في مثل هذا اليوم 16 سبتمبر1970م..
ملك الأردن الحسين بن طلال يعلن الحكم العسكري في أعقاب اختطاف أربع طائرات مدنية من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش.
حادثة اختطاف الطائرات إلى قيعان خنا أو إلى مهبط داوسون هي حادثة وقعت في ايلول / سبتمبر 1970 عندما اختطفت اربع طائرات نفاثة ثلاثة منها متجهة إلى مدينة نيويورك وواحدة إلى لندن من قبل أعضاء في منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. أجبرت ثلاث طائرات على الهبوط في مهبط داوسون وهو مهبط طائرات صحراوي بالقرب من الزرقاء، الأردن. مهبط داوسون كان سابقا قاعدة عسكرية للقوات الجوية الملكية البريطانية وأصبح بعد ذلك «المطار الثوري» للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. بحلول نهاية الحادث قتل أحد الخاطفين وأبلغ عن إصابة واحدة. كانت هذه الحادثة هي ثاني عملية اختطاف طائرات جماعية بعد إقلاعها، الأولى كانت اختطاف الطائرة من تشيكوسلوفاكيا الشيوعية في عام 1950.
في 6 أيلول / سبتمبر: أجبرت الرحلة رقم 741 المقلعة من فرانكفورت التابعة لشركة تي دبليو إيه (طائرة بوينغ 707) وطائرة تابعة لشؤركة سويسرا للطيران للرحلة رقم 100 المقلعة من زيوريخ (طائرة دوغلاس دي سي-8) على الهبوط في حقل داوسون.
وفي اليوم نفسه أحبطت عملية اختطاف طائرة للرحلة رقم 219 المقلعة من أمستردام (707) التابعة لخطوط إل عال، حيث قتل الخاطف باتريك أرغيلو وسلمت شريكته ليلى خالد إلى السلطات البريطانية في لندن، حيث أخذ الخاطفان والذين هم من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنعوا من ركوب الطائرة، وبعدها تم خطف طائرة تابعة لخطوط بان آم للرحلة رقم 93 (طائرة بوينغ 747)، وحولت الطائرة أولا إلى بيروت ثم إلى القاهرة بدلا من مهبط الطائرات الأردني الصغير.
في 9 أيلول / سبتمبر اختطفت طائرة تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تابعة لشركة بوك 775، وهي طائرة فيكرز في سي 10 قادمة من البحرين وجلبت إلى حقل داوسون للضغط على البريطانيين لتسليم ليلى خالد.
نقلت أغلبية الرهائن ال310 راكب إلى عمان وأطلق سراحهم في 11 أيلول / سبتمبر، قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بفصل طواقم الطائرات والركاب عن الركاب اليهود حيث أبقت 56 يهوديا رهينة تحت الاحتجاز وإطلق سراح غير اليهود. وقد احتفظ بستة رهائن على وجه الخصوص لأنهم من الرجال والمواطنين الأمريكيين البارزين، وليس بالضرورة اليهود. والرجال الستة الذين عقدوا على وجه الخصوص هم روبرت نورمان شوارتز، باحث في وزارة الدفاع الأمريكية ويعيش في بانكوك بتايلاند؛ وجيمس لي وودز مساعد شوارتز وحارسه الأمني؛ وجيرالد بيركويتز وهو أستاذ يهودي أميركي في كلية الكيمياء؛ والحاخام أبراهام هاراري-رافول وشقيقه الحاخام جوزيف هراري-رافول اثنين معلمي في مدرسة بروكلين؛ وجون هولينغسورث وهو موظف في وزارة الخارجية الأمريكية. كان والد شوارتز يهوديا لكن شوارتز تحول إلى الكاثوليكية. في 12 سبتمبر / أيلول قبل الموعد النهائي المعلن عنه استخدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين متفجرات لتدمير الطائرات الفارغة، لأنها كانت تتوقع ضربة مضادة.
إن استغلال الجبهة الشعبية للأراضي الأردنية كان مثالا على النشاط العربي الفلسطيني المستقل بشكل متزايد داخل المملكة الأردنية – وهو تحد خطير أمام الملك الهاشمي الملك الحسين. أعلن الملك الحسين الأحكام العرفية في 16 أيلول / سبتمبر ومن 17 إلى 27 أيلول / سبتمبر نشرت قواته المناطق التي يسيطر عليها الفلسطينيون في ما أصبح يعرف باسم أيلول الأسود في الأردن مما أدى إلى اندلاع حرب إقليمية شملت حتى قوات من سوريا والعراق مما توصل إلى عواقب عالمية.
غير أن الانتصار الأردني السريع مكن من التوصل إلى اتفاق في 30 أيلول / سبتمبر وهو أطلاق سراح الرهائن المتبقين مقابل أطلاق سراح ليلى خالد وثلاثة من أعضاء الجبهة الشعبية في السجن السويسري.
في 9 سبتمبر/أيلول طالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في القرار 286 بالإفراج عن الركاب. وفي اليوم التالي اندلع قتال بين الجبهة الشعبية والقوات الأردنية في فندق إنتركونتيننتال، عمان، حيث كان هناك 125 امرأة وطفل محتجزين من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكان يبدو أن المملكة على شفا حرب أهلية واسعة النطاق. ودل تدمير الطائرة في 12 سبتمبر على عجز سيطرة الحكومة الأردنية في المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، وأعلن الفلسطينيون أن مدينة إربد «أرض محررة»، وفي ذلك تحدٍ مباشر لحكم الملك الحسين.
في 13 سبتمبر/أيلول بثت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إعلانًا حكوميًا باللغة العربية تقول فيه إن المملكة المتحدة ستطلق سراح ليلى خالد مقابل الرهائن.
وفقا لوزير الخارجية الأمريكي هنري كسنجر: «في هذه المرحلة، سواء كانت تدابير الاستعدادات الأمريكية قد أعطت الملك حسين دفعة نفسية أو لأنه وصل إلى نقطة اليأس، فإن الحسين حل جميع المواجهات مع الفدائيون».
ومما زاد من تعقيد الأزمة الدولية حقيقة أن سوريا والعراق، اللتين تربطهما صلات بالاتحاد السوفيتي، قد هددا بالفعل بالتدخل نيابة عن الجماعات الفلسطينية في أي مواجهة مع المملكة الأردنية. وفقاً للوثائق البريطانية التي رفعت عنها السرية بموجب “حكم الثلاثين عاما”، كان الملك الحسين قلق من الموضوع وطلب حينها من المملكة المتحدة والولايات المتحدة تمرير طلب إلى إسرائيل بقصف القوات السورية إذا دخلت الحدود الأردنية لدعم الفلسطينيين، وعندما عبرت دبابة سورية الحدود، حلق الطيران الإسرائيلي فوق المنطقة محذراً.!!