في مثل هذا اليوم23سبتمبر1948م..
تشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي..
أنشأت جامعة الدول العربية حكومة عموم فلسطين في 22 سبتمبر 1948 خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 لتنظيم الجيب الذي تسيطر عليه مصر في غزة. وسرعان ما اعترف بها جميع أعضاء الجامعة العربية باستثناء شرق الأردن. وعلى الرغم من أن الولاية القضائية للحكومة قد أعلنت أنها تغطي كامل فلسطين الانتدابية السابقة، فإن ولايتها القضائية الفعلية اقتصرت على قطاع غزة. وكان رئيس وزراء الإدارة في غزة أحمد حلمي باشا، وكان الرئيس هو الحاج أمين الحسيني، الرئيس السابق للجنة العربية العليا.
وبعد ذلك بقليل، عين مؤتمر أريحا ملك شرق الأردن عبد الله الأول “ملك فلسطين العربية”. وقد دعا المؤتمر إلى اتحاد فلسطين العربية وشرق الأردن، وأعلن عبد الله اعتزامه ضم الضفة الغربية. وعارضت الدول الأعضاء الأخرى في الجامعة العربية خطة عبد الله.
وينظر البعض إلى حكومة عموم فلسطين باعتبارها أول محاولة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. كانت تحت الحماية المصرية الرسمية، ولكن لم يكن لها دور تنفيذي. وكانت للحكومة آثار سياسية ورمزية في الغالب. وقد تراجعت أهميتها تدريجيا، وخاصة بعد نقل مقر الحكومة من غزة إلى القاهرة بعد الغزو الإسرائيلي في أواخر عام 1948. وعلى الرغم من أن قطاع غزة لا يزال تحت السيطرة المصرية من خلال الحرب، فإن الحكومة الفلسطينية ظلت في منفاها في القاهرة، وهي تدير شؤون غزة من الخارج.
في عام 1959، اندمجت حكومة عموم فلسطين رسميا في الجمهورية العربية المتحدة، وكانت تحت إدارة عسكرية مصرية رسمية، عينت مسؤولين عسكريين مصريين في غزة. غير أن مصر تخلت رسميا وبصورة غير رسمية عن جميع المطالبات الإقليمية إلى الأراضي الفلسطينية وجميعها (على النقيض من حكومة شرق الأردن التي أعلنت ضمها للضفة الغربية الفلسطينية). وقد شكك كثيرون في أوراق اعتماد الحكومة الفلسطينية باعتبارها دولة ذات سيادة حسنة النية، ويرجع ذلك أساسا إلى اعتماد الحكومة الفعال ليس فقط على الدعم العسكري المصري، وإنما أيضا على القوة السياسية والاقتصادية المصرية.
انتهت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 باتفاق الهدنة بين إسرائيل ومصر المؤرخ 24 فبراير 1949، والذي حدد حدود قطاع غزة. لم تكن حكومة فلسطين طرفا في الاتفاق ولم تشارك في مفاوضاتها. وقطاع غزة هو المنطقة الوحيدة في إقليم الانتداب البريطاني السابق الذي كان تحت السيطرة الإسمية لحكومة عموم فلسطين. أما بقية إقليم الانتداب البريطاني فقد أصبح إما جزءا من إسرائيل أو الضفة الغربية، التي ضمها شرق الأردن (وهي الخطوة التي لم يتم الاعتراف بها دوليا). وفي الواقع، فإن قطاع غزة يخضع للإدارة المصرية، على الرغم من أن مصر لم تطالب قط بأي أراض فلسطينية أو ضمتها إليها وبالتالي لم تقدم مصر جنسية للفلسطينيين. وقد أصدر الفلسطينيون الذين يعيشون في قطاع غزة ومصر جوازات سفر لكل فلسطين، ولم يسمح لهم بالدخول بحرية إلى مصر. إلا أن هذه الجوازات لم تعترف بها سوى ست دول عربية. وتوقفت جوازات السفر عن إصدارها عندما تم حل الحكومة الفلسطينية كافة، على الرغم من أن بعض البلدان ظلت تعترف بها لبعض الوقت.
