فى مثل هذا اليوم13 سبتمبر1970م..
بداية الصدام المسلح بين الجيش الأردني ومنظمة التحرير الفلسطينية فيما يعرف باسم أحداث أيلول الأسود.
أيلول الأسود ويعرف أيضاً باسم الحرب الأهلية الأردنية، هو الصراع الذي نشب في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في المقام الأول بين 16 و27 سبتمبر 1970 مع استمرار بعض الأعمال حتى 17 يوليو 1971.
بعد أن فقد الأردن السيطرة على الضفة الغربية لإسرائيل عام 1967، نقل الفدائيون الفلسطينيون قواعدهم إلى الأردن وصعَّدوا هجماتهم على إسرائيل والأراضي المحتلة. تطور رد انتقامي إسرائيلي على معسكر لمنظمة التحرير في الكرامة وهي بلدة أردنية على طول الحدود مع الضفة الغربية إلى معركة واسعة النطاق. أدى الانتصار الفلسطيني الأردني المشترك في معركة الكرامة في عام 1968 إلى زيادة الدعم العربي للمقاتلين الفلسطينيين في الأردن. نمت قوة منظمة التحرير في الأردن، وبحلول عام 1970، بدأت علنا المطالبة بالإطاحة بالملكية الهاشمية. مع عملها كدولة داخل الدولة تجاهل بعض الفدائيين القوانين واللوائح المحلية، وحاولوا اغتيال الملك حسين مرتين — مما أدى إلى مواجهات عنيفة بينها وبين الجيش الأردني في يونيو 1970. الملك حسين أراد الإطاحة بالفدائيين من البلد، ولكنه تردد في الهجوم لأنه لم يكن يريد أن يستخدم أعداءه ذلك ضده بمساواة المقاتلين الفلسطينيين بالمدنيين. تصرفات منظمة التحرير في الأردن توجت بحادث اختطاف الطائرات في ميدان داوسون في 10 سبتمبر، التي اختطف فيها الفدائيون ثلاث طائرات مدنية وأجبروها على الهبوط في الزرقاء، وأخذوا مواطنين أجانب كرهائن، وقاموا في وقت لاحق بنسف الطائرات أمام الصحافة الدولية. رأى الملك حسين أن هذه هي القشة الأخيرة، وأمر الجيش بالتحرك.
في 17 سبتمبر حاصر الجيش الأردني المدن التي تتواجد بها منظمة التحرير بما في ذلك عمان وإربد وبدأ قصف الفدائيين الذين تمركزوا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات. في اليوم التالي، بدأت قوة من سوريا مع علامات جيش التحرير الفلسطيني يتقدمون صوب إربد التي أعلنها الفدائيون «مدينة محررة». في 22 سبتمبر انسحب السوريون بعد شن الجيش الأردني الهجوم الأرضي الذي ألحق خسائر فادحة بالقوة السورية. قاد الضغط المتصاعد الذي قامت به البلدان العربية الملك حسين إلى وقف القتال. في 13 أكتوبر وقع اتفاق مع ياسر عرفات لتنظيم وجود الفدائيين. عاد الجيش الأردني وهاجم مرة أخرى في يناير/ 1971. تم طرد الفدائيين من المدن الواحدة تلو الأخرى، حتى استسلم 2,000 من الفدائيين بعد محاصرتهم في غابة قرب عجلون يوم 17 يوليو، وكان ذلك إيذانا بانتهاء الصراع.
سمح الأردن للفدائيين بالتوجه إلى لبنان عبر سوريا وبعدها أصبحوا أحد الأطراف المحاربة في الحرب الأهلية اللبنانية. تأسست منظمة أيلول الأسود أثناء النزاع لتنفيذ عمليات انتقامية. وأعلنت المنظمة مسؤوليتها عن اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في عام 1971، وعملية ميونيخ التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة في عام 1972.!!