في مثل هذا اليوم28سبتمبر1939م..
بداية الهجوم الألماني على الدول الإسكندنافية في إطار الحرب العالمية الثانية.
تتكون إسكندنافيا جغرافيًا من السويد والنرويج وفنلندا وكانت متحدة مع الدنمارك عن طريق روابط تاريخية قوية وبكونها جزءًا مهمًا منها باستثناء جرينلاند التي تقع في أوروبا القارية. كانت الدانمارك تسيطر جنبًا إلى جنب مع السويد على قناة أوريسند، بوابة الدخول لبحر البلطيق، حيث كانت محورًا هامًا للاقتصاد في شمال أوروبا، حتى بعدما بَنَتْ ألمانيا قناة كيل في عام 1895 وتوسعت بعد ذلك في عام 1914 والتي سمحت بالانتقال السريع بين بحر الشمال وبحر البلطيق.
وكانت السويد المُنتِج الرئيسي لمعدن الحديد (الذي لا غنى عنه لألمانيا بسبب السياسات الصناعية والمدنية والعسكرية) والذي صدر عبر الميناء النرويجى” نارفيك” واثنين من الموانى السويدية ومع ذلك لم تستخدم هذه الموانى على مدار السنة بسبب الجليد، في حين ميناء نارفيك كان يستخدم دائمًا وذلك بفضل تيار الخليج.
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية اعتزم البريطانيون إرسال ثلاث سفن حربية بالية لمعركه انتقامية استنادًا على فكرة ونستون تشرشل وتخفيفها باستخدام الجسور المدرعة لتدمير حركة المرور بين الموانى في السويد وألمانيا والتي كانت ستسمى بعملية كاترين، ولكن تم التخلي عن الفكرة وعن أولويات أخرى لاستخدامها في المواد اللازمة لتحويل السفن بسبب نقص في العمالة الماهرة.
خلال فترة الحرب العالمية الثانية تناول وقائع الحرب والأحداث السياسية خلال الفترة 1939-1945. الدولة الإسكندنافية (شملت الأراضي المرتبطة معها ثقافيًا مثل الدنمارك وغرينلاند وأيسلندا وجزر فارو) حيث اعتبرت واحدة من أكبر المسارح الأوروبية خلال الحرب العالمية الثانية.
شاركت إسكندنافيا في بداية أحداث الحرب العالمية الثانية. في نهاية شهر نوفمبر 1939 غَزَت قوات الاتحاد السوفيتى فنلندا حيث أرادت ضم بعض المناطق الحدودية الاستراتيجية واستسلمت بعد صراع دام لأكثر من ثلاثة أشهر. ونتيجة لما حدث من فنلندا إلى ألمانيا النازية، في يونيو 1941 شاركت في غزو الاتحاد السوفيتي لفتح جبهة جديدة امتدت من لابلاند إلى خليج فنلندا.
استمر التعاون بين ألمانيا وفنلندا حتى سبتمبر عام 1944، عندما استسلمت حكومة هلسنكي أمام تجدد الهجمات السوفيتية المضادة ثم تعاونت القوات الفنلندية والاتحاد السوفيتي لتعقب الوحدات الألمانية القادمة من لابلاند. ومن ألمانيا غزت الدنمارك والنرويج في شهر أبريل عام 1940 خلال ما يسمى بـ “عملية ويسيربينج، حيث استسلمت الدنمارك في وقت قصير في حين قاومت النرويج فترة أطول بفضل الدعم الذي حصلت عليه من خلال البعثة البريطانية-الفرنسية ولكن انتهى بها المطاف إلى الاستسلام في أوائل شهر يونيو من عام 1940.
في البداية كانت تتعامل الدنمارك مع ألمانيا معاملة جيدة حيث خضعت لحكم ألمانيا ولكن في داخلها لا يزال لديها بعض من الحكم الذاتي من خلال المعارضة المتزايدة للمؤسسات ومعارضه الشعب الدنماركى للسياسات القمعية التي تفرضها ألمانيا، الأمر الذي أدى إلى حل الحكومة وفرض الاحتلال العسكري الألماني الكامل في أغسطس عام 1943. وفي النرويج فرض الألمان إنشاء حكومة صورية برئاسة فيدكون كويزلينج ولكن أمام نقص الدعم المقدم لها خضعت البلد بالكامل ليتم تأسيسها في ألمانيا باسم رايسكومساريات. شكلت من جماعات المقاومة المسلحة سواء في النرويج أو الدنمارك لمعارضة كل من المحتلين الألمان والمتعاونين معهم على النطاق المحلي.
لعبت السويد دورًا متناقضًا في بلد محايد رسميًا ولا علاقة له بالصراع. طوال تاريخها بالكامل أيدت كفاح فنلندا من جهة ضد الاتحاد السوفيتي وواصلت التجارة على نطاق واسع مع ألمانيا النازية، ومن جهة أخرى لا سيما بعد عام 1943 قدمت المأوى والمساعدة للمجموعات الدنماركية والنرويجية والقوات المسلحة النظامية التي شكلتها حكومات البلدين في المنفى فضلًا عن تقديم الدعم الإنساني لسكان البلدان المحتلة.!!