وكان هناك تدفق هائل في قطاع غزة للاجئين الفلسطينيين من تلك الأجزاء من فلسطين التي الانتداب سابقا والتي أصبحت جزءا من إسرائيل. ومنذ نهاية عام 1949، تلقى اللاجئون معونة مباشرة من الأونروا وليس من الحكومة الفلسطينية جميعا أو من خلالها. ولا يوجد أي دليل على مشاركة جميع الحكومات الفلسطينية في المفاوضات الرامية إلى إنشاء مخيمات اللاجئين التي تديرها الأونروا في قطاع غزة أو في أي مكان آخر
أحمد حلمي عبد الباقي (1882 – 1963) سياسي واقتصادي فلسطيني، وُلد عام 1882 في مدينة صيدا اللبنانية لأب من مدينة طولكرم الفلسطينية ذو أصول ألبانية، حيث كان والده يخدم عسكريًا حينها في لبنان، تُوفي أحمد حلمي عبد الباقي عام 1963 في مدينة سوق الغرب اللبنانية.
عاد أحمد عبد الباقي مع والده إلى مدينته طولكرم في الضفة الغربية، وهناك في المدينة تلقى علومه في اللغة العربية والآداب على يد العالم سعيد الكرمي، وهو ما جعله يتميز في هذا المجال ليصدر لاحقًا ديوان شعر بعنوان “ديواني”، عمل أحمد في مطلع شبابه بالمصرف الزراعي العثماني في مدينة طولكرم، كما كان والده ضابطًا في الجيش العثماني يخدم في محيط نابلس. انتقل أحمد إلى العراق خلال الحرب العالمية الأولى، حيث تولى هناك قيادة فرقة متطوعين من أبناء العشائر العراقية والتي حاربت إلى جانب الجيش العثماني. عند تولي الأمير فيصل بن الحسين الحكم في سوريا (الشمالية) عُين أحمد حلمي مديرًا عامًّا لوزارة المالية (1919-1920) وقد عرف عنه أنه من أركان حزب الاستقلال العربي الذي تأسس في عهد فيصل كمظهر علني من جمعية العربية الفتاة السرية.
شارك أحمد حلمي وسعيد الكرمي في عدد من حكومات إمارة شرق الأردن؛ فقد شاركا معًا في كل من حكومة علي رضا الركابي الأولى عام 1922، وحكومة مظهر رسلان الثانية عام 1923، وحكومة حسن خالد أبو الهدى الأولى عام 1923، بحيث تولى أحمد حلمي حقيبة المالية، في حين تولى سعيد الكرمي حقيبة الأوقاف والقضاء.
وفي عام 1926 توجه أحمد حلمي إلى فلسطين وعُين مراقبًا عامًّا للأوقاف الإسلامية واستقال من عمله في عام 1930 حين اشترك مع عبد الحميد شومان في تأسيس البنك العربي بفلسطين وتولى أحمد إدارة البنك منذ عام 1930 وحتى عام 1936، حيث شهدت هذه الفترة إنشاء فروع للبنك في مدن فلسطين الرئيسية؛ وهي القدس وغزة وطولكرم ونابلس ويافا وحيفا. أسس بعد ذلك البنك الزراعي لإمداد الفلاحين بالقروض الزراعية، وشركة صندوق الأمة لإنقاذ الأراضي العربية المهددة بالاستيلاء عليها.
نُفي عام 1936 مع بعض أعضاء اللجنة العربية العليا إلى سيشل بعد مقتل الجنرال أندرو حاكم لواء الجليل. عاد وترأس حكومة عموم فلسطين سنة 1948.
ألف أحمد حلمي عبد الباقي ديوان شعر بعنوان “ديواني”، وصدر بإعداد وتقديم من إبراهيم نصر الله.
وفاته:
توفي أحمد عبد الباقي في مدينة سوق الغرب اللبنانية في حزيران عام 1963، ونقل جثمانه ليدفن في القدس، حيث دفن في الحرم الشريف.!!