
نشر عشرات البحوث، وركزت أبحاثه على بصريات النانو، و”البلازمونيات” والنظم الكهروميكانيكية الصغرى، وحوسبة البصريات، ومكاشف الألياف البصرية.
وبفضل مساهماته العلمية الرائدة، حصل على زمالة الجمعية البصرية الأميركية (OSA) والجمعية الدولية للبصريات والفوتونيات (SPIE)، وحصل على براعة اختراع لثلاث اختراعات.
التجربة السياسية
تعرف على عدد من الشخصيات المعارضة بجامعة طرابلس، من بينهم عبد الرحيم الكيب سنة 1971 واستمر تواصله مع بعضهم بعدما انتقل إلى كاليفورنيا، حيث انضم كثيرون منهم إلى جامعاتها.
نشط سياسيا حين كان مهاجرا في الولايات المتحدة، وخلال عمله بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عمل مع معارضين ليبيين، ظلوا ثلاثة عقود يعملون على الإطاحة بنظام القذافي وإنهاء حكمه.
وفي سنة 1980 زار أبو شاقور ليبيا القذافي آخر مرة لتوديع أهله قبل أن يبدأ مع زملائه المعارضة علنا، وساهم في تشكيل وقيادة عدّة مجموعات معارضة، منها الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا.
وبسبب نشاطه السياسي وُضِع على قائمة المطلوبين لنظام القذافي، فأقام في المهجر مدة 32 سنة، يعمل مع المعارضة الخارجية لتقويض أركان النظام، واستطاعوا تأسيس قواعد داخلية بغية التحرك في الوقت المناسب.
في سنة 1984 حاولت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا الإطاحة بنظام القذافي، وأدى فشل تلك المحاولة إلى إعدام الكثير من المعارضين الليبيين الذين درسوا في الولايات المتحدة، واعتقال عدد آخر، وبثّ التلفزيون الليبي حينها التحقيق معهم، فتكرر اسم أبو شاقور في اعترافاتهم.
وفي بداية الثورة الليبية في فبراير/شباط 2011 عين المجلس الوطني الليبي ممثلين له من مناطق ومدن ليبيا الغربية، من أجل خلق جبهة موحدة ضد نظام القذافي.
لكن القبضة الأمنية لنظام القذافي في الغرب اضطرت المجلس لاختيار ليبيين في المهجر ليمثلوا عددا من المناطق الغربية، حفاظا على سلامة معارضي الداخل في تلك المناطق.
وانضم أبو شاقور لممثلي الغرب والوسط والجنوب، فسافر إلى بنغازي لحضور المؤتمر التأسيسي في شهر مايو/أيار 2011، وكات أول مرة تطأ قدمه الأرض الليبية منذ 32 عاما.
استمر في العمل مع المجلس الوطني الانتقالي، وعيّنه عبد الرحيم الكيب نائبا لرئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية الأولى بعد سقوط نظام القذافي، ثم انتخبه المؤتمر الوطني العام سنة 2012 رئيسا للحكومة.
لكن حكومته لم تحظ بثقة المؤتمر الذي تحكمت فيه صراعات الكتل المتنافسة، فاضطر إلى التخلي عن طموحه لتشكيل الحكومة بعد حوالي شهر من اختياره لهذه المهمة.
الكتب والمؤلفات
أصدر عشرات البحوث العلمية، وساهم في تأليف عدد من الكتب المرجعية في مجال تخصصه.
الجوائز والأوسمة
حصل مصطفى أبو شاقور على العديد من الجوائز من بينها جائزة “لجنة الاختراعات والمساهمات” بناسا عام 2004.!!!!!!!!!