في مثل هذا اليوم30 سبتمبر1955م..
سلطان المغرب محمد بن عرفة يتنازل عن العرش لمصلحة محمد بن يوسف.
محمد بن عرفة، ولد حوالي 1886 في فاس، وتوفي 17 يوليو 1976 في نيس، هو سلطان علوي نصب لفترة وجيزة على عرش المملكة الشريفة من قبل المستعمر الفرنسي إبان الحماية الفرنسية على المغرب بعد نفي السلطان الشرعي محمد الخامس عام 1953 حيث مكث بالحكم سنتين فقط إلى عام 1955 تاريخ عودة سلطان المغرب محمد الخامس، معلنا استقلال البلاد.
ضع سيدي محمد بن عرفة 21 أغسطس 1953 على عرش المملكة الشريفة — الذي أطيح منه ابن عمه السلطان سيدي محمد بن يوسف (الملك محمد الخامس مستقبلا) — من طرف السلطات الفرنسية التي تفرض نظام الحماية في المملكة منذ معاهدة فاس لـ1912. قاد الجنرال أوغستين غيوم، المقيم العام في المغرب منذ 1951، مع المستعمرين الفرنسيين وبعض السلطات المغربية – بما في ذلك التهامي الكلاوي، باشا مراكش – حملة للإطاحة ببن يوسف بعدما دخل معه صراع مفتوح معهم بعد أن أيد مطالبات الاستقلال. السلطان، مُنصب منذ عام 1927، تم توقيفه ووأرسل إلى المنفى على الفور عن طريق الجو، في حين أن علماء فاس، على الرغم من رفضه التنازل عن العرش، اعترفوا ببن عرفة مكانه.
تميزت فترة حكمه القصيرة بتزايد العنف وتطرف الوطنيين، الذين رفضوا الاعتراف به خلال الترحيل القسري لبن يوسف إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر. ونجا يوم 11 سبتمبر 1953 لمحاولة اغتيال من طرف علال بن عبد الله. سلطته، المحدودة من طرف صلاحية المقيم العام (الجنرال غيوم ثم، من عام 1954، فرانسيس لاكوست ) وتأثير باشا مراكش، تأثرت أيضا من تطرف المستوطنين المتشدد منهم الذين أسسوا « الاتحاد من أجل الوجود الفرنسي ».
افتقاره للشرعية والشعبية بين سكان المغرب، تصاعد وتيرة العنف ارتباطا مع تلك الموجودة في تونس ومع الحرب في الجزائر، أدى بالسلطات الفرنسية للنظر في إبعاده وعودة بن يوسف بعد عامين. قرر جيلبير غراندفال ، الذي عين مقيما عاما، اللقاء بالصدر الأعظم محمد المقري. سافر هذا الأخير إلى فرنسا، حيث التقى بغراندفال في فيشي، وجعلته يفهم أن بن عرفة مستعد للمغادرة أمام الاضطرابات الشعبية التي امتدت في أنحاء البلاد. طرحت مسألة العرش، وسمحت المناقشات النظر في عودة بن يوسف إلى السلطة. وفي فاتح أكتوبر تنازل بن عرفة.
العودة المظفرة لبن يوسف إلى المغرب يوم 16 نوفمبر 1955، بعد اتفاقات لا سيل سان كلو، شهدت على حد سواء نهاية الحكم القصير لبن عرفة والعودة إلى السيادة الكاملة، رسميا في عام 1956 بنهاية الحماية الفرنسية، والإسبانية كذلك (على مناطق النفوذ الفرنسية منذ 1912).
منفى ووفاة:
بعد تنحيه ذهب بن عرفة أوائل أكتوبر 1955 إلى طنجة، التي كانت آنذاك منطقة دولية. عندما انضمت إلى المغرب، انتقل إلى نيس، حيث وفرت له السلطات الفرنسية سكناً فاخراً. أصبح حينها أكثر عزلة، وخاصة بعد وفاة زوجته، ولم يتحدث أبدا، كما نعلم، ما أدى به إلى التعاون في إزالة ابن عمه بن يوسف. باعتباره خائنا، كانت عودته إلى المغرب ممنوعة. في أواخر الستينيات، انتقل إلى بيروت ولكن، بعد سرقة ختمه الملكي السابق، عاد إلى نيس حيث توفي يوم 17 يوليو 1976 ، الموافق لـ 19 رجب 1396.
محمد الخامس بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن إسماعيل بن الشريف بن علي العلوي وُلد (1327 هـ / 10 أغسطس 1909م) بالقصر السلطاني بـفاس وتوفي (1381 هـ / 26 فبراير 1961م بفاس) خَلَف والده السلطان مولاي يوسف الذي توفي بُكرة يوم الخميس 22 جمادى الأولى سنة 1346 هـ موافق 17 نوفمبر سنة 1927م فبويع ابنه سيدي محمد سلطانا للمغرب في اليوم الموالي بعد صلاة الجمعة 23 جمادى الأولى سنة 1346 هـ موافق 18 نوفمبر سنة 1927م في القصر السلطاني بـفاس ولم يزل سلطان المغرب إلى سنة 1957م، قضى منها المنفى بين (1953-1955)، ثم اتخذ لقب الملك سنة 1957م ولم يزل ملكا إلى وفاته سنة 1961م، ساند السلطان محمد الخامس نضالات الحركة الوطنية المغربية المطالبة بتحقيق الاستقلال، الشيء الذي دفعه إلى الاصطدام بسلطات الحماية. وكانت النتيجة قيام سلطات الحماية بنفيه إلى مدغشقر. وعلى إثر ذلك اندلعت مظاهرات مطالبة بعودته إلى وطنه. وأمام اشتداد حدة المظاهرات، قبلت السلطات الفرنسية بإرجاع السلطان إلى عرشه يوم 16 نوفمبر 1955. وبعد بضعة شهور تم إعلان استقلال المغرب. كان الملك محمد الخامس يكنى: أبا عبد الله.!!!!!!!!!!!